الأربعاء، 28 يناير 2015

فيلم "Hors-je" لمفيدة فضيلة: الأطفال هم الحلّ

متى نلتفت الى صغارنا؟ متى نصغي الى أحلامهم؟ كيف يمكن أن نساعدهم على ترجمة طموحاتهم الى حقيقة؟ تنطلق كاميرا المخرجة مفيدة فضيلة في فيلم "Hors-je" من إحدى الساحات التي تجمّع فيها عدد من تلاميذ حي التضامن الذين لم يتجاوز سنهم الثانية عشرة، فتُصور ملامح براءتهم وعنفوانهم وفضولهم متعقبة أثر «خيط الطفولة النقي» -ذلك الذي لم تطله لا الحسابات ولا الايديولوجيات- ومستدرجة هؤلاء الأطفال الى عالم الحلم، الى "كاروسيل" طفولي تنشرح فيه النفوس وتتزاحم فيه الطاقات.
يدور الخذروف مرارا حول نفسه قبل أن يتوقف، لتنطلق «لعبة الأحلام». تدعو المخرجة مفيدة فضيلة الأطفال الذين صورت معهم شريط «Hors-je» إلى صياغة جملة بسيطة تعبر عن أحلامهم، فيكتب أحدهم «نحب نولي حرّ»، ويدوّن الآخر «نحب نشري موتور»، وتحرّر الأخرى «نحلم باش نتزوج» إلى غيرها من الجمل البسيطة التي تعبر عمّا يخالج صدور هؤلاء الأطفال من أمنيات ورغبات. تجمع مفيدة فضيلة الجذاذات الورقية وتخلطها في وعاء بلوري ثمّ تطلب من الأطفال أن يختاروا جذاذة واحدة وأن يكتبوا ما جاء فيها على باب حديدي كبير.
في تجربة فنية تحمل الكثير من المعاني والدلالات، يكتب الأطفال أحلام أترابهم كما لو كانت أحلامهم الخاصة، يكتبونها بقطع طباشير ملوّنة راسمين دون إدراك «لوحة أحلام الأطفال»، هذه اللوحة التي يجب أن نسعى كلنا الى مشاهدتها، فهي التي تُخفي شيفرة عيشنا المشترك، تلك التي تنادي بالإصغاء إلى الآخر وبالتواصل معه.. فإذا ما أصغينا الى أحلام الأطفال وإذا ما وفّرنا لهم سبل تحقيقها، فقد نكون ساعدناهم على تحقيق ذواتهم بعيدا عن فخاخ العنف والإرهاب التي أصبحت تُلغّم ثنايانا.
 في زمن انحرفت فيه المسارات وأضحى الشباب التونسي يُشكل بارود حروب دامية، تدعو المخرجة مفيدة فضيلة إلى العودة الى الأطفال. فعودهم الطري قابل لتحقيق أجمل الأشياء وأبهاها اذا ما أنصتنا لهم وفتحنا لهم أبواب الأمل، وهو أيضا قابل للانخراط في أبشع السيناريوهات وأعنفها اذا ما فقد أسباب التعلق بالحياة وبجانبها المشرق.
 وبالتوازي مع فكرة "العودة الى الأطفال"، يتضمن الفيلم دعوة صريحة لغرس الثقافة في الأحياء المهمشة تلك التي لا يتوفر فيها لا دور ثقافة ولا مسرح ولا سينما ولا نوادي للأطفال.. فإذا ما غابت الثقافة -بكل ما تعنيه من توفير قيم الانفتاح والتسامح واحترام الآخر- عن أطفال تونس، إستفحلت المخططات الجهنمية، تلك التي تمجد ثقافة الموت والعنف وإقصاء الآخر.
هذا هو التحدي المضاعف الذي دعت إليه مفيدة فضيلة في شريطها القصير «Hors-je»، وهو من انتاج شركة «يول»، فمهما فعلنا، لن نستطيع أن نبني المستقبل إذا ما لم نضع في صدارة اهتمامنا عالم الأطفال وما يتطلبه من عطاء واهتمام. وقد يكون شعار "الأطفال هم الحلّ" من بين الشعارات الهامة التي وجب رفعها في مجتمعنا اليوم. 
يُذكر أنّها ليست المرّة الأولى التي تُشرّك فيها مفيدة فضيلة الأطفال في أعمالها الفنية، فقد سبق أن كان ذلك مع عرض «التونسي الخارق للعادة» الذي قدمته مرارا في شوارع تونس، وهو تمشي فني-إجتماعي ذو أهمية قصوى، فالأطفال هم من يحملون رايات المستقبل، وإذا تجاهلناهم رفعنا الرايات السوداء في وجوهنا من دون أن نشعر.


شيراز بن مراد

الأربعاء، 21 يناير 2015

«سلوان» لليلى طوبال: ذاكرة عروس شامخة في زمن ساقط

امرأة متدفقة كنهر فياض، كشلال مُنساب، كسيل جارف، هكذا كانت ليلى طوبال في مسرحية «سلوان» التي قدمت عرضها الأوّل يوم السبت 17 جانفي 2015 بفضاء التياترو بالعاصمة. طيلة الساعة والنصف من الزمن، أزهرت ليلى طوبال بحديث متشابك عن الوطن والسياسة والحب والصمود، حديث طبع بعطر السلوان، وفاح بعبق حب تونس وبوجيعة ناسها. مزيج من الحب والوجيعة ذلك هو الخيط الرّفيع الذي خاطت به ليلى طوبال عملها المسرحي الجديد «سلوان».
تتصارع الذاكرة في ذهن صاحبة «سلوان» بين ذاكرة مُعطبة وأخرى مُلتهبة. واحدة تنشد السلوان والنسيان لما فيها من هموم وخيبات، وأخرى ملتهبة ترفض التجاهل والنسيان. فلئن عرفت تونس في السنوات الأخيرة أحداثا عصيبة وأياما سوداء، فقد شهدت أيضا حراكا مجتمعيا نادرا نادى بالحقوق وبالحريات وبنبذ العنف، قد تكون تونس نجت بفضله من السقوط في منعطفات الفوضى والإرهاب. 
تظهر ليلى طوبال على الركح مرتدية فستان زفاف. عروس شامخة في زمن ساقط، عروس تنشد الحب والحلم والصمود، عروس تقاوم وتناضل وتنزل إلى الساحات قبل أن تُصاب «بسكتة وطنية»، فعشق الوطن المغدور يسري في هذا الجسد ـ الجذع الذي رمى بعروقه في عمق الأرض التونسية.
تفتح ليلى طوبال كتاب ذاكرة السنوات الأربع الأخيرة، فتتلاطم الأفكار والأحاسيس المختلفة لكن تطفو على السطح بصفة خاصة صور حمراء، صور تراجيدية من اغتيال بلعيد والبراهمي وغيرهما من شهداء الوطن من جنود وأعوان أمن. تتنقل ليلى طوبال بين "صندوق الذاكرة" و"ميكروفون الكلمة" ناثرة هنا وهناك وردا أحمر ولسان حالها يقول إنّ دم المغدورين سيوّرق يوما وردا أحمر يانعا، ورد سيغطي هذه الأرض الطيبة مهما بغى الباغون وهدّد الإرهابيون.
وبلغة التحدي، تنزع ليلى طوبال ثوب العروس الشامخة، لتظهر في ثوب المرأة الغانية. ينبثق حينها فجر أحمر من فستانها المخملي، وتقول بكلّ ما فيها من نسوية مزلزلة: «انا المرا.. أنا الحرّة.. أنا الغولة.. أنا العاهرة... أنا شوكة في حلق إلي يحبوني في تركينة... أنا المرا إلي مُخبية الوطن ما بين القلب والجواجي». خطاب فيه أكثر من رسالة للذين حاولوا طمس حضور المرأة التونسية في الفضاء العام، لأولئك الذين أرادوا لها أن تكون في أسفل الدرك، مجرّد مُكملّة في واقع تونسي سار منذ القدم ضدّ التيار الذي قزّم المرأة وبتر فضاءات تحرّكها.
ومن فصل المرأة، تتحوّل ليلى طوبال إلى السياسة ولحكامها مُوجّهة أصابع الإتهام الى الترويكا ومعبرة عن موقفها الرافض لسياساتها ولتسامحها مع العنف والإرهاب. فهذا الفصل ادمى الوطن وفتح الأبواب للسحل والذبح ولنشاط الجمعيات «الخيرو-إرهابية» سامحا لها بأنّ ترتع في البلاد. تشرب ليلى الموجوعة جرعات من ماء السلوان ثمّ تلتفت الى الجمهور وتقول: «لو نزل بيننا فرويد، لتعقد من كثرة عقدنا»، فالسياسة ليست وحدها مريضة في تونس، المجتمع أيضا يعاني من أمراض متعددة إختزلتها طوبال في مشاهد أبرزت حجم المكبوت وضغط المواضعات الاجتماعية والدينية التي تقيّد حرّيتنا ومشاعرنا ومواقفنا. وفي دفعة أمل أخيرة، تقف ليلى طوبال أمام مصدحها لتنادي بالحلم. «احلموا... احلموا يا ديني...» تصدح العروس حتى تتواصل مسيرة تونس الحرّة وحتى يكف الرصاص وقمع الفكر الحرّ في أرض السيكلمان والياسمين.
وقد ذكّرنا مونودرام «سلوان» الذي أفرد الشهيد شكري بلعيد مقطعا مؤثرا بـ«كتاب السلوان» الذي أصدره سليم دولة سنة 2008 وأهداه الى أخيه سامي الأزهر دولة ذلك الذي «رحل ذات يوم خبز وطني برصاص وطني» خلال أحداث الخبز سنة 1984. قاسم مشترك بين العملين أحدهما مسرحي والآخر أدبي، قاسم يُذكرنا بالقدر التراجيدي الذي يترصد أحرار البلاد وبضرورة أن «لا يفعلها أبناء الوطن بأبناء الوطن، مرّة أخرى» كما يكتب سليم دولة.
تخفق ليلى طوبال في «سلوان» كطائر الخطاف الهش والصامد في نفس الوقت، فتحكي -لأنّ الذاكرة بحاجة الى من يحكيها- فصولا من ربيع تونسي موجوع، ربيع منكوس ولكنه ربيع صامد بنسائه ورجاله الأحرار... فعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة.

شيراز بن مراد

السبت، 3 يناير 2015

الرسّامة نجاة الذهبي: قالوا لي انّ الفنّ حرية ثمّ اتهموني بتجاوز الحدود


إحتضنت دار الثقافة ابن خلدون مؤخرا معرض «نظرات» للفنانة التشكيلية نجاة الذهبي والذي تمحور حول «الجسد الأنثوي». وقد استضاف صالون «ناس الديكامرون» ابنة المزونة الرسامة نجاة الذهبي للخوض في سرّ اهتمامها برسم الجسد الأنثوي وفي مفهوم حرية الفن بالنسبة لها، فكشفت لنا نجاة عن رؤيتها للجسد الأنثوي فضلا عن المضايقات التي تعرضت لها بسبب ما رأى فيه البعض جرأة وتجاوزا للحدود الاجتماعيّة.. وكان اللقاء الآتي:

أوّل سؤال يتبادر الى الذهن بعد مشاهدة لوحات معرض «نظرات» يتعلق بالمكان الذي نشأت فيه، فما هي الأرض التي خطوت فيها أولى خطواتك؟
ـ أنا ابنة وسط ريفي، ولدت في المزونة من ولاية سيدي بوزيد، وفيها زاولت تعليمي الى غاية الباكالوريا، مسكت القلم وطاوعته في التخطيط منذ أن كنت في الرّابعة من عمري وذلك رغم غياب مفهوم الفن في المنطقة. كانت عائلتي وفيرة العدد، وكانت الثقة المتبادلة من المبادئ الرئيسية التي تصلني بوالدي وبإخوتي الستة، وقد يكون هذا الدفء العائلي وراء نفس الحرية الذي تولّد في أعماقي رغم غياب الظروف الذي تؤهل له.
تمحورت معارضك الفنية الأولى حول «الجسد الأنثوي العاري»، فهل من تفسير لذلك؟
ـ عندما أرسم الجسد الأنثوي العاري، فأنا لا أتحدّث عن المرأة لأنّ المرأة هي مسمى اجتماعي بحت. بالنسبة لي الجسد الأنثوي مادّة ثرية جدّا وأنا أرسم هذا الكائن المتبدل، المتغيّر، المتجانس والمفكّك. ففي كلّ مرّة أقدم بعض الرسومات او التخطيطات، اكتب بالتوازي نصوصا تتعلق على سبيل المثال بنظرة المجتمع الذكوري الذي يرى في المرأة جسدا عاريا. شخصيا لا أرى إيروسية، لا أرى في المرأة جسدا عاريا وأنه يجب عليها ان تغطي قبحها او جمالها.. كلّنا جميلات بطريقة أو بأخرى، وهدفي ليس اثارة الآخر بقدر ما أسعى لرسم جمال رباني تشكيلي.
وهل من فكرة حول التمشي الذي إعتمدته في معرض «نظرات»؟
ـ اعتمدت في أغلب لوحاتي على مبدأ التفكيك والتركيب، وكلّ أنثى صوّرتها إنّما ترمز لنساء معروفات عبر التاريخ: نساء آنقر وماتيس وماني وبيكاسو وديفينشي، كلّهن «موديلات» مقتطعات من التاريخ الفنّي ومركّبة بطريقة جديدة، ويسمّى هذا التمشي بـ«ما بعد التشخيص الحرّ»، وهو تيار فني معاصر.
لكنّك تعرّضت الى بعض المضايقات من قبل أشخاص رفضوا لوحاتك لاعتقادهم أنّها فاضحة؟
ـ صحيح، صدمتني بعض ردود الأفعال، ففي المعرض الثاني الذي قدمته سنة 2012 بقمرت، ذهب بعضهم الى حدّ اتهامي بالشّذوذ بالنظر للجرأة التي وجدوها في لوحاتي، واكتشفت حينها انّني كنت اعيش في وهم وانّه ليس هناك وجود للحرّية. قالوا لي انّ الفنّ حرية ثم اتهموني بتجاوز الحدود!! لقد وجدت نفسي آنذاك أمام خيار صعب فإمّا ان أواصل الرسم بحرية وإمّا أن لا أكون أنا وتصبح نجاة غير موجودة. أنا بنت ريفيّة وايماني بالله لا حدود له، هدفي هو أن أرسم مادّة ثرية بعيدا عن مفاهيم التعرية والفضح في جانبهما السلبي.
عنونت إحدى لوحاتك بـ«حلمات الهجاجل، شافوا خيال يستخايلوه راجل»، فما هو القصد من هذا العنوان؟
ـ الزواج هاجس كل الفتيات، فإذا لم تتزوج إحداهنّ، كان حلمها أن تجد عريسا. وعنوان لوحتي نوع من السخرية إزاء السّذاجة التي تسكننا، فمها كانت ثقافة الأنثى وخلفيتها الاجتماعية، كلّنا نتقاسم هذا الهاجس.
ما هي تأثيراتك الأدبية؟
ـ تستهويني القراءات الأدبيّة، نصوص فرويد ونيتشة. أعشق أحلام مستغانمي، وغادة السمان وغيرهما من الكاتبات. أطالع بقدر ما أرسم، ومازال الجسد الأنثوي يستهويني وسأرسمه مهما كانت العراقيل والعقليات في الوسط العربي والمشرقي خصوصا..أنا فتاة طبيعيّة بقدر ما أنا فنانة في داخلي.. لا أعرف اذا ما كانت لوحاتي تٌعبّر عن الرفض الكامن بداخلي، إذا ما كنت أرسم «ثورة» ضدّ رؤية الآخر الينا.
حاورتها: شيراز بن مراد

فيلم «المراقبة والمعاقبة» لرضا التليلي يكشف حقائق هامة حول ثورة 17 ديسمبر

كشف فيلم «المراقبة والمعاقبة» للمخرج رضا التليلي حقائق هامة حول ثورة 17 ديسمبر.. وجاء في الفيلم الوثائقي الذي عرض بقاعة سينما أميلكار في إطار الدورة الثالثة لمهرجان أفلام حقوق الإنسان أنّ محمد البوعزيزي الذي أطلق الشرارة الأولى لثورة 17 ديسمبر ساهم في الاحتجاجات التي عرفتها سيدي بوزيد منذ 2007.
وقال المحامي خالد عواينية وهو من أبرز الوجوه التي ساهمت في إشعال فتيل الثورة، إنّ أهالي سيدي بوزيد احتجوا مرارا على الظلم المسلّط عليهم وعلى الفساد المستفحل في مختلف مرافق الإدارة. وكان البوعزيزي من بين الوجوه التي رابطت طويلا أمام مقر الولاية التي ترمز للسلطة.
وسلطت كاميرا المخرج رضا التليلي الضوء على قصّة غير معروفة، وهي كيف تمّ افتكاك أرض عرش البوعزيزي من قبل رجل أعمال صفاقسي، وهي أرض فلاحية مساحتها بالهكتارات وكانت قرابة 13 عائلة تستغلها وتعيش من فوائدها.
وذكر صالح البوعزيزي وهو من أقرباء محمد البوعزيزي، أنّ العائلات المنهوبة اقتحمت العقار الموجود بالرقاب ونظمت احتجاجا لاسترجاع أرضها ولكن لا من مجيب.. وهي واقعة أثرت في نفوس عائلة البوعزيزي الموسعة بعد أن حُرمت من مورد رزقها الأساسي.
وقال خالد عواينية إنّ أبناء سيدي بوزيد تضامنوا مع البوعزيزي وثاروا للمطالبة بحياة كريمة، فسيدي بوزيد تعيش تحت خط الفقر والبوعزيزي عبّر عن حالة متساكينها المسحوقين وفق ما جاء على لسان عواينية. وذكّر هذا الأخير بالوقفة الاحتجاجية التي انتظمت يوم 24 ديسمبر 2010 واصفا إيّاها بأوّل وقفة نظمها المحامون في تاريخ الثورة وشارك فيها أبرز محامي سيدي بوزيد ومنهم محمد الجلالي ومحمد منصري وغيرهما.
وقد تزامنت الوقفة مع إطلاق الرصاص على المتظاهرين الذين خرجوا في المسيرة التي شهدتها مدينة منزل بوزيان واستشهد فيها أستاذ الفيزياء محمد العماري بعد أن أصيب بطلق ناري أرداه قتيلا على عين المكان.
وهو أوّل شهيد في ثورة 17 ديسمبر.
وأكد فيلم «المراقبة والمعاقبة» أنّ حادثة إضرام البوعزيزي في نفسه ليست بحالة «تمرد» منعزلة، بل إنّ المنطقة كلّها عرفت تراكما احتجاجيا ومنه اعتصام الرقاب واحتجاج عمال البلدية في منزل بوزيان وهي مطالب ذات بعد اجتماعي وضدّ اختيارات النظام، وقد شهدت الشعارات التي رفعت في مختلف هذه الاحتجاجات ارتفاعا في نسقها من «خبز وماء بن علي لا» إلى «الشعب يريد إسقاط النظام».
وتطرق الفيلم أيضا الى المناضل لزهر الشريطي أصيل منطقة العمرة من ولاية قفصة ولسان حاله يقول إنّ الشرارات الأولى للاحتجاجات والثورات انطلقت من الحوض المنجمي ومن ربوع قفصة وسيدي بوزيد قبل أن يتم إخمادها.
وتضمن الفيلم عدة شهادات معبرة ومنها شهادة المخرج المسرحي عبد الفتاح كمال الذي قال إنّنا في «الدرج الأوّل من الصراع» فالمعركة انطلقت للتو من أجل تونس الحرّة، وكذلك شهادة متساكني «العمران» من ولاية سيدي بوزيد والتي أضرب أهلها عن الطعام للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم الذين زُجوا في السجن لا لشيء إلاّ لأنهم طالبوا بحقهم في التنمية.
ينتهي الفيلم بمشاهد التقطتها كاميرا التليلي من قبر الشهيد محمد البوعزيزي، فيتراءى للمشاهد وكأنّ من في القبر يتحرّك لينادي بمواصلة النضال ورفع التهميش والطغيان على أراض لفّها الظلم والنسيان.

شيراز بن مراد

كل التفاصيل عن جوائز الدورة الثالثة لمهرجان أفلام حقوق الإنسان

في أجواء حقوقية وفنية، أسدل الستار يوم السبت 20 ديسمبر 2014 على الدورة الثالثة لمهرجان أفلام حقوق الإنسان بقاعة سينما الريو. وتوزعت جوائز المهرجان كالآتي: 
-جائزة الفيلم القصير لفيلم "المُغربون" لمروان الطرابلسي وعربية عباسي
- تنويه المفوضية السامية لحقوق الإنسان لفيلم "ملكات سوريا" لياسمين فدا
-جائزة المفوضية السامية لحقوق الإنسان لفيلم "جزيرة 36" للمخرجة عسلي أوزرسلان
-جائزة "أكتيف" لأحسن شريط تونسي طويل لفيلم "الحي يروح" للمخرج أمين بوخريص
-الجائزة الكبرى : تنويه خاص  لفيلم "ضد النسيان" لهشام بن عمار
-الجائزة الكبرى للمهرجان للفيلم الأرجنتيني "La vérité vraie- La vie d'Estela" للمخرج نيكولا جيل لافردا
هذا وأعلن مدير المهرجان إلياس بكار عن تاريخ الدورة القادمة للمهرجان والتي ستلتئم من 5 الى 9 ماي 2015.
وعبّر عدد من الفنانين عن تضامنهم مع المخرجة إيناس بن عثمان الموقوفة في العوينة على ذمة محكمة أريانة بعد أن وجه لها باحث البداية تهمة هضم جانب موظف أمني أثناء أداء واجبه. ونادى الناصر الصردي وأمين بوخريص وعبد الله يحي وآخرين بإطلاق سراح إيناس وذلك بحضور خطيبها ومحاميها.

شيراز بن مراد

الرّسامة منيرة محمد: على الفنان أن ينقل صوت من لا صوت لهم

-ذاكرتنا الجماعية ليست إلّا قصّة تاريخ موجوع للشعوب
-هناك الغرب وبقية العالم وهو عالم موجوع، بشع 

قدّمت الفنانة منيرة محمد، وهي رسامة تونسية مقيمة في سويسرا معرضا تشكيليا احتضتنه دار الثقافة ابن رشيق من 18 نوفمبر الى 16 ديسمبر، ويضمّ المعرض الذي يحمل عنوان «كوني كي تكون الحياة» 12 لوحة تمحورت حول تيمة «حضور المرأة» في الفضاء العام والخاص. وجاء المعرض موزونا بإيقاعات من الذاكرة الجماعية وبإيقاعات أخرى ذات علاقة بالمشاعر الإنسانية: الفرح والحزن، كما الخيبة والمأساة أو الإنتظار. وقد جمعنا لقاء بالفنانة منيرة محمد التي حدّثتنا عن أوجه من مشوارها الفني وعن نظرتها للعالم الذي نعيش فيه اليوم.
أسرّت لنا الرسامة منيرة محمد أنّها أصيلة الفحص وأنها زاولت تعليمها بكلية الآداب منوبة من 1985 إلى1989 قبل أن تنتقل للعيش بمدينة جنيف بسويسرا حيث انطلقت في تجربتها الفنية قائلة إنها ترسم بمعدل ثماني ساعات يوميا الى جانب نشاطها الحقوقي في عدد من المنظمات الدولية.
وأضافت منيرة محمد أنّها استلهمت عنوان معرضها «كوني لكي تكون الحياة» من قصيد كتبه طارق بالحاج محمد وجاء فيه ما يلي «حزينة كنت أو سعيدة، متبرجة كنت أو زاهدة، تائهة كنت أم في مجموعة.. كوني كما شئت، كوني كما أنت، كوني كما تريدين، كوني كما تعيشين وتعلمين وتعانين.. كوني امرأة كي يكون للكون وللحياة معنى».
وصرّحت لنا منيرة محمد أنّ «نساءها» عابرات للجغرافيا وللأزمنة، فبعض اللوحات لها علاقة بذاكرتها الشخصية والبعض الآخر يستحضر معاناة المرأة هنا وهناك. ولفتت محدثتنا انتباهنا الى أن حضور المرأة في الفضاء العام حديث جدّا ولا يتجاوز الـ50 سنة وذلك في مختلف أنحاء العالم، وضربت محدّثتنا مثال سويسرا حيث مازالت المساواة في الأجور بين الرجل والمرأة لم تتحقّق، فما بالك بالبلدان الاخرى التي يغيب عنها مبدأ المساواة.
وفي توصيف للشخوص التي رستها، قالت منيرة محمد ان نساءها لسن بحزينات مثلما يمكن أن تُوحي به ملامح بعض النسوة، بل هنّ حاملات لهمّ يسكنهن (porteuses d'un fardeau) مضيفة أن مختلف النساء اللاتي رسمتهن يعكسن حالة العالم الذي نعيش فيه، وهو عالم مريض، موبوء.
وفي هذا السياق، قالت منيرة محمد إن لوحاتها وشخصياتها تنهلن من ذاكرتنا الجماعية وهي «ليست إلّا قصة تاريخ موجوع للشعوب، وإن الناجين من البشاعة اليومية قليلون جدّا.. هناك الغرب، وهناك بقية العالم، وبقية العالم الموجوع هو العالم». وأضافت منيرة محمد إن الصحافي أو الرسام لا يعبّر لأجله، لا يرسم ولا يكتب لنفسه بل لينقل أصوات من لا صوت لهم، من يعجزون على إيصال همومهم وآلامهم.
بعيدا عن تفاصيل المشاعر الصغيرة، ترسم منيرة محمد الخطوط الكبرى للأحاسيس الانسانية، تلك التي تخترق الازمنة والجغرافيا، خطوط الوجيعة والفرح كجزء لا يتجزّأ من حياة مطبوعة بالانكسارات، انكسارات «بقية العالم» - على حدّ تعبيرة منيرة محمد- الذي يعاني ناسه مرارة الوجود والتخلف والحروب والصراعات في انتظار ان تينع زهرة أو لوحة أو امرأة ومعها حلم وسعادة بسيطة.

شيراز بن مراد

اختتام ورشة الصحافة الثقافية بحضور الإعلاميين مكّي هلال وناجي الخشناوي

اختتمت يوم الجمعة 19 ديسمبر ورشة الصحافة الثقافيّة التي أشرف عليها الإعلامي كمال الرّياحي وذلك بحضور الصحفيين مكي هلال وناجي الخشناوي. واحتضنت دار الثقافة ابن خلدون الجلسة الاختتامية التي تطرّقت الى عدّة مسائل ذات علاقة بالمشهد الإعلامي الثقافي انطلاقا من واقع الحرّيات وصولا الى أهمية التكوين المستمرّ فضلا عن غياب المادّة الثقافيّة وخاصّة منها الأدبيّة عن المشهد الإعلامي. ونوّه الرّوائي كمال الرّياحي بمسيرة الضيفين ناجي الخشناوي سكرتير التحرير بجريدة الشعب والذي تحصّل مؤخرا على جائزة أكاديميا التي تسندها جامعة منوبة ومكي هلال الشاعر والإعلامي بقناة «البي بي سي» صاحب الكاريزما ومقدّم نشرات الأخبار والحوارات. 
مكي هلال وناجي الخشناوي ومسارات إعلامية مميزة
ومن غرائب الصدف ان يكون الإعلاميين مكي هلال وناجي الخشناوي انطلقا في مسيرتهما الإعلاميّة كمدقّقين لغويين، الأول في جريدة «الأسبوع العربي» والثاني في جريدة «الشعب». ثم تشعّبت ثنايا كلّ منهما حيث انتقل مكي هلال الى قناة 21 حيث خطا خطواته الأولى في تقديم الأخبار، تجربة إنتهت بطرده بعد 3 أشهر من العمل. عندها التحق هلال بقناة الجزيرة بالدوحة واشتغل فيها مدّة 6 سنوات ليغادرها سنة 2006 نحو قناة «البي بي سي» وذلك بعد أن اختارت الجزيرة مساندة تيار الاسلام السياسي. 
ومن جهته تحدّث الخشناوي عن أول مقال صدر له بجريدة الشعب يوم 9 أفريل 2003 تحت عنوان «سقوط التماثيل.. سقوط الأنظمة» لتتواصل كتاباته الأسبوعية السياسية والثقافيّة بنفس الجريدة الى غاية يومنا هذا. وشددّ الخشناوي على أهمية القاموس اللغوي الذي يُعطي للنّصوص طابعها الخاصّ وينفخ فيها روحا مميزة إلى جانب أهمية تقنيات الكتابة التي يلقنها معهد الصحافة.
وفي هذا السياق، كشف الخشناوي انه صاحب اجازة في اللغة العربية لكنه تلقى تدريبات عديدة في المعهد الافريقي لتكوين الصحافيين، وهو ما سمح له من التمكّن من أبجديات المادة الإعلاميّة الثقافية. وهي فكرة تجاوب معها ايجابيا مكي هلال الذي اكّد على أهمّية التدريب لكونه يسمح بتطوير أدوات العمل باختبار قدرات الإعلامي، ففي الاعلام ثمّة جديد يطرأ يوميا في تقنيات التعامل مع الحدث.. وقال هلال: «التكوين مطلوب مطلوب يا ولدي» مضيفا انّه شارك في 30 دورة تكوينية في مركز الجزيرة للتدريب وفي معهد «البي بي سي» أكاديمي وفي ميدي1 بالمغرب في ظرف 15 سنة من العمل.
لماذا يغيب المشهد الثقافي عن الإعلام التونسي؟
ثم دفع كمال الرياحي بضيفه الى معضلات «المشهد الثقافي» في الإعلام التونسي قائلا انّ تونس تشكو من غياب المشهد الثقافي في الإعلام، اذ لا توجد صفحات ثقافية ولا توجد برامج تلفزية تعنى بالأدب وبالكتاب على سبيل المثال. وقال: «المشهد يندثر.. تونس البلد الوحيد الذي تعاد منه نسخ للكويت في مسابقة البوكر، ولذا تمّ استثناء تونس من التوزيع». وواصل الرياحي قائلا: «الاشكال يتمثّل في خلق هذا المشهد، فماذا ننتظر كي يعود الكتاب الى البرامج التلفزية»؟
مكي هلال: الحرية ستثمر يوما قمحا وورودا
غير أنّ رأي مكي هلال كان مُخالفا حيث اعتبر انّ الاعلام التونسي يتطور بشكل سريع رغم كلّ المطبّات (مال فاسد وغياب المهنية)، وقال: «انّ الحرية ستثمر يوما قمحا وورودا» مضيفا: «أنا متفائل خلال 5 سنوات، ستكون تونس بيروت العالم العربي في الإعلام»، لكنّه اعترف في الوقت نفسه بالنقص الذي تشكو منه التلفزة في ما يتعلق بالمادة الثقافية موجّها في نفس الوقت التحية الى مارك زوكبارغ باعث الفايسبوك الذي سهّل عملية التواصل بين المبدع والمتلقي وقال انّه تصله رسائل وملاحظات في الصميم من قرّاء لا يعرفهم.
ناجي الخشناوي: رأس المال المالي يجب ان يؤمن برأس المال الرمزي وببناء الأجيال عبر الفعل الثقافي
وفي هذا الصدد قال الخشناوي انّ ما يقلقه في الصحافة التونسية هو قلّة احترام الثقافة وتتفيه المثقف مقارنة بالمناخات الإعلاميّة الموجودة في كل من لبنان والمغرب ومصر والتي تعطي المادة الثقافيّة حقّها، وذكر ان تونس تفتقر للمحامل الثقافية التي تفتح وتحترم المادة الثقافية وانّ اكثر ما يزعجه هو المقالات المدرسية التي لا تعطي الأعمال الأدبية والفنّية حقّها، وحتى الإذاعة الثقافية فهي في أسفل ترتيب الإذاعات الأكثر استماعا حسب قوله.
وأضاف الخشناوي قائلا: «رأس المال المالي يجب ان يؤمن برأس المال الرمزي وببناء الأجيال عبر الفعل الثقافي... بقدر ما يراكم رأس المال المليارات، عليه ان يخصّص قسطا من الأموال لتمويل الأفلام ولدعم الكتب». وواصل الخشناوي في نفس السياق ذاكرا: «عيب ان نشاهد مبدعين مثل حسين مصدق او سليم دولة يعيشان في حالة اجتماعيّة مزرية».
هل يحتاج المبدع الى دعم الدولة؟
تساءل حينها كمال الرياحي عمّا إذا كان المبدع بحاجة الى دعم الدولة لكي يبدع قائلا: «المشهد الثقافي في الثلاثينات عندما كان البلد يرزح تحت الاستعمار وعندما كانت الحكومة الفرنسية استبداديّة أفرز من أجمل المشاهد الثقافية في الغناء والشعر.. أعتقد انّ المسألة الابداعيّة مسألة فردية». فعلّق مكّي هلال قائلا: «انّنا في دول العام الثالث بحاجة الى قرار سياسي كرافعة كميّة تأتي لدعم ومعاضدة الثقافة». وأضاف مكي: «لا نريد منطق الدولة الراعية لكن الدولة الضامنة للحدّ الأدنى من الابداع». وأيّد رأيه كلّ من الشاعر حسين مصدق والناشر كارم الشريف اللذين كانا حاضرين في اللقاء. وقال مصدّق: «هناك مغالطة كبيرة، فالدّعم غير موجود. الحكومات الغربية تدعم الثقافة، ولابدّ من دعم الثقافة الى غاية امتلاك حرية التمتّْع بها».
وهنا علّق الكاتب والدكتور النفساني أيمن الدبوسي انّ من يأخذ الدعم من الدولة عادّة ما يكتب لصالح الدولة، وهو الأمر الذي نفاه الناشر كارم الشريف الذي اعتبرانّ المبدع يمكن ان يظلّ مستقلا من الناحية الابداعيّة حتى لو تلقّى الدعم.
وقبل نهاية اللقاء، ألقى الشاعر مكي هلال المقيم بلندن مجموعة من قصائده وهي «خذني اليك بليل»، و«الى وردتي» و«أسماء» و«شوق وأكثر» قائلا انه كتب هذه القصائد بصوت نسائي وهو أسلوب نزاري. واختتم اللقاء بتوزيع شهادات مشاركة للذين واكبوا ورشة الصحافة الثقافية، وهم ابتسام القشوري وجمال الجلاصي وشيراز بن مراد وشوقي البرنوصي وهدى نعمان ونضال الصيد ومروان الخميري وذلك بحضور المندوب الجهوي للثقافة بتونس محمد الهادي الجويني.

شيراز بن مراد

دليل الفضاءات الثّقافيّة المستقلّة

أعلنت زينب فرحات مديرة فضاء التياترو عن تأسيس أوّل شبكة للفضاءات الثقافية المستقلة... وقالت إنّ هذه الشبكة تهدف إلى لمّ شمل الفضاءات المستقلة بما يفتح أبواب التضامن والتواصل بينها، وخاصة في ما يخص علاقتها بوزارتي الثقافة والمالية.
وصرحت زينت فرحات أنّه من شأن هذه الشبكة أن تساهم في الإعداد للمؤتمرات الوطنية للثقافة التي ستعمل على تقديم رؤيتها للسلطة بخصوص النظام الثقافي الجديد الذي يجب أن يحلّ محلّ النظام القديم بما فيه من تجاوزات وانعدام للشفافية.. وهذا دليل الفضاءات الثقافية المستقلة التي كانت حاضرة في اللقاء الذي نظمته زينب فرحات يومي 11 و12 ديسمبر بفضاء التياترو.

ـ المركز الدولي للفنون المعاصرة بالقصرين لباعثه وليد الخضراوي، وهو فضاء يهتمّ بمختلف الفنون وفي رصيده 3 أعمال «درويش» و«الوقت الميت» و«كلون كلوف» فضلا عن راديو على الواب يهتم بالأنشطة الثقافية.
الهاتف: 21970345 ـ 77411309
ـ «كهف الفنون» بالكاف  Althiburos لصاحبه الفنان التشكيلي عمار بلغيث. يستقبل «كهف الفنون» شتّى العروض الموسيقيّة ومن المفروض ان يحتضن خلال شهر ماي القادم عرض فنّي حول أساطير الحب في الكاف.
الهاتف: 97550256
ـ «المخزن» في باب سويقة لصاحبه الفنان محمد علي بن جمعة. المخزن عبارة عن رواق فنّي وعن مسرح جيب يتسع لـ40 ـ 50 متفرّج. يحتضن الفضاء عروضا سينمائيّة للأطفال والكهول وتنشط فيه قرابة 12 جمعيّة.
الهاتف: 20323375
ـ مركز ثقافي خاصّ في سليانة: من المنتظر ان يفتح أبوابه في ربيع 2015، وقال وليد همّامي صاحب المشروع انّه يسعى لتأسيس أول رواق فني تحت الأرض مع توفير قاعة عرض للسينما والمسرح ومكتبة فضلا عن توفير خدمات تكوين في المجال الفني.
ـ المركز الثقافي الجبلي بالقصرين لعبد القادر الميساوي. المركز موجود في منطقة فيض المثنان على سفح جبل سمامة، وهو بيت عائلي أعاد الميساوي ترتيبه ليحتضن تظاهرات ثقافيّة مختلفة. المركز الثقافي الجبلي يقدّم مقاربة ثقافيّة ريفيّة من أهمّ محطّاتها «عيد الرعاة» و«مهرجان الاكليل» وغيرهما..
الهاتف:58330730
ـ «التياترو» للفنّان توفيق الجبالي. تحدث الجبالي عن صعوبات البداية عندما طرحت فكرة بعث مجموعات مسرحية مستقلّة  على غرر «المسرح الجديد» و«فو» و«العضوي» و«المثلث».. وتم تدشين «التياترو» وهو محاذي لنزل المشتل في العاصمة يوم 5 أكتوبر 1987، ومن أوّل انتاجاته «مذكرات ديناصور». وقال الجبالي انّ هناك 3 شروط أساسية لديمومة الفضاء الثقافي وهي تقديم الخدمات ومداخيل الجمهور ودعم الدولة، وتساءل الجبالي كيف لفضاء له أهداف ثقافية وفنّية ان يعيش دون دعم.
الهاتف: 71894313
ـ قرية «كان» ببوفيشة لباعثها صلاح الدين السماوي، وهو فضاء ثقافي بيئي سياحي يهتمّ بتأهيل التراث وبالهندسة وبالمهن التقليديّة (نسيج، فخّار...). وفي مداخلته تحدّث صلاح الدين السماوي عن  الصعوبات التي يعترضها فضاء «كان» بعدما اصبح محل تصفية قضائية ومهدّدا بالبيع بسبب تراكم الديون. ودعا صلاح الدين السماوي المثقفين التونسيين الى الدّفاع عن كينونة هذا المشروع وهو أوّل مشروع اعتنق السياحة الثقافية.
الهاتف: 98319482
ـ «برج القلال» بصفاقس الذي تديره عايدة الزحاف التي تحدثت عن تجربة البرج بعد أن أصبحت الأبراج القديمة مهدّدة بالاندثار.. وقامت جمعية أحبّاء الفنون التشكيلية بالاتفاق مع صاحب برج القلال لاستغلاله في المجال الثقافي وذلك منذ سنة 2008. يحتضن «برج القلال» لقاءات موسيقية وتظاهرات ثقافية مختلفة ويتّسع وسط البرج لـ170 شخص بإمكانهم متابعة مختلف العروض الفنّية.
الهاتف: 74618520
ـ «مدار قرطاج» لصاحبته رجاء بن عمار. تولى منصف الصايم تقديم الفضاء وتجربة مسرح «فو» الذي نشط في التياترو الى غاية سنة 1990، ثم انتقل الى قاعة سينما عليسة بقرطاج. وهنا تعرّض الصايم الى الصعوبات التي سبقت ترميم فضاء «مدار قرطاج» والحصول على تمويل واخراج شعبة التجمّع من الفضاء، ويتضمّن «مدار قرطاج» فضاءات تحتضن أنشطة موسيقية وسينمائيّة ومسرحيّة.
الهاتف: 71275210
 ـ «سيني فوق» بالكرم للمنصف ذويب، تولت سعاد بلّعج تقديم الفضاء الذي تمّ تدشينه سنة 2013، وهو عبارة عن قاعة سينما تمّ بناؤها سنة 1948 وظلّت مغلقة طيلة 20 سنة،  وأصبحت اليوم بعد أشغال ترميم واسعة فضاء متكاملا يحتضن العروض السينمائيّة والمسرحيّة فضلا عن ورشات للمسرح.
الهاتف: 71277312
ـ فضاء «أيكار» بالعمران لعادل بوعلاق الذي تمّ انشاؤه سنة 2008، الفضاء موجود بنهج باب العسل مساحته 200 متر مربّع، ويحتضن أنشطة ثقافية مختلفة: مشروع أجراس، مكتبة تضمّ 5 آلاف عنوان ونادي موسيقى ورواق فنّي ومقهى. وأشار بوعلاق الى انّ فرقة أجراس اختتمت الفوروم الاجتماعي في الهند سنة 2004.
الهاتف:71958337
ـ فضاء «مسرح الحمراء» لصاحبه عز الدين قنون. قدمت الفضاء الفنانة ريم الحمروني التي قالت انّ قاعة الحمراء من أقدم قاعات السينما في تونس (1922)، وفتح قنون أبوابها من جديد سنة 1985، ثم تمّ اغلاق الفضاء بعد ان كتب قنون مقالا نقد فيه المندوبين الجهويين. وانطلاقا من سنة 2001 احتضن «مسرح الحمراء» عدّة أنشطة ثقافية فضلا عن المركز العربي الافريقي للتكوين والبحوث المسرحيّة وورشات تكوين  في فنون الركح ونادي للسّينما.
الهاتف: 71320734
ـ جمعية «الفنون والسينما والمسرح في الكاف» لباعثها سليم مقري الذي قال انّ الجمعيّة بصدد تأهيل مسرح جيب يتسع لـ160 شخصا، وقال مقري انّ الفضاء تعرّض لمحاولة حرق من قبل متشدّدين مضيفا انّ قاعة سينما «سرت» الشهيرة بيعت بـ12 مليون وأصبحت مبيتا جامعيا. وذكر مقري انه يسعى جاهدا لكي يحتضن مسرحه نوادي سينما وورشات لتكوين الشباب في المسرح والسينما.
الهاتف: 98769162
ـ فضاء «الأغورا» بالمرسى لصاحبه محمد علي العقبي، وهو فضاء ثقافي جديد فيه قاعة سينما تتّسع لـ100 شخص وفيه ايضا رواق فنّي ومقهى ثقافي. وقال العقبي انّ كلفة ترميم الفضاء بلغت قرابة المليار من مليماتنا. 
الهاتف: 71747266
ـ «الهنقار» بقفصة لفيصل حمدي، وهو فضاء يحتضن التظاهرات الثّقافية ومنها خرجة استقبال موسم الزيتون ومعارض مختلفة. وقال فيصل حمدي -الذي تعرّض لمسيرته في شركة فسفاط قفصة ثم في مندوبية الثقافة- انّه يسعى لبعث مسرح للفروسية في قفصة.
الهاتف: 22241893
ـ مسرح «الزندالة» بسوسة لباعثه الحبيب الزرافي، وهو مسرح للأطفال فتح أبوابه سنة 2012، و«الزندالة» هي المكان الذي يخزّن فيه الزيت. ينظّم مسرح «الزندالة»  ورشات للأطفال ويهتمّ بمسرح الطفل والعائلة. أنجز عدّة مشاريع لقت دعم منظمات دولية.
الهاتف: 98615548
ـ مسرح «كورتينا» بالقلعة الكبيرة لباعثه محمد علي سعيد. تمّ افتتاح المسرح في 2 مارس 2014، ويضمّ الفضاء قاعة سينما مهيأة لاحتضان عروض مسرحية وتظاهرات على غرار أيام كورتينا لمسرح الطفل ومهرجان سوسة لأفلام الشباب. وقال سعيّد انه اكترى الفضاء من مركز النهوض بالمعوقين مضيفا انّ قرابة 50 طفلا يواضبون على عروض كورتينا.
الهاتف: شركة رؤى للانتاج الفنّي: 98591987
ـ مسرح «مينرفا» بسبيطلة لصاحبه مقداد الصالحي، المسرح موجود بحي شعبي في سبيطلة وتحديدا في حي الملاجئ، فيه مسرح جيب يتّسع لـ50 مقعدا. انطلق الفضاء في النشاط سنة 2010 ويحتضن عدة تظاهرات منها أيام مينرفا لخيال الظلّ وعروض التروبادور فضلا عن عدّة أعمال مسرحية انتجها ومنها «الصرار والنملة» و«طش ورش». وتتمثّل مداخيل المسرح في منحة الوزارة الى جانب مداخيل العروض.
الهاتف: 97251226
ـ فضاء «مسار» بالعمران لصاحبه صالح حمودة الذي قال انّ الفضاء دأب على احتضان عدة أعمال مسرحية وسينمائيّة فضلا عن ورشات لأفلام التحريك ولكتابة السيناريو وحلقات نقاش واصدار كتيبات. وقال حمودة انّه حلم مع عدد من الأصدقاء ببعث فضاء للتمرّن يكون موجودا في قلب أحد أحياء العاصمة..
وبفضل دعم صديقه لطفي معاوية ووالده اكترى حمودة «قراج» حوّله الى فضاء ثقافي يحتضن أنشطة فنّية ومهرجانات مثل «براعم مسار» لانتاجات الأطفال و«حومتنا فنانة» وعروض مجموعة مسار الموسيقية.  وشدّد صالح حمودة على علاقة الفضاء بالحي قائلا انّ المتساكنين يرتادونه و«يدافعون» عنه.
الهاتف: 22561004
ـ «سينما الحمراء» بالمرسى لابراهيم اللطيف، وهي قاعة سينما فتحت أبوابها منذ 6 سنوات وتتسع لـ400 مقعد.  وذكر اللطيف انّ القاعة كانت ستغلق أبوابها قبل ان يصبح مسؤولا عن برمجتها. ويقدّم «سينما الحمراء» برمجة سينمائيّة متواصلة على مدار العام فضلا عن تنظيم أيّام السينما الأرجنتينيّة والبولونيّة وكذلك عروضا لتلاميذ المعاهد.
الهاتف: 71980960
ـ فضاء «الآرتيستو» لباعثه غازي الزغباني، فتح الفضاء أبوابه في ديسمبر 2010 بنهج دمشق بجهة البلفيدير بالعاصمة. وسرد الزغباني الصعوبات التي اعترضته في بداية الطريق خاصّة انّ الفضاء كان مطعما ولم يكن من السهل تحويل صيغة استغلاله. يحتضن فضاء الآرتيستو عروض مسرحية وموسيقيّة مختلفة، وانتجت شركة الآرتيستو عدة أعمال منها «سوايع» و«الطرح» و«وزن الريشة» و«عودة نهائية» وغيرها..
الهاتف:  99085225
ـ فضاء «نجمة الشمال» بتاجروين ـ الكاف لصاحبه رمزي الجبالي. الهاتف: 50787980
ـ فضاء «نجمة الشمال» بالعاصمة لصاحبه نورالدين العاتي.
ـ قاعة سينما الريو بالعاصمة لصاحبها الحبيب بالهادي.
ـ قاعدة المونديال لصاحبها محمد دريس.
شيراز بن مراد