الاثنين، 17 نوفمبر 2014

عدنان الهلالي: لن نترك تونس بين أيدي الجهلوت

«نحن بحاجة إلى آلات موسيقية وليس فقط لطائرات F16 لمواجهة الذئاب والأغبياء» تعبيرة مجازية ختم بها الفنان عدنان الهلالي عرض مسرحية «زنقرا» على ركح مدار قرطاج يوم الاحد 9 نوفمبر ليؤكد على أهمية الفعل الثقافي في مواجهة التطرف والظلامية.. 
فمن خلال مجموعة من أشعار الفنان البلجيكي جاك برال، خاط عدنان الهلالي نصّا مسرحيّا دار حول شخصية «زنقرا» ذاك الضابط المخبول الذي يثور على الحرب ويشجبها بعد أن حوّل ثكنته الى فضاء مسرحي.. فتراه يرقص ويغني ويلقي الشعر ويجسد حالات تراجيدية وأخرى كوميدية ليعبر عن رفضه لعقلية القطيع ولينادي بالحريّة والانعتاق من قيود عالم جشع بشع لا يطاق..
وقد أفادنا عدنان الهلالي أن مداخيل عرضه المسرحي التي تمثلت بالأساس في هدايا (كتب ومواد رسم وألات موسيقة) سيتمّ نقلها يوم 16 نوفمبر الى مدرسة الحازة الحدودية بحضور عدد من الفنانين والصحفيين وذلك في إطار تظاهرة ترمي الى فكّ العزلة الثقافية عن المناطق النائية والى نشر الفنون والثقافة في المناطق الريفية والجبلية التي تشكو من نقص فادح أو لنقل من انعدام تام للفعل الثقافي..
وفي هذا الصدد لاحظ الهلالي أنه سيسعى إلى تعميم تجربة الحازة 24 ( وهو عدد تلاميذ مدرسة الحازة) على الولايات الـ  24 للجمهورية قائلا إنّّ«في كل ولاية حازّة» في إشارة للتهميش الثقافي الذي تعاني منه أنحاء عديدة من ولايات البلاد..
وبخصوص الأطراف الداعمة لهذه التظاهرة، ذكر الهلالي كلّا من عبد القادر الميساوي الذي وفّر فضاء للمركز الثقافي الجبلي بسمامة وآمن بفكرة بعث نواد ثقافيّة في مدارس المناطق النائية ودعمها، وكذلك الدكتور محمد صالح العمري وهو أصيل الحازة وأستاذ في الأدب المقارن بجامعة أكسفورد، وكان العمري تبرع بمبلغ ألف دينار لمدرسة الحازة حتى يتمكن التلاميذ من المشاركة في مسيرة الزهور التي انتظمت منذ أشهر بالعاصمة.. هذا فضلا عن مدرسة الأمل بحي الرياض بسوسة التي تدعم المبادرة وعدد آخر من الفنانين على غرار السينمائي كريم بلحاج ومريم الرفاعي وآمال شلوف ومالك عمري والشاعر عمار عواينية وغيرهم..
وقال محدّثنا «كفانا خطبا ولنذهب إلى الميدان» في إشارة إلى ضرورة القطع مع اللغة الخشبية التي لا تعمل على نشر الثقافة بصفة عملية، بل على تكريس العروض التجارية والثقافة الموسمية لاغير، وضرب الهلالي مثال الفنان وائل جسار الذي قدم عرضا في القصرين أمام العشرات من الحاضرين مقابل مبلغ خيالي يناهز الـ 80 ألف دينار معلّقا بأنّه كان بالامكان أن ننجز ثورة بهذه الأموال وأن نجعل من الجبل منحلة ثقافية.. وختم الفنان عدنان الهلالي حديثه معنا مستعملا عبارة «برال في الجبال» (ويقصد جاك برال) ليؤكد على أهمية غزو المناطق النائية بالفن والثقافة حتى لا تبقى فريسة بين أيدي الجهلوت والظلاميين.
شيراز بن مراد
تصوير : دليلة يعقوبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق