«رانا توانسة، لكن ما جانا حدّ»... من الجمل المعبّرة التي جاءت في فيلم «دج دج ولد الشعب» للمخرج سهيل بيوض والذّي سلّط فيه الضوء على أحد الأحياء المهمشة بجهة جبل الجلود... تمرّ الأيّام وتأتي الانتخابات وتتغير الحكومات والرؤساء والوضع هو نفسه في «دج دج» هذا الحي المنسي الذي لا يبعد سوى 3 كيلومترات عن العاصمة تونس.
تتوالى الشهادات في هذا الفيلم الوثائقي القصير الذي انتجته جمعية «فورزا تونس» لتؤكد حالة التهميش التي يعاني منها الكبار كما الصغار... يتكلم أحدهم فيقول: «نحن منفيون! شعملنالكم؟» ثمّ يأخذ الكلمة شاب آخر فيقول: «رانا ولاد تونس، ماناش ولاد ليبيا ولا الجزائر»..
ويشتكي حي «دج دج» من غياب المرافق التي يمكن أن تضمن العيش الكريم فضلا عن نسبة البطالة المرتفعة وصعوبة أوضاع التلاميذ الذين يفتقرون الى ميدعات جديدة والبسة مختلفة ممّا يجعلهم يبقون على الهامش..
وتكلم مواطن آخر فقال: «أريد أن اقول للرئيس القادم: فيق بالزوالي الذي أصبح غير قادر على إطعام عائلته».
وتكلم مواطن آخر فقال: «أريد أن اقول للرئيس القادم: فيق بالزوالي الذي أصبح غير قادر على إطعام عائلته».
وتتجول كاميرا سهيل بيوض بين أنهج «دج دج»، فلا طريق معبد، ولا نادي ثقافي للأطفال ولا فضاءات خضراء وهكذا تظلّ أحياء عديدة محيطة بالعاصمة تعاني من الإقصاء الاجتماعي ومن التهميش الاقتصادي من غير أن يلتفت إليها أي مسؤول، فهل تتغير الأوضاع مع الحكومات القادمة أم ستظل تونس تهمش فئات من أبنائها؟
كلّنا أمل في أن يتفاعل المسؤولون مع أوضاع «دج دج» وأن تعي الحكومة القادمة بضرورة الاهتمام بقفة المواطن فضلا عن دعم الاستثمار وتوفير مواطن شغل مع إيلاء الجانب الثقافي الأهمية التي يستحقها..
فكيف للتونسيين أن يعيشوا بكرامة إذا لم يتوفر الشغل والمرافق الصحية والرياضية الى جانب المحيط الثقافي الذي يدفع نحو التسامح والانفتاح على الآخر وحب الحياة؟
شيراز بن مراد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق