يعكف المخرج وليد دغسني هذه الأيّام على وضع اللمسات الأخيرة للمسرحية الجديدة التي سيقدمها بداية شهر نوفمبر تحت عنوان «الماكينة».. وأفادنا وليد دغسني أنّ عمله حظي بدعم وزارة الثقافة الذي لم يصل بعد، وبتعاطف فضاء التياترو لتوفيق الجبالي وزينب فرحات اللذين وفّرا قاعة للفريق المسرحي حتى يتسنى له القيام بتدريباته في أحسن الظروف.
وذكر المخرج الشاب أنّ نص المسرحية مستوحى من «العودة الى الصحراء» لبرنار ماري كولتيس، وهو نص يتطرق لعلاقة الشرق بالغرب، فكيف تتشكل هذه العلاقة ولماذا يذهب في اعتقاد المواطن العربي أنّه ضحية مؤامرة ومخططات خارجية، حتى باتت الثورة مؤامرة وهروب بن علي كذلك وداعش صناعة أمريكية ـ صهيونية؟
وفي هذا السياق، يتساءل دغسني: «لماذا نحاول تفسير واقعنا بما هو متخف وراء الستار؟ لماذا نعيش على الوهم، في حين أنّه لو نذرنا البعض من وقتنا للتفكير في حالنا بمعزل عن الآخر، لاستطعنا أن نخلق واقعا جديدا بعيدا عن رمي التهم وإلقاء المسؤولية على عاتق الآخرين».
على شاكلة الواقع المتردي الذي تعيش فيه، تعاني الشخصيات الخمس في «ماكينة» الدغسني من حالة مرضية غير ظاهرة للعيان. فالأبطال متعلقون بالوهم وبحلم «الماكينة» التي يمكن أن تغير واقعهم نحو الأفضل..
المسرح مهدّد بالاندثار إذا لم تدعمه الدولة
وليد دغسني الحاصل على عدة تتويجات عربية يدعو إلى دعم المسرحيين الشبان الذين أثبتوا وجودهم حتى لا يندثروا أمام الأعمال التجارية ذات الجدل العقيم بعيدا عن ترسيخ قيم الحرية واحترام الآخر... فالمسرح ـ وفق رأيه ـ مهدد بالزوال في غضون 5 سنوات ناهيك أنّ الشركات المسرحية صغيرة ورأس مالها ضعيف. وما عدا الأعمال الكبيرة التي شاهدناها لتوفيق الجبالي وللفاضل الجعايبي ولعزالدين قنون وجعفر القاسمي أو صالح الفالح من الجيل الشاب، لايوجد فعل مسرحي مؤسس وأغلبية الفاعلين لهم رغبة في الكسب مما يفقد الثقافة بعدها الإبداعي.
إذا لم تحترم الدولة الفن، فعلينا أن ننتظر أتعس من داعش
برهافة حس الفنان وتوثب الشباب، يقول دغسني : «إذا لم تحترم الدولة الفن، فعلى الدنيا السلام..علينا حينها أن ننتظر داعش وأتعس من داعش.» بل دعا مخرج مسرحية «التفاف» إلى مراجعة الفعل الثقافي، لانه في ظل غياب للمراجعات، تبقى الثنايا مغلقة وجامدة ويظل المشهد الثقافي مجرّد «تزيين» مثلما كان عليه الحال قبل الثورة.. وعاب محدثنا على المسؤولين والسياسيين عدم اهتمامهم بالشأن الثقافي معلقا : «ما الذي بنى الحضارة منذ الإغريق إلى الآن؟ أليس هو المسرح؟ هل يعقل أن تبقى المدينة دون مسرح؟ انظروا إلى أمريكا وفرنسا وألمانيا، هذه الدّول كبرى أيضا بمسرحها وسينمائها».
وأضاف محدّثنا أنّه من مسؤولية المثقف مصارحة وزارة الثقافة بقصور نظرتها للمهرجانات التخصصية، وبضرورة ارساء تبادل حقيقي للأفكار والتصورات بين الوزارة والفنانين حتى لا تبقى الثقافة موسمية ومجرد ذرّ رماد على العيون... فكلمة الفنان وفق دغسني أصدق في بعض الأحيان من كلمة السياسي الراغب في السلطة عكس الفنان الذي عادة ما يكون متشبعا بالإنسانية وبقيمها.
لولا المسرح، لكان عدد قاصدي سوريا مضاعفا
وشدّد دغسني على أهمية تدريس المسرح في المعاهد التونسية مؤكدا أنّ فوائده كثيرة بالنسبة للتلاميذ وقال: «لو لم يكن المسرح، لكان عدد قاصدي سوريا مضاعفا. فتلاميذ السابعة والثامنة والتاسعة لهم قابلية كبيرة للانسياق وراء الخطابات المتطرفة، والمسرح احدى نوافذ فتح الآفاق لسد المنافذ أمام الكارثة.» وفي هذا الإطار استحضر وليد دغسني حالة مدينة قبلاط من ولاية باجة التي يدرّس فيها قائلا: «إنّ قبلاط تفتقر لدار ثقافة، فقد تم حرقها منذ الثورة... وتساءل دغسني لماذا يتواصل هذا الوضع ناهيك أنّ المدينة مهدّدة ومهمشة رغم أنّها منطقة فلاحية بامتياز.
ثقّف المجتمع تكن الشعوب ديمقراطية
واستأنف دغسني كلامه قائلا: «كلما غاب الفن توسعت رقعة التوحش»، مضيفا أنّ العالم العربي آيل للانقراض إذا غابت الإبداعية عن المجتمع.. كما دعا محدثنا إلى الالتفات إلي ليبيا وسوريا والعراق التي وجدت فيها داعش والحركات المتطرفة تربة حاضنة سهلت توسعها بالنظر الى التضييق على الثقافة ومساحات الإبداع... «فلنُثَقِّف المجتمع ونشحنه بالثقافة التحررية، حينها ستكون الشعوب ديمقراطية» يختم وليد دغسني.
وذكر المخرج الشاب أنّ نص المسرحية مستوحى من «العودة الى الصحراء» لبرنار ماري كولتيس، وهو نص يتطرق لعلاقة الشرق بالغرب، فكيف تتشكل هذه العلاقة ولماذا يذهب في اعتقاد المواطن العربي أنّه ضحية مؤامرة ومخططات خارجية، حتى باتت الثورة مؤامرة وهروب بن علي كذلك وداعش صناعة أمريكية ـ صهيونية؟
وفي هذا السياق، يتساءل دغسني: «لماذا نحاول تفسير واقعنا بما هو متخف وراء الستار؟ لماذا نعيش على الوهم، في حين أنّه لو نذرنا البعض من وقتنا للتفكير في حالنا بمعزل عن الآخر، لاستطعنا أن نخلق واقعا جديدا بعيدا عن رمي التهم وإلقاء المسؤولية على عاتق الآخرين».
على شاكلة الواقع المتردي الذي تعيش فيه، تعاني الشخصيات الخمس في «ماكينة» الدغسني من حالة مرضية غير ظاهرة للعيان. فالأبطال متعلقون بالوهم وبحلم «الماكينة» التي يمكن أن تغير واقعهم نحو الأفضل..
المسرح مهدّد بالاندثار إذا لم تدعمه الدولة
وليد دغسني الحاصل على عدة تتويجات عربية يدعو إلى دعم المسرحيين الشبان الذين أثبتوا وجودهم حتى لا يندثروا أمام الأعمال التجارية ذات الجدل العقيم بعيدا عن ترسيخ قيم الحرية واحترام الآخر... فالمسرح ـ وفق رأيه ـ مهدد بالزوال في غضون 5 سنوات ناهيك أنّ الشركات المسرحية صغيرة ورأس مالها ضعيف. وما عدا الأعمال الكبيرة التي شاهدناها لتوفيق الجبالي وللفاضل الجعايبي ولعزالدين قنون وجعفر القاسمي أو صالح الفالح من الجيل الشاب، لايوجد فعل مسرحي مؤسس وأغلبية الفاعلين لهم رغبة في الكسب مما يفقد الثقافة بعدها الإبداعي.
إذا لم تحترم الدولة الفن، فعلينا أن ننتظر أتعس من داعش
برهافة حس الفنان وتوثب الشباب، يقول دغسني : «إذا لم تحترم الدولة الفن، فعلى الدنيا السلام..علينا حينها أن ننتظر داعش وأتعس من داعش.» بل دعا مخرج مسرحية «التفاف» إلى مراجعة الفعل الثقافي، لانه في ظل غياب للمراجعات، تبقى الثنايا مغلقة وجامدة ويظل المشهد الثقافي مجرّد «تزيين» مثلما كان عليه الحال قبل الثورة.. وعاب محدثنا على المسؤولين والسياسيين عدم اهتمامهم بالشأن الثقافي معلقا : «ما الذي بنى الحضارة منذ الإغريق إلى الآن؟ أليس هو المسرح؟ هل يعقل أن تبقى المدينة دون مسرح؟ انظروا إلى أمريكا وفرنسا وألمانيا، هذه الدّول كبرى أيضا بمسرحها وسينمائها».
وأضاف محدّثنا أنّه من مسؤولية المثقف مصارحة وزارة الثقافة بقصور نظرتها للمهرجانات التخصصية، وبضرورة ارساء تبادل حقيقي للأفكار والتصورات بين الوزارة والفنانين حتى لا تبقى الثقافة موسمية ومجرد ذرّ رماد على العيون... فكلمة الفنان وفق دغسني أصدق في بعض الأحيان من كلمة السياسي الراغب في السلطة عكس الفنان الذي عادة ما يكون متشبعا بالإنسانية وبقيمها.
لولا المسرح، لكان عدد قاصدي سوريا مضاعفا
وشدّد دغسني على أهمية تدريس المسرح في المعاهد التونسية مؤكدا أنّ فوائده كثيرة بالنسبة للتلاميذ وقال: «لو لم يكن المسرح، لكان عدد قاصدي سوريا مضاعفا. فتلاميذ السابعة والثامنة والتاسعة لهم قابلية كبيرة للانسياق وراء الخطابات المتطرفة، والمسرح احدى نوافذ فتح الآفاق لسد المنافذ أمام الكارثة.» وفي هذا الإطار استحضر وليد دغسني حالة مدينة قبلاط من ولاية باجة التي يدرّس فيها قائلا: «إنّ قبلاط تفتقر لدار ثقافة، فقد تم حرقها منذ الثورة... وتساءل دغسني لماذا يتواصل هذا الوضع ناهيك أنّ المدينة مهدّدة ومهمشة رغم أنّها منطقة فلاحية بامتياز.
ثقّف المجتمع تكن الشعوب ديمقراطية
واستأنف دغسني كلامه قائلا: «كلما غاب الفن توسعت رقعة التوحش»، مضيفا أنّ العالم العربي آيل للانقراض إذا غابت الإبداعية عن المجتمع.. كما دعا محدثنا إلى الالتفات إلي ليبيا وسوريا والعراق التي وجدت فيها داعش والحركات المتطرفة تربة حاضنة سهلت توسعها بالنظر الى التضييق على الثقافة ومساحات الإبداع... «فلنُثَقِّف المجتمع ونشحنه بالثقافة التحررية، حينها ستكون الشعوب ديمقراطية» يختم وليد دغسني.
قريبا على خشبة المسرح «ماكينة» لوليد الدغسني
ـ انتاج: شركة كلندستينو بدعم من وزارة الثقافة
ـ دراماتورجيا واخراج: وليد دغسني.
ـ اداء: اماني باللعج ـ اروى بن اسماعيل ـمنير العماري ـ مكرم سنهوري ـ كريم الغربي
ـ الملخص: في جزيرة نائية .. سفينة ركاب تتعرض الى عطب مفاجىء ... تطول مدة التوقف ويتحول الانتظار الى خوف .. مع اكتشاف جريمة قتل غامضة .. صحفية تتقفى أثر القبطان وتكتشف اسرار الدسائس والمؤامرات داخل القيادة.. وتجد نفسها فجاة متورطة في كل مايحدث دون علمها، ودون ان تفهم سر الماكينة..
ـ انتاج: شركة كلندستينو بدعم من وزارة الثقافة
ـ دراماتورجيا واخراج: وليد دغسني.
ـ اداء: اماني باللعج ـ اروى بن اسماعيل ـمنير العماري ـ مكرم سنهوري ـ كريم الغربي
ـ الملخص: في جزيرة نائية .. سفينة ركاب تتعرض الى عطب مفاجىء ... تطول مدة التوقف ويتحول الانتظار الى خوف .. مع اكتشاف جريمة قتل غامضة .. صحفية تتقفى أثر القبطان وتكتشف اسرار الدسائس والمؤامرات داخل القيادة.. وتجد نفسها فجاة متورطة في كل مايحدث دون علمها، ودون ان تفهم سر الماكينة..
شيراز بن مراد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق