الثلاثاء، 23 أبريل 2013

فيلم «عرائس مكسرة».. بحري بن يحمد: إعاقة الدولة أكبر من إعاقة جرحى الثورة



في مبادرة تنم على حسّ انساني عميق، قدم المخرج الشاب بحري بن يحمد يوم السبت الفارط العرض الاول لفيله القصير «عرائس مكسرة» الذي تشاركه فيه الممثلة نجوى زهير.. ومن خلال هذا الفيلم يلفت بحري بن يحمد نظرنا للمعاناة النفسية التي يعيشها  عدد من جرحى الثورة، فإلى جانب جروحهم ومعاناتهم الجسدية، يقاسي بعضهم من نظرة المجتمع ومن العقليات التي لا ترى فيهم أبطالا ساهموا في إنجاح الثورة بقدر ما تنظر إلى إعاقاتهم وعجزهم حتى أصبح البعض منهم مهملين منسيين..

وفي تقديمه لفيلم «عرائس مكسرة» ذكر  الناقد السينمائي ناصر الصردي أن مثل هذه الاعمال السينمائية هامة لأنها تكشف آلام فئة من التونسيين لم يحظوا بالرعاية من قبل السلط ولم يجدوا من يأخذ بيدهم ليساندهم في محنتهم باستثناء جمعية «نسيتني» التي تترأسها الدكتورة سلمى تليلي والتي أخذت على عاتقها مهمة مساندة عدد من جرحى الثورة.. وقد أكّدت الدكتورة التليلي أنها تسعى بكل ما لديها من جهد إلى مؤازرتهم رغم كل النقائص وحاجة الجرحى المؤكدة الى تدخلات جراحية استعجالية.. فهم عرضوا – والكلام لها- حياتهم للخطر من أجل الوطن، فهل يعقل أن تقصر الدولة الآن في حقهم.. وتواصل: «لقد دخلنا في تجاذبات سياسية أنستنا أشياء هامة جدا تتعلق بصحة من ساهموا في الاطاحة بالنظام السابق..

وفي السياق ذاته أكد بحري بن يحمد أنه أهدى الفيلم لجمعية «نسيتني» لكي تعرضه وتحسس بالاشكالية التي  يعاني منها هؤلاء الشبان قائلا:« إن إعاقة الدولة أكبر من إعاقة جرحى الثورة داعيا الى الوقوف الى جانبهم والى اعانتهم حتى يتجاوزوا الصعوبات التي يكابدونها ويثأروا لكرامتهم.. هذا التقصير أكده أيضا كل من الدكتورين المنيف والجبلاوي اللذين ذكرا ان المسؤولين السياسيين لم يؤدّوا الواجب تجاه جرحى الثورة وكان يمكن تجنيد أطباء تونسيين للاعتناء بهم بصفة جدية، وهو ما يدفعنا للتساؤل عن السبب في تهاون سلط الاشراف تجاه هذا الملف الحساس الذي يتطلب تعاملا أكثر من استثنائي.. فطالما أنّ لنا طاقات وكوادر طبية ومجتمعا مدنيّا واعيا بأهمية هذه القضية، لا يمكن إلا أن ندّد بتقصير الاطراف المعنية بهذا الملف والتي لم تسع بما فيه الكفاية لإعانة هذه الطائفة التي تميزت بوطنيتها الفائقة.
فيلم «عرائس مكسرة» الذي يدوم 10 دقائق يعطي فكرة، بلغة سينمائية مرهفة، عن الاوضاع النفسية التي يعاني منها جرحى الثورة، وقد أنجزه المخرج بحري بن يحمد دون أية امكانات مالية وهو ما يؤكد قيمة هذا التحدي السينمائي الانساني.
شيراز بن مراد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق