من منّا يعرف قصة فرحات ولد الكاهية؟ ذلك الشخص المتسلّط والمتجبّر الذي
تغنّى به أبناء الكاف ليظلّ محفورا في ذاكرتهم كرمز للاستبداد الذي لا يمكن
أن يكون مآله سوى اللعنة والخسران. بدعوة من فضاء لرتيستو الذي يديره
الفنان غازي الزغباني، تنقلت من الكاف مجموعة من الفنانين لتقديم عرض «فارس
النواثير» الذي أخرجه رضوان الهنودي، وشارك فيه كل من منذر الجبابلي ولبنى
مقري وجمال الشارني دون أن ننسى طبعا عازفي الطبلة والقصبة والبندير الذين
أضفوا على العرض بعده التراثي وطابعه الكافي المميّز..
وقد جاء العرض في شكل كوميديا موسيقيّة جمع فيها الممثّلون بين الأداء المسرحي ونظيره الموسيقي، وانقسم العمل الى مجموعة من اللوحات تروي كلّ واحدة منها فصلا من فصول «أسطورة» فرحات ولد الكاهية الذي عرف بطغيانه وباستباحته أعراض الناس.. وصرّح لنا مخرج العمل رضوان الهنودي انّ أغاني العرض منتقاة من التراث الكافي الذي تغنّى بشخصيّة فرحات ولد الكاهية من خلال عدة أغاني نذكر منها «جيبولي خالي».. وبخصوص عنوان العرض أفادنا المخرج انه اختار «فارس النواثير» لما في العبارة من رمزيّة، فالنواثير هي الفرس الواهنة، وهو ما يحيلنا مباشرة إلى شخصية فرحات الذي امتطى فرسا واهنة اي تسلّط على شعب فقير وضعيف البنية في محاولة منه للعب دور بطولة مزعومة..
وتوفّق العرض في استدراج المشاهد ليتفاعل مع اطوار العمل بفضل سلاسة طرح القصة من ناحية وبفضل كل ما اهدته الموسيقى المصاحبة والأصوات الشّجيّة من غوص في التراث الكافي بروحه الحزينة احيانا والاحتفالية احيانا أخرى، وساهمت اصوات الثالوث المشارك في العمل منذر الجبابلي وهو من الأصوات الكافية البارزة التي تتمتع بخامة صوتية مميزة وكذلك لبنى مقري وجمال الشارني، ساهمت في اعطاء العرض شحنة من الأحاسيس من خلال ما تتمتّع به من عمق ومن طابع كافي مخصوص..
كما لا بدّ أن ننوّه بالمجهودات التي قدّمها مخرج العمل رضوان الهنودي في ما يتعلّق بتفاصيل بعض اللوحات التي تميّزت بجمالية ملحوظة ومنها لوحة «الشموع» حين تنطفئ الأضواء ليرافق فيها ضوء الشموع الخافت مناجاة صوت لبنى القري الملتاع.. بقي ان نشير إلى انّ هذا العمل الفني مثلما اكده لنا المخرج لم يتمتّع بأيّ دعم وهو نتاج مجهود ذاتي بحت.
شيراز بن مراد
وقد جاء العرض في شكل كوميديا موسيقيّة جمع فيها الممثّلون بين الأداء المسرحي ونظيره الموسيقي، وانقسم العمل الى مجموعة من اللوحات تروي كلّ واحدة منها فصلا من فصول «أسطورة» فرحات ولد الكاهية الذي عرف بطغيانه وباستباحته أعراض الناس.. وصرّح لنا مخرج العمل رضوان الهنودي انّ أغاني العرض منتقاة من التراث الكافي الذي تغنّى بشخصيّة فرحات ولد الكاهية من خلال عدة أغاني نذكر منها «جيبولي خالي».. وبخصوص عنوان العرض أفادنا المخرج انه اختار «فارس النواثير» لما في العبارة من رمزيّة، فالنواثير هي الفرس الواهنة، وهو ما يحيلنا مباشرة إلى شخصية فرحات الذي امتطى فرسا واهنة اي تسلّط على شعب فقير وضعيف البنية في محاولة منه للعب دور بطولة مزعومة..
وتوفّق العرض في استدراج المشاهد ليتفاعل مع اطوار العمل بفضل سلاسة طرح القصة من ناحية وبفضل كل ما اهدته الموسيقى المصاحبة والأصوات الشّجيّة من غوص في التراث الكافي بروحه الحزينة احيانا والاحتفالية احيانا أخرى، وساهمت اصوات الثالوث المشارك في العمل منذر الجبابلي وهو من الأصوات الكافية البارزة التي تتمتع بخامة صوتية مميزة وكذلك لبنى مقري وجمال الشارني، ساهمت في اعطاء العرض شحنة من الأحاسيس من خلال ما تتمتّع به من عمق ومن طابع كافي مخصوص..
كما لا بدّ أن ننوّه بالمجهودات التي قدّمها مخرج العمل رضوان الهنودي في ما يتعلّق بتفاصيل بعض اللوحات التي تميّزت بجمالية ملحوظة ومنها لوحة «الشموع» حين تنطفئ الأضواء ليرافق فيها ضوء الشموع الخافت مناجاة صوت لبنى القري الملتاع.. بقي ان نشير إلى انّ هذا العمل الفني مثلما اكده لنا المخرج لم يتمتّع بأيّ دعم وهو نتاج مجهود ذاتي بحت.
شيراز بن مراد