من العروض المميزة في دريم سيتي: عرض "خيرة ورشدي" للفنانة ملاك السبعي |
وقد تسنّى لنا متابعة عدد من هذه العروض ومنها عرض «لست ظلّا لأحد» لماريون وغازي الفريني الذي يطرح تساؤلات حول هويتنا وانتظم بالمركز الثقافي حسن الزمرلي الذي هو في الأصل كنيسة قديمة, وكذلك عرض «شبوبة» الذي مزج السطنبالي بالموسيقى المعاصرة واحتضنته زاوية سيدي علي لسمر بباب الجديد.. كما تابعنا بإعجاب عرض «خيرة ورشدي» الراقص الذي أخرجته الفنانة ملاك السبعي وقدمته بالمكتبة الوطنية القديمة الموجودة بسوق العطارين، ومنه توّجهنا الى المكتبة الخلدونيّة ـ من المفروض أن يزور تلاميذنا هذا المكان الذي يختزن الروح الفكرية التونسية في القرن العشرين ـ التي روى فيها الفنان الجزائري مصطفى بن فوضيل كيف يتم «إعدام» المئات من الكتب التي لم يتم بيعها او تعرضت للرّقابة.. ومن هناك تحوّلنا الى متحف دار بن عبد الله حيث قدمت مريم بودربالة عرض «كاراكوز» وهو مجموعة من الرّسوم التي تعكس الحرّية والطموحات والتهديدات التي تعيشها تونس اليوم.. وبمرورنا بتربة الباي، عرجنا على مقبرة العائلة الحسينيّة وهي بدورها معلم أثري فريد من نوعه جدير بأن يزار.. وانتهت الجولة بزيارة سطح مقهى المرابط الموجود بسوق الشواشية حيث نصبت مجموعة «وندا» غرفا صغيرة سقفها مفتوح على سماء وقباب المدينة العتيقة يدخلها الزائر لمدة 5 دقائق فيختلي بزرقة السماء وبما يمكن ان تهديه إياه من أحلام وأحاسيس.
ويمكن القول ان تظاهرة «دريم سيتي» نجحت في رفع تحديين اثنين: الأول له علاقة بالجانب الفني اذ انّها نجحت في تنظيم قرابة 300 عرض فني في ظرف 4 أيام بمهنية وجدية لافتة للانتباه، أمّا التحدّي الثاني فيتعلّق بالجانب المعماري اذ تمكّنت من فتح عدة معالم اثرية لعامة الناس الذين تيسرت لهم فرصة اكتشاف ديار «عربي» ذات طابع معماري أصيل (دار لصرم، دار باش حامبة، دار ناصرخمير..) وكذلك عدة فضاءات عمومية على غرار المدرسة الشماعية والمكتبة الخلدونية ونادي الطاهر الحداد وغيرها..
ويذكر انّ «دريم سيتي» ستلتئم بالمدينة العتيقة بصفاقس من 5 الى 7 اكتوبر.. فتحية الى كلّ من ساهم في إنجاح هذه التظاهرة الفنّية المميّزة التي فتحت المجال للفنّ ليقول كلمته في قلب المدينة.
شيراز بن مراد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق