الثلاثاء، 8 سبتمبر 2015

عرض "موطني" لشادي القرفي: طبق موسيقي جميل ومتحرر من كل العصبيات

بين ثنايا النغم الجميل، من تونس أو من فرنسا، من ليالي اشبيلية أو من جزيرة الكنز، من تفاصيل الأيام العابرة أو من عمق الخيال الحالم، استمد الفنان شادي القرفي طاقته الموسيقية ليرسم بطريقته "مشهدية موسيقية" فريدة من نوعها.
"نغم حالم مسافر"، هكذا كان عرض "موطني" الذي قدمه شادي القرفي يوم الأحد 26 جويلية على ركح مهرجان الحمامات الدولي بمشاركة نورالدين الباجي وأسماء بن أحمد وعدد من أمهر موسيقيي الأركستر الفلرموني التونسي على غرار عازف الكمنجة أسامة أنس الرمضاني وبالإعتماد على نصوص شعرية لابراهيم طوقان ومهدي الهميلي وأسامة فرحات.
وخلافا لما يمكن أن يوحي به عنوان العرض، فقد جاء الطبق الموسيقي الذي أعده القرفي متنوعا حضرت فيه الألحان التي تخاطب المشاعر والاحاسيس بعيدا عن الهويات الضيقة التي لا تعترف بالآخر، وقد يكون ذلك هو الوطن الحقيقي، ذلك الذي تنعدم فيه الحدود الجغرافية فيفتح أفاقه على الثراء الكوني بكل ما فيه من حلم وقوة وحزن. ومن خصوصيات عرض "موطني" أنه جمع بين اللحن الشرقي والتراتيل الكنائسية والفادو البرتغالي والجو التونسي في تناغم موسيقي يصعب تحقيقه.
ومن بين الأغاني التي تضمنها العرض، نذكر "يازهرة في خيالي" و"جزيرة الكنز" و"موطني" و"في عيونك نار" التي أداها الفنان نور الدين الباجي، و"يا لور حبك" للإخوة الرحباني و"مع الأيام" كلمات مهدي هميلي (ترجمة لأغنية الفنان الفرنسي ليو فيري) و"حديقة الشتاء" لهنري سلفادور و"تسألني" كلمات أسامة فرحات وألحان شادي القرفي والتي أدتها بتميز الفنانة أسماء بن أحمد. هذا دون أن نسهو عن الآداء الدقيق والمميز لعازفي الأركستر الفلرموني التونسي.
في "موطني"، شدت الموسيقى الحب والوحدة والأحلام والحنين بعيدا عن كل أنواع التفرقة والعصبيات. نعم هكذا هي الموسيقى في بعض الأحيان وهكذا أرادها شادي القرفي أن تكون جميلة وقوية ومتحررة.

شيراز بن مراد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق