- «كايني في نفس البقعة
كاينهم لاماتوا
لا تقتلوا... لا تجرحوا
البطال مازال بطال
شبيها الحكاية تعاودت من الأول؟!»
على امتداد طريق طويلة مفعمة بالأمل وبالشك وبالعراقيل، سارت رجاء بن عمار ومعها سار منصف الصايم وعدد من الممثلين ليقصّوا علينا ـ على طريقتهم ـ الثورة التونسية منذ اندلاعها في الرديف سنة 2008.
قراءة خاصة سهرت على تقديمها رجاء بن عمار في افتتاح الدورة 48 لمهرجان الحمامات الدولي ولسان حالها يقول: «حذار حذار» فقد عدنا إلى المربع الأول، مربع معاداة الحرية وقذارة اللعبة السياسية والعنف الأعمى وقمع المحتجين...
تدور رجاء بن عمار حول نفسها كما نورس طليق فتدعو إلى التآزر واليقظة واسترجاع الذاكرة حتى لا يعود إلى أسماعنا وقع أقدام الديكتاتورية وصخب احتفالات السابع من نوفمبر وما إلى ذلك من قمع للحريّات العامة والشخصية..
وفي مشهدية مسرحية مدروسة، نام على يسار الركح كهل على مكتبه وتراكمت فوقه خيوط العنكبوت ليستفيق من غفوته سنة 2008 عندما التهبت منطقة الحوض المنجمي بأصوات أبنائها الذين نادوا بالعيش الكريم.. أمّا على أقصى اليمين، فإجتمعت ثلة من الشبان في لوحة سريالية حول «مركبة فضائية» قد تأخذهم بعيدا عن العالم السفلي بما فيه من عقليات ضيقة وإقصائية..
وبين هذا الطرف وذاك، عبرت رجاء بن عمار والفرقة المصاحبة لها ـ فوق طريق معبدة ـ عما يختلج في صدورهم من مخاوف وانتظارات «فأعداء الحرية هنا»، ودعوا الناس إلى أن يتكلموا حتى يحافظوا على إنسانيتهم وأن يفضلوا الموت على الخنوع والركوع..
وكما استنجدت مخرجة العمل بريبرتوار موسيقي متنوع وجميل، استضافت شعر زياد الرحباني الثائر والمثير الذي وصف ملوك العرب ب«تماسيح الرمل الأصفر» و«المؤجلين من البشرية» و«الموظفين بالهزيمة» لتستنكر بدورها مشاعر وقيم «أمم متخصصة بالذل» مثلما جاء في كلمات المقطع الشعري...
وبالطبع كان للكوريغرافيا نصيب لا بأس به من المتن المسرحي إذ عبّرت الأجساد عما عجزت عنه الألسنة من توق للحرية وللتضامن ورفض للمكبلات وللتدجين، كل ذلك بجمالية فائقة تفاعل معها الجمهور بكثير من الحماس..
في «فايسبوك» حلّقت رجاء بن عمار وفرقتها عاليا على المستوى الاستيتيكي لتدعو المشاهدين، عبر الكلمة والصورة والموسيقى والشعر والجسد، الى ضرورة انتباه العقول حتى لا نعود الى نقطة الصفر..
شيراز بن مراد
الثلاثاء، 10 يوليو 2012
في افتتاح مهرجان الحمامات: رجاء بن عمار تحذر من العودة إلى المربع المعادي للحريّات
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق