الخميس، 5 يوليو 2012

هل تسقط الثورة الطلاّبية نـظـام عمـر البشـيـر؟

أسئلة عديدة باتت تطرح نفسها بعد الاحتجاجات الطلابية الأخيرة التي شهدتها عدة مدن سودانية ومنها الخرطوم وأم درمان وبحري.. فهل هي بوادر ثورة سودانية تأتي في إطار الحراك الثوري العربي أم هي تعبير عن رغبة حقيقية في إسقاط نظام عمر البشير الذي جثم على قلوب السودانيين طيلة 23 سنة؟
 

فقد خرج آلاف المحتجين في مسيرات سلميّة تندّد بارتفاع الأسعار بعد أن أعلنت الحكومة السودانية خطة تقشف ألغت بمقتضاها الدعم الذي كانت تخصصه للمواد الأولية وللمحروقات مما أدى إلى ارتفاع أسعار الوقود بنسبة50 ٪.  وبإستنفار أمني مبالغ فيه، واجهت قوات الأمن المحتجين مما أدى الى إصابة المئات منهم وفي اعتقال قرابة الألف شخص بعدما استعملت الشرطة السودانية ـ حسب شهود عيان ـ الهراوات والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لقمع المتظاهرين..

وذهب نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية إلى اتهام دوائر صهيونية بإثارة مظاهرات مناهضة للحكومة واستغلال القرارات الاقتصادية الأخيرة لتخريب السودان أمنيا وسياسيا... غير أن الحركات المنادية بالاحتجاج على غرار حركة «قرفنا» و«شباب من أجل التغيير» و«كفاية» أكدت عكس ذلك حيث أفادت حركة «قرفنا» أنّ جامعة الخرطوم هي «القلب النابض للثورة السودانية» وأن التحركات طلابية بالأساس وجاءت على خلفية الاجراءات التقشفية الأخيرة التي تسببت في التهاب الأسعار، وفي هذا السياق صرّح هشام بلال المسؤول عن الدروس في جامعة الخرطوم أن «الجوع يستجلب الغضب الذي يمكن أن يفضي إلى احتجاج اجتماعي شامل».. كما عبّر ميرغني بن عوف في موقع «سودانيل»، في مقال يحمل عنوان «الربيع العربي لن يستثني السودان» عن عجز السودانيين عن الاستمتاع ببلدهم متسائلا: «هل كتب لهم أن يعيشوا أحياء في مقابر العدم والفاقة»؟
 

والى جانب المطالب الاجتماعية، عبّر المحتجون عن غضبهم من تصريحات المسؤولين السودانيين حيث انتظمت يوم الجمعة الفارط (29 جوان) مسيرة تحت عنوان: «جمعة لحس الكوع» وذلك كردّ فعل على تصريح نافع علي نافع الذي قال فيه: «المنادون بإسقاط نظام البشير عليهم أولا لحس كوعهم»، واستعرض أمل فايز الكردفاني في مقال نشر على موقع «سودانيز أونلاين» الأخطاء التي ارتكبها عمر البشير لينهي مقاله بالجملة الآتية: «سيد الرئيس.. لو أن مياه نهر النيل مداد لكلماتي لما نفدت، ولكني أقولها باختصار: لن نقول إنّك فشلت ولكننا نقول إنّك لم توفّق في إدارة الدولة... فترجل كفارس شجاع... وارحل بكرامة النبلاء». ومن المنتظر أن تخرج غدا الجمعة 6 جويلية مسيرة احتجاجية  تحت اسم  "جمعة شذاذ الآفاق" ردا على تصريحات الرئيس السوداني عمر البشير الذي  وصف فيها المتظاهرين بأنهم "شذاذ آفاق" أي غرباء لا وطن لهم.

فهل تجهض حكومة البشير أحلام ومطالب شباب السودان التائق إلى الحرية والكرامة والعيش الكريم، أم تنتصر الثورة السودانية لتسقط حكم البشير وتنجح في «إخراج سموم الباطن التي تراكمت على مدى 23 سنة كبيسة من الآلام والأوجاع والتعذيب والآهات» مثلما كتب عباس خضر في موقع «سودانيز أونلاين»..
شيراز بن مراد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق