-ذاكرتنا الجماعية ليست إلّا قصّة تاريخ موجوع للشعوب
-هناك الغرب وبقية العالم وهو عالم موجوع، بشع
قدّمت الفنانة منيرة محمد، وهي رسامة تونسية مقيمة في سويسرا معرضا تشكيليا احتضتنه دار الثقافة ابن رشيق من 18 نوفمبر الى 16 ديسمبر، ويضمّ المعرض الذي يحمل عنوان «كوني كي تكون الحياة» 12 لوحة تمحورت حول تيمة «حضور المرأة» في الفضاء العام والخاص. وجاء المعرض موزونا بإيقاعات من الذاكرة الجماعية وبإيقاعات أخرى ذات علاقة بالمشاعر الإنسانية: الفرح والحزن، كما الخيبة والمأساة أو الإنتظار. وقد جمعنا لقاء بالفنانة منيرة محمد التي حدّثتنا عن أوجه من مشوارها الفني وعن نظرتها للعالم الذي نعيش فيه اليوم.
-هناك الغرب وبقية العالم وهو عالم موجوع، بشع
قدّمت الفنانة منيرة محمد، وهي رسامة تونسية مقيمة في سويسرا معرضا تشكيليا احتضتنه دار الثقافة ابن رشيق من 18 نوفمبر الى 16 ديسمبر، ويضمّ المعرض الذي يحمل عنوان «كوني كي تكون الحياة» 12 لوحة تمحورت حول تيمة «حضور المرأة» في الفضاء العام والخاص. وجاء المعرض موزونا بإيقاعات من الذاكرة الجماعية وبإيقاعات أخرى ذات علاقة بالمشاعر الإنسانية: الفرح والحزن، كما الخيبة والمأساة أو الإنتظار. وقد جمعنا لقاء بالفنانة منيرة محمد التي حدّثتنا عن أوجه من مشوارها الفني وعن نظرتها للعالم الذي نعيش فيه اليوم.
أسرّت لنا الرسامة منيرة محمد أنّها أصيلة الفحص وأنها زاولت تعليمها بكلية الآداب منوبة من 1985 إلى1989 قبل أن تنتقل للعيش بمدينة جنيف بسويسرا حيث انطلقت في تجربتها الفنية قائلة إنها ترسم بمعدل ثماني ساعات يوميا الى جانب نشاطها الحقوقي في عدد من المنظمات الدولية.
وأضافت منيرة محمد أنّها استلهمت عنوان معرضها «كوني لكي تكون الحياة» من قصيد كتبه طارق بالحاج محمد وجاء فيه ما يلي «حزينة كنت أو سعيدة، متبرجة كنت أو زاهدة، تائهة كنت أم في مجموعة.. كوني كما شئت، كوني كما أنت، كوني كما تريدين، كوني كما تعيشين وتعلمين وتعانين.. كوني امرأة كي يكون للكون وللحياة معنى».
وصرّحت لنا منيرة محمد أنّ «نساءها» عابرات للجغرافيا وللأزمنة، فبعض اللوحات لها علاقة بذاكرتها الشخصية والبعض الآخر يستحضر معاناة المرأة هنا وهناك. ولفتت محدثتنا انتباهنا الى أن حضور المرأة في الفضاء العام حديث جدّا ولا يتجاوز الـ50 سنة وذلك في مختلف أنحاء العالم، وضربت محدّثتنا مثال سويسرا حيث مازالت المساواة في الأجور بين الرجل والمرأة لم تتحقّق، فما بالك بالبلدان الاخرى التي يغيب عنها مبدأ المساواة.
وفي توصيف للشخوص التي رستها، قالت منيرة محمد ان نساءها لسن بحزينات مثلما يمكن أن تُوحي به ملامح بعض النسوة، بل هنّ حاملات لهمّ يسكنهن (porteuses d'un fardeau) مضيفة أن مختلف النساء اللاتي رسمتهن يعكسن حالة العالم الذي نعيش فيه، وهو عالم مريض، موبوء.
وفي هذا السياق، قالت منيرة محمد إن لوحاتها وشخصياتها تنهلن من ذاكرتنا الجماعية وهي «ليست إلّا قصة تاريخ موجوع للشعوب، وإن الناجين من البشاعة اليومية قليلون جدّا.. هناك الغرب، وهناك بقية العالم، وبقية العالم الموجوع هو العالم». وأضافت منيرة محمد إن الصحافي أو الرسام لا يعبّر لأجله، لا يرسم ولا يكتب لنفسه بل لينقل أصوات من لا صوت لهم، من يعجزون على إيصال همومهم وآلامهم.
بعيدا عن تفاصيل المشاعر الصغيرة، ترسم منيرة محمد الخطوط الكبرى للأحاسيس الانسانية، تلك التي تخترق الازمنة والجغرافيا، خطوط الوجيعة والفرح كجزء لا يتجزّأ من حياة مطبوعة بالانكسارات، انكسارات «بقية العالم» - على حدّ تعبيرة منيرة محمد- الذي يعاني ناسه مرارة الوجود والتخلف والحروب والصراعات في انتظار ان تينع زهرة أو لوحة أو امرأة ومعها حلم وسعادة بسيطة.
شيراز بن مراد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق