إحتضنت دار الثقافة ابن خلدون مؤخرا معرض «نظرات» للفنانة التشكيلية نجاة الذهبي والذي تمحور حول «الجسد الأنثوي». وقد استضاف صالون «ناس الديكامرون» ابنة المزونة الرسامة نجاة الذهبي للخوض في سرّ اهتمامها برسم الجسد الأنثوي وفي مفهوم حرية الفن بالنسبة لها، فكشفت لنا نجاة عن رؤيتها للجسد الأنثوي فضلا عن المضايقات التي تعرضت لها بسبب ما رأى فيه البعض جرأة وتجاوزا للحدود الاجتماعيّة.. وكان اللقاء الآتي:
أوّل سؤال يتبادر الى الذهن بعد مشاهدة لوحات معرض «نظرات» يتعلق بالمكان الذي نشأت فيه، فما هي الأرض التي خطوت فيها أولى خطواتك؟
ـ أنا ابنة وسط ريفي، ولدت في المزونة من ولاية سيدي بوزيد، وفيها زاولت تعليمي الى غاية الباكالوريا، مسكت القلم وطاوعته في التخطيط منذ أن كنت في الرّابعة من عمري وذلك رغم غياب مفهوم الفن في المنطقة. كانت عائلتي وفيرة العدد، وكانت الثقة المتبادلة من المبادئ الرئيسية التي تصلني بوالدي وبإخوتي الستة، وقد يكون هذا الدفء العائلي وراء نفس الحرية الذي تولّد في أعماقي رغم غياب الظروف الذي تؤهل له.
تمحورت معارضك الفنية الأولى حول «الجسد الأنثوي العاري»، فهل من تفسير لذلك؟
ـ عندما أرسم الجسد الأنثوي العاري، فأنا لا أتحدّث عن المرأة لأنّ المرأة هي مسمى اجتماعي بحت. بالنسبة لي الجسد الأنثوي مادّة ثرية جدّا وأنا أرسم هذا الكائن المتبدل، المتغيّر، المتجانس والمفكّك. ففي كلّ مرّة أقدم بعض الرسومات او التخطيطات، اكتب بالتوازي نصوصا تتعلق على سبيل المثال بنظرة المجتمع الذكوري الذي يرى في المرأة جسدا عاريا. شخصيا لا أرى إيروسية، لا أرى في المرأة جسدا عاريا وأنه يجب عليها ان تغطي قبحها او جمالها.. كلّنا جميلات بطريقة أو بأخرى، وهدفي ليس اثارة الآخر بقدر ما أسعى لرسم جمال رباني تشكيلي.
وهل من فكرة حول التمشي الذي إعتمدته في معرض «نظرات»؟
ـ اعتمدت في أغلب لوحاتي على مبدأ التفكيك والتركيب، وكلّ أنثى صوّرتها إنّما ترمز لنساء معروفات عبر التاريخ: نساء آنقر وماتيس وماني وبيكاسو وديفينشي، كلّهن «موديلات» مقتطعات من التاريخ الفنّي ومركّبة بطريقة جديدة، ويسمّى هذا التمشي بـ«ما بعد التشخيص الحرّ»، وهو تيار فني معاصر.
لكنّك تعرّضت الى بعض المضايقات من قبل أشخاص رفضوا لوحاتك لاعتقادهم أنّها فاضحة؟
ـ صحيح، صدمتني بعض ردود الأفعال، ففي المعرض الثاني الذي قدمته سنة 2012 بقمرت، ذهب بعضهم الى حدّ اتهامي بالشّذوذ بالنظر للجرأة التي وجدوها في لوحاتي، واكتشفت حينها انّني كنت اعيش في وهم وانّه ليس هناك وجود للحرّية. قالوا لي انّ الفنّ حرية ثم اتهموني بتجاوز الحدود!! لقد وجدت نفسي آنذاك أمام خيار صعب فإمّا ان أواصل الرسم بحرية وإمّا أن لا أكون أنا وتصبح نجاة غير موجودة. أنا بنت ريفيّة وايماني بالله لا حدود له، هدفي هو أن أرسم مادّة ثرية بعيدا عن مفاهيم التعرية والفضح في جانبهما السلبي.
عنونت إحدى لوحاتك بـ«حلمات الهجاجل، شافوا خيال يستخايلوه راجل»، فما هو القصد من هذا العنوان؟
ـ الزواج هاجس كل الفتيات، فإذا لم تتزوج إحداهنّ، كان حلمها أن تجد عريسا. وعنوان لوحتي نوع من السخرية إزاء السّذاجة التي تسكننا، فمها كانت ثقافة الأنثى وخلفيتها الاجتماعية، كلّنا نتقاسم هذا الهاجس.
ما هي تأثيراتك الأدبية؟
ـ تستهويني القراءات الأدبيّة، نصوص فرويد ونيتشة. أعشق أحلام مستغانمي، وغادة السمان وغيرهما من الكاتبات. أطالع بقدر ما أرسم، ومازال الجسد الأنثوي يستهويني وسأرسمه مهما كانت العراقيل والعقليات في الوسط العربي والمشرقي خصوصا..أنا فتاة طبيعيّة بقدر ما أنا فنانة في داخلي.. لا أعرف اذا ما كانت لوحاتي تٌعبّر عن الرفض الكامن بداخلي، إذا ما كنت أرسم «ثورة» ضدّ رؤية الآخر الينا.
حاورتها: شيراز بن مراد
أوّل سؤال يتبادر الى الذهن بعد مشاهدة لوحات معرض «نظرات» يتعلق بالمكان الذي نشأت فيه، فما هي الأرض التي خطوت فيها أولى خطواتك؟
ـ أنا ابنة وسط ريفي، ولدت في المزونة من ولاية سيدي بوزيد، وفيها زاولت تعليمي الى غاية الباكالوريا، مسكت القلم وطاوعته في التخطيط منذ أن كنت في الرّابعة من عمري وذلك رغم غياب مفهوم الفن في المنطقة. كانت عائلتي وفيرة العدد، وكانت الثقة المتبادلة من المبادئ الرئيسية التي تصلني بوالدي وبإخوتي الستة، وقد يكون هذا الدفء العائلي وراء نفس الحرية الذي تولّد في أعماقي رغم غياب الظروف الذي تؤهل له.
تمحورت معارضك الفنية الأولى حول «الجسد الأنثوي العاري»، فهل من تفسير لذلك؟
ـ عندما أرسم الجسد الأنثوي العاري، فأنا لا أتحدّث عن المرأة لأنّ المرأة هي مسمى اجتماعي بحت. بالنسبة لي الجسد الأنثوي مادّة ثرية جدّا وأنا أرسم هذا الكائن المتبدل، المتغيّر، المتجانس والمفكّك. ففي كلّ مرّة أقدم بعض الرسومات او التخطيطات، اكتب بالتوازي نصوصا تتعلق على سبيل المثال بنظرة المجتمع الذكوري الذي يرى في المرأة جسدا عاريا. شخصيا لا أرى إيروسية، لا أرى في المرأة جسدا عاريا وأنه يجب عليها ان تغطي قبحها او جمالها.. كلّنا جميلات بطريقة أو بأخرى، وهدفي ليس اثارة الآخر بقدر ما أسعى لرسم جمال رباني تشكيلي.
وهل من فكرة حول التمشي الذي إعتمدته في معرض «نظرات»؟
ـ اعتمدت في أغلب لوحاتي على مبدأ التفكيك والتركيب، وكلّ أنثى صوّرتها إنّما ترمز لنساء معروفات عبر التاريخ: نساء آنقر وماتيس وماني وبيكاسو وديفينشي، كلّهن «موديلات» مقتطعات من التاريخ الفنّي ومركّبة بطريقة جديدة، ويسمّى هذا التمشي بـ«ما بعد التشخيص الحرّ»، وهو تيار فني معاصر.
لكنّك تعرّضت الى بعض المضايقات من قبل أشخاص رفضوا لوحاتك لاعتقادهم أنّها فاضحة؟
ـ صحيح، صدمتني بعض ردود الأفعال، ففي المعرض الثاني الذي قدمته سنة 2012 بقمرت، ذهب بعضهم الى حدّ اتهامي بالشّذوذ بالنظر للجرأة التي وجدوها في لوحاتي، واكتشفت حينها انّني كنت اعيش في وهم وانّه ليس هناك وجود للحرّية. قالوا لي انّ الفنّ حرية ثم اتهموني بتجاوز الحدود!! لقد وجدت نفسي آنذاك أمام خيار صعب فإمّا ان أواصل الرسم بحرية وإمّا أن لا أكون أنا وتصبح نجاة غير موجودة. أنا بنت ريفيّة وايماني بالله لا حدود له، هدفي هو أن أرسم مادّة ثرية بعيدا عن مفاهيم التعرية والفضح في جانبهما السلبي.
عنونت إحدى لوحاتك بـ«حلمات الهجاجل، شافوا خيال يستخايلوه راجل»، فما هو القصد من هذا العنوان؟
ـ الزواج هاجس كل الفتيات، فإذا لم تتزوج إحداهنّ، كان حلمها أن تجد عريسا. وعنوان لوحتي نوع من السخرية إزاء السّذاجة التي تسكننا، فمها كانت ثقافة الأنثى وخلفيتها الاجتماعية، كلّنا نتقاسم هذا الهاجس.
ما هي تأثيراتك الأدبية؟
ـ تستهويني القراءات الأدبيّة، نصوص فرويد ونيتشة. أعشق أحلام مستغانمي، وغادة السمان وغيرهما من الكاتبات. أطالع بقدر ما أرسم، ومازال الجسد الأنثوي يستهويني وسأرسمه مهما كانت العراقيل والعقليات في الوسط العربي والمشرقي خصوصا..أنا فتاة طبيعيّة بقدر ما أنا فنانة في داخلي.. لا أعرف اذا ما كانت لوحاتي تٌعبّر عن الرفض الكامن بداخلي، إذا ما كنت أرسم «ثورة» ضدّ رؤية الآخر الينا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق