طالب الباحث السوري سلام الكواكبي، في لقاء انتظم خلال الأسبوع الفارط
بفضاء «لارماتان» بباريس، بضرورة الكف عن التحدّث عن مؤامرة تستهدف سوريا،
معتبرا أنّ ذريعة المؤامرة تنم عن ثقافة عربية عقيمة ترفض الاعتراف بأنّ
هناك شعبا ثار على حاكمه.. وأكّد أنّ في هذا الادّعاء قلّة احترام للسوريين
وللضحايا الذين أصبحوا معروفين بالاسم والذين وصل عددهم إلى 7 آلاف ضحية
(نتحدّث عن 10 آلاف ضحية على أرض الواقع).
وبخصوص المشككين في ما تنقله بعض وسائل الإعلام من جرائم في حق الشعب السوري، لاحظ سلام الكواكبي أنّ البعض يطعنون فيما تورده قناة «الجزيرة» من أحداث وأرقام وشهادات، لأنّ لهم موقفا سياسيا من دولة قطر، ولكن بمتابعة تغطيات «البي.بي.سي» و«فرانس 24» و«سكاي نيوز» و«سي.آن.آن»، ينتفي الحديث عن «فبركة» مادّة إعلامية عن سوريا... وأضاف الكواكبي قائلا: «في الحقيقة، نحن لا نشاهد إلاّ شيئا قليلا ممّا يحدث على الميدان، إذ لا يوجد مراسلون وصحفيون قادرون على التنقل بحريّة بين مختلف المدن السورية لإطلاع الرأي العام العالمي عمّا يجري بكلّ موضوعية وأمانة، إنّ كلّ الصحفيين الذين تمكنوا من الدخول إلى سوريا ـ وأذكر منهم بالخصوص مراسلي «البي.بي.سي» و«فرانس 24» وقناة «أرتي» ـ إنّما دخلوها بطريقة غير شرعية ولقد قبلوا تعريض أنفسهم للأخطار حتى يكونوا شهودا على الجرائم المرتكبة.. وأعتقد أنّه من الخطير أن يواصل البعض اتهام وسائل الإعلام بفبركة المجازر التي ترتكبها أجهزة النظام السوري، وهو ما يؤكد أيضا سذاجة من يقدمون هذه المزاعم».
كما قدّم الأستاذ الكواكبي بعض الأفكار والمشاريع التي تشتغل عليها مجموعة من الباحثين السوريين بهدف تقديم بدائل ولتفادي الفراغ السياسي والفوضى...فكيف يمكن للسوريين المسؤولين ـ لا المسؤولين السوريين ـ تحمل أعباء ما سيأتي وكيف لهم أن ينسقوا أعمالهم وأن يستنجدوا بالكفاءات المتخصصة ـ التكنوقراط ـ من أجل إعداد مشاريع صالحة لسوريا الغد سواء تعلّق الأمر بالإصلاح الدستوري أو العدالة الانتقالية أو إصلاح منظومة الصحة العمومية أو المشروع السياسي وغيرها..
من جهة أخرى، شدّد الباحث السوري على أهمية استعمال خطاب سياسي مطمئن موّجه إلى مختلف الطوائف، فعندما اندلعت الثورة اختارت المعارضة مخاطبة عموم السوريين، لكن الآن وبعد مرور 11 شهرا على قيام الثورة وبعد محاولات النظام إذكاء نزعة الكراهية بين الطوائف وزرع الشك لدى الأقليات، يجب انتهاج خطاب «مواطني» وموّجه في نفس الوقت نحو كل طائفة حتى يطمئنوا على مستقبلهم.. وعلّق قائلا باللغة الفرنسية:
C'est une guerre contre les civils
et non une guerre civile
أي إنّها حرب ضدّ المدنيين، وليست حربا أهلية..
ومن ناحيته استحضر السوري أيمن أسود، الذي غادر الأراضي السورية مؤخرا، التضامن القائم بين السوريين على اختلاف انتماءاتهم وقدّم تطمينات في ما يتعلّق بالتماسك الاجتماعي مكذّبا الفرضيات التي تتحدث عن إمكانية نشوب حرب أهلية فكلّ الطوائف متضامنة ولها هدف واحد وهو تغيير النظام الحاكم.. وقدّم أيمن أسود شهادات عديدة منها ما حدث في مدينة درعا، التي انطلقت منها الثورة السورية وذلك على إثر اعتقال وتعذيب مجموعة من الأطفال رفعت شعارات تطالب بإسقاط النظام.. فأسوة بما أقدم عليه البوعزيزي، شكلت هذه الحادثة الشرارة الأولى للاحتجاجات التي طالبت في مرحلة أولى بإصلاح النظام ـ ولا برحيله ـ وبالديمقراطية وبالتعددية، وبالطبع قمعت هذه التحركات بالدّم وتعددت المجزر في أكثر من مدينة، لعلّ أبشعها ما تعانيه حمص. كما أكّد أيمن على سلمية المظاهرات التي قوبلت بالعنف وبالقتل ذاكرا أسماء عديد الأحياء والأشخاص الذين تعرضوا لهذه العمليات الإجرامية.
وفي سياق آخر صرّح لنا سلام الكواكبي أنّه بعد الفيتو الذي رفعته روسيا والصين في مجلس الأمن الدولي، وبعد فشل تجربة المراقبين العرب، لم يبق من حلّ سوى الضغط الديبلوماسي من خلال مساندة مبادرة الجامعة العربية، وهي في الأصل مبادرة طرحها الطرف الروسي وتمّ فيها اقتراح اسم شخصية معارضة قريبة من موسكو ليصبح وزيرا أوّل غير أنّ الروس غيّروا موقفهم وهم يقومون بعملية انتقام سياسي من نظام عالمي أقصاهم عن ساحة القرار الديبلوماسي.. وأضاف محدثنا قائلا إنّه يخطئ من يتحدث عن مصالح روسية في سوريا، فرقم مبادلات روسيا مع سوريا لا يتجاوز 1 ٪ من رقم مبادلاتها مع دول الخليج العربي، فهل هناك مؤشرا أكثر فصاحة من هذا؟
أمّا في ما يتعلّق بقرار تونس طرد السفير السوري، فقد اعتبرالكواكبي أنّ الرئيس التونسي اتخذ هذا القرار على أساس إنساني وهو المناضل من أجل حقوق الإنسان قبل أن يكون رجل سياسة. واستغرب الهجوم عليه وعلى الحكومة من قبل بعض من يريد تصفية حسابات سياسوية داخلية.
وبخصوص المشككين في ما تنقله بعض وسائل الإعلام من جرائم في حق الشعب السوري، لاحظ سلام الكواكبي أنّ البعض يطعنون فيما تورده قناة «الجزيرة» من أحداث وأرقام وشهادات، لأنّ لهم موقفا سياسيا من دولة قطر، ولكن بمتابعة تغطيات «البي.بي.سي» و«فرانس 24» و«سكاي نيوز» و«سي.آن.آن»، ينتفي الحديث عن «فبركة» مادّة إعلامية عن سوريا... وأضاف الكواكبي قائلا: «في الحقيقة، نحن لا نشاهد إلاّ شيئا قليلا ممّا يحدث على الميدان، إذ لا يوجد مراسلون وصحفيون قادرون على التنقل بحريّة بين مختلف المدن السورية لإطلاع الرأي العام العالمي عمّا يجري بكلّ موضوعية وأمانة، إنّ كلّ الصحفيين الذين تمكنوا من الدخول إلى سوريا ـ وأذكر منهم بالخصوص مراسلي «البي.بي.سي» و«فرانس 24» وقناة «أرتي» ـ إنّما دخلوها بطريقة غير شرعية ولقد قبلوا تعريض أنفسهم للأخطار حتى يكونوا شهودا على الجرائم المرتكبة.. وأعتقد أنّه من الخطير أن يواصل البعض اتهام وسائل الإعلام بفبركة المجازر التي ترتكبها أجهزة النظام السوري، وهو ما يؤكد أيضا سذاجة من يقدمون هذه المزاعم».
كما قدّم الأستاذ الكواكبي بعض الأفكار والمشاريع التي تشتغل عليها مجموعة من الباحثين السوريين بهدف تقديم بدائل ولتفادي الفراغ السياسي والفوضى...فكيف يمكن للسوريين المسؤولين ـ لا المسؤولين السوريين ـ تحمل أعباء ما سيأتي وكيف لهم أن ينسقوا أعمالهم وأن يستنجدوا بالكفاءات المتخصصة ـ التكنوقراط ـ من أجل إعداد مشاريع صالحة لسوريا الغد سواء تعلّق الأمر بالإصلاح الدستوري أو العدالة الانتقالية أو إصلاح منظومة الصحة العمومية أو المشروع السياسي وغيرها..
من جهة أخرى، شدّد الباحث السوري على أهمية استعمال خطاب سياسي مطمئن موّجه إلى مختلف الطوائف، فعندما اندلعت الثورة اختارت المعارضة مخاطبة عموم السوريين، لكن الآن وبعد مرور 11 شهرا على قيام الثورة وبعد محاولات النظام إذكاء نزعة الكراهية بين الطوائف وزرع الشك لدى الأقليات، يجب انتهاج خطاب «مواطني» وموّجه في نفس الوقت نحو كل طائفة حتى يطمئنوا على مستقبلهم.. وعلّق قائلا باللغة الفرنسية:
C'est une guerre contre les civils
et non une guerre civile
أي إنّها حرب ضدّ المدنيين، وليست حربا أهلية..
ومن ناحيته استحضر السوري أيمن أسود، الذي غادر الأراضي السورية مؤخرا، التضامن القائم بين السوريين على اختلاف انتماءاتهم وقدّم تطمينات في ما يتعلّق بالتماسك الاجتماعي مكذّبا الفرضيات التي تتحدث عن إمكانية نشوب حرب أهلية فكلّ الطوائف متضامنة ولها هدف واحد وهو تغيير النظام الحاكم.. وقدّم أيمن أسود شهادات عديدة منها ما حدث في مدينة درعا، التي انطلقت منها الثورة السورية وذلك على إثر اعتقال وتعذيب مجموعة من الأطفال رفعت شعارات تطالب بإسقاط النظام.. فأسوة بما أقدم عليه البوعزيزي، شكلت هذه الحادثة الشرارة الأولى للاحتجاجات التي طالبت في مرحلة أولى بإصلاح النظام ـ ولا برحيله ـ وبالديمقراطية وبالتعددية، وبالطبع قمعت هذه التحركات بالدّم وتعددت المجزر في أكثر من مدينة، لعلّ أبشعها ما تعانيه حمص. كما أكّد أيمن على سلمية المظاهرات التي قوبلت بالعنف وبالقتل ذاكرا أسماء عديد الأحياء والأشخاص الذين تعرضوا لهذه العمليات الإجرامية.
وفي سياق آخر صرّح لنا سلام الكواكبي أنّه بعد الفيتو الذي رفعته روسيا والصين في مجلس الأمن الدولي، وبعد فشل تجربة المراقبين العرب، لم يبق من حلّ سوى الضغط الديبلوماسي من خلال مساندة مبادرة الجامعة العربية، وهي في الأصل مبادرة طرحها الطرف الروسي وتمّ فيها اقتراح اسم شخصية معارضة قريبة من موسكو ليصبح وزيرا أوّل غير أنّ الروس غيّروا موقفهم وهم يقومون بعملية انتقام سياسي من نظام عالمي أقصاهم عن ساحة القرار الديبلوماسي.. وأضاف محدثنا قائلا إنّه يخطئ من يتحدث عن مصالح روسية في سوريا، فرقم مبادلات روسيا مع سوريا لا يتجاوز 1 ٪ من رقم مبادلاتها مع دول الخليج العربي، فهل هناك مؤشرا أكثر فصاحة من هذا؟
أمّا في ما يتعلّق بقرار تونس طرد السفير السوري، فقد اعتبرالكواكبي أنّ الرئيس التونسي اتخذ هذا القرار على أساس إنساني وهو المناضل من أجل حقوق الإنسان قبل أن يكون رجل سياسة. واستغرب الهجوم عليه وعلى الحكومة من قبل بعض من يريد تصفية حسابات سياسوية داخلية.
شيراز بن مراد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق