رغم تعالي أصوات العديد من الحقوقيين من محامين وناشطين في مجال حقوق
الإنسان للتنديد بما جاء في خطب الدّاعية المصري وجدي غنيم من تحريض على
العنف وزرع للكراهية بين أبناء الوطن الواحد، فإنّ وزير الخارجية رفيق عبد
السلام والنائب النهضوي أبو يعرب المرزوقي ـ وغيرهما عديدون ـ اصطفا في شق
من اعتبروا أنّ ما ورد في خطاب غنيم «عادي» و«غير مثير للأحقاد»...
فقد صرّح وزير الخارجية يوم الجمعة 17 فيفري في ندوة صحفية «أنّه ما دام ضيف تونس لم يحرّض على الكراهية ولم يمسّ من استقرار الأمن، ولا ملف جنائي له، فإنّ كلّ ما يصرّح به يلزمه هو وحده». وأمّا أستاذ الفلسفة والنائب أبو يعرب المرزوقي فقد كتب رسالة وجهها إلى من اعتبرهم «متطرفي العلمانية» ذكر فيها: «لو جاء في أراء غنيم ما يدعو إلى العنف أو إلى التفرقة العنصرية لقامت الحكومة بالإجراءات القانونية التي يقتضيها المقام».
هل استمع عبد السلام
وأبو يعرب لخطاب غنيم؟
ونعترف بأنّ هذه التصريحات استفزتنا ناهيك أنّ المتابع لخطب غنيم يلاحظ ما يكنّه هذا الدّاعية من حقد للعلمانيين إذ يصفهم «بالحاقدين على الإسلام» و«بالكفار» وهو تحريض صريح ـ لا لبس فيه ـ على الكراهية وحث على التفرقة بين أبناء الوطن وتأليب شق على آخر.. ومن هذا المنطلق، فإمّا أن يكون عبد السلام وأبو يعرب أصدرا أحكامهما المؤيدة لوجدي غنيم دون الاستماع لما جاء في خطابه الداعي إلى الفتنة أو أنّ مفهوم الكراهية والدعوة إلى العنف لديهما مختلف عما هو متعارف عليه بمعنى أنّهما يعتقدان أنّ وصف غنيم للعلمانيين بـ«الكفار» أمر عادي، كما يعتبران أنّ «حثّه على الموت» مسألة عاديّة، كما أنّهما لا ينزعجان من تشبيهه للمرأة بـ«الفرخة» وللممثلين بـ«المجرمين الآثمين» ومن استهزائه من السباحات التونسيات اللاتي رفعن راية تونس عاليا.
وهي مواقف لا يمكن إلاّ أن نتبرأ منها خاصّة أنّها صدرت عن مسؤول حكومي رفيع ومن نائب يتكلّم باسم الشعب في بلد يسعى ـ نظريا ـ إلى فرض قيم المساواة والتسامح والاحترام بين مختلف تياراته.
«كافر» و«آثم» و«مجرم» قاموس محبّذ لدى غنيم
لكن لنعد قبل كل شيء إلى بعض ما جاء في كلام الداعية وجدي غنيم وأول ما نلاحظه هو استسهاله استعمال بعض المصطلحات كنحو «كافر» و«آثم» و«مجرم» مستهزئا ـ خاصّة ـ بفئات معينة مثل العلمانيين والممثلين والرياضيين.. وتجدر الملاحظة أنّ غنيم لم يشأ أن يورّط نفسه في مسألة ختان البنات التي تلاقي رفضا شعبيا واسعا..
ولمن قالوا إنّ كلام غنيم لا يدعو إلى الفتنة، نعرض مقتطفا ممّا جاء على لسانه: «العلمانيون والليبيراليون والرقاصون.. الحاقدون على الإسلام، الكارهون للدّين، نقول لهم أوّلا موتوا بغيظكم».. وهي جملة تجسّد أحسن تجسيد الدعوة للكراهية والتباغض لكأنّ العلمانيين والليبيراليين أبالسة يجب القضاء عليهم... وقد كان حريّا بغنيم ان يفي لحديث عن رسول الله ے «قيل يا رسول الله ادع الله على المشركين.. قال: إنّي لم أبعث لعانا، وإنّما بعثت رحمة للعالمين»...
«أسأل الله أن نموت متقطعين»..
أليست هذه دعوة للجهاد المسلّح؟
لنمرّ إلى الجهاد الذي يبدو أنّ غنيم لا يعترف بمنحاه السلمي على غرار العمل وطلب العلم بل أنّ الجهاد بالنسبة إليه هو ـ بالأساس ـ الموت في سبيل الله، إذ يقول: «العاقل هو إللي يموت شهيد.. هي موتة موتة.. بدل منموت في طريق سريع في عربية في حادثة.. أموت شهيد ويا ربي قطع جسمنا كلو في سبيلك يا رب»!!! ويستحضر غنيم في هذا السياق ما حدث له مع قناة الجزيرة حيث «بهذل» ـ حتى حدّ تعبيره ـ بأحد الصحفيين بعد أن صرّح: «أسأل الله لي ولأخي إسماعيل هنية الشهادة في سبيل الله، وأن نموت كدا متقطعين».. ولا أدري لماذا يحث غنيم أبناء وطني على الجهاد المسلح فيما ينتقل هو من صالون إلى صالون ومن منبر إلى منبر ومن جامع إلى جامع بعيدا عن ميادين القتال التي ينصح الآخرين بإراقة دمائهم فيها.. فأي دمغجة أشنع من هذه؟
وفي حديثه عن المبدعين، يصف هذا العلامة الممثلين «بالمجرمين الآثمين» ولو بدا واضحا أنّه من المتابعين للمسلسلات المصرية «البايخة»، ومنهم يمرّ الى الرياضيين أو بالأحرى الرياضيات التونسيات، فيطنب في وصف اجسادهن ـ ويبدو أنّه حملق فيهنّ جليا ـ ليسخر أخيرا من السباحة التي رفعت رأس تونس عاليا... وهنا لن أعلق إلاّ بعبارة «ستين داهية» وهي العبارة التي يحبّذها غنيم..
«العالم» غنيم يصف الرّجل
بالدّيك والمرأة بالفرخة!
أمّا في ما يتعلق بموضوع المساواة بين المرأة والرّجل، فيبرز غنيم بنظرته الدونية والمحقرة للمرأة، إذ تساءل قائلا: «مساواة إيه بين الرجل والمرأة؟.. الديك ديك والفرخة فرخة!!» هكذا يصف مؤيد ختان البنات المرأة أي إنّها مجرّد «فرخة» فكيف لها أن تتساوى مع الدّيك؟ متناسيا حديث النبي ے : «إنّما النساء شقائق الرّجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلاّ لئيم»... فيا لسعة خيال هذا «العالم» الذي هبط بمبدأ المساواة بين الجنسين إلى حظيرة الحيوانات... والثابت أنّ من أعجبهم هذا التشبيه الحيواني سيتسردكون على زوجاتهم كدليل فحولة، فالديك حيوان مقدام يتشرّف بعض الرجال الأشاوس بالتشبه به.. وممّا لا يرقى إليه أي شك أنّ غنيم لا يعلم شيئا عن فارسات هذا البلد، نساء كألف رجل ناضلن وضحين من أجل رفعة شأن هذا الوطن.
مهما يكن من أمر، ليت وزير الخارجية رفيق عبد السلام والنائب باسم الشعب أبو يعرب المرزوقي يوّضحان مواقفهما من الآراء التي تطرّق إليها وجدي غنيم حتى لا نسيء بهما الظن ولا نحشرهما مع أتباع هذا الدّاعية.
فقد صرّح وزير الخارجية يوم الجمعة 17 فيفري في ندوة صحفية «أنّه ما دام ضيف تونس لم يحرّض على الكراهية ولم يمسّ من استقرار الأمن، ولا ملف جنائي له، فإنّ كلّ ما يصرّح به يلزمه هو وحده». وأمّا أستاذ الفلسفة والنائب أبو يعرب المرزوقي فقد كتب رسالة وجهها إلى من اعتبرهم «متطرفي العلمانية» ذكر فيها: «لو جاء في أراء غنيم ما يدعو إلى العنف أو إلى التفرقة العنصرية لقامت الحكومة بالإجراءات القانونية التي يقتضيها المقام».
هل استمع عبد السلام
وأبو يعرب لخطاب غنيم؟
ونعترف بأنّ هذه التصريحات استفزتنا ناهيك أنّ المتابع لخطب غنيم يلاحظ ما يكنّه هذا الدّاعية من حقد للعلمانيين إذ يصفهم «بالحاقدين على الإسلام» و«بالكفار» وهو تحريض صريح ـ لا لبس فيه ـ على الكراهية وحث على التفرقة بين أبناء الوطن وتأليب شق على آخر.. ومن هذا المنطلق، فإمّا أن يكون عبد السلام وأبو يعرب أصدرا أحكامهما المؤيدة لوجدي غنيم دون الاستماع لما جاء في خطابه الداعي إلى الفتنة أو أنّ مفهوم الكراهية والدعوة إلى العنف لديهما مختلف عما هو متعارف عليه بمعنى أنّهما يعتقدان أنّ وصف غنيم للعلمانيين بـ«الكفار» أمر عادي، كما يعتبران أنّ «حثّه على الموت» مسألة عاديّة، كما أنّهما لا ينزعجان من تشبيهه للمرأة بـ«الفرخة» وللممثلين بـ«المجرمين الآثمين» ومن استهزائه من السباحات التونسيات اللاتي رفعن راية تونس عاليا.
وهي مواقف لا يمكن إلاّ أن نتبرأ منها خاصّة أنّها صدرت عن مسؤول حكومي رفيع ومن نائب يتكلّم باسم الشعب في بلد يسعى ـ نظريا ـ إلى فرض قيم المساواة والتسامح والاحترام بين مختلف تياراته.
«كافر» و«آثم» و«مجرم» قاموس محبّذ لدى غنيم
لكن لنعد قبل كل شيء إلى بعض ما جاء في كلام الداعية وجدي غنيم وأول ما نلاحظه هو استسهاله استعمال بعض المصطلحات كنحو «كافر» و«آثم» و«مجرم» مستهزئا ـ خاصّة ـ بفئات معينة مثل العلمانيين والممثلين والرياضيين.. وتجدر الملاحظة أنّ غنيم لم يشأ أن يورّط نفسه في مسألة ختان البنات التي تلاقي رفضا شعبيا واسعا..
ولمن قالوا إنّ كلام غنيم لا يدعو إلى الفتنة، نعرض مقتطفا ممّا جاء على لسانه: «العلمانيون والليبيراليون والرقاصون.. الحاقدون على الإسلام، الكارهون للدّين، نقول لهم أوّلا موتوا بغيظكم».. وهي جملة تجسّد أحسن تجسيد الدعوة للكراهية والتباغض لكأنّ العلمانيين والليبيراليين أبالسة يجب القضاء عليهم... وقد كان حريّا بغنيم ان يفي لحديث عن رسول الله ے «قيل يا رسول الله ادع الله على المشركين.. قال: إنّي لم أبعث لعانا، وإنّما بعثت رحمة للعالمين»...
«أسأل الله أن نموت متقطعين»..
أليست هذه دعوة للجهاد المسلّح؟
لنمرّ إلى الجهاد الذي يبدو أنّ غنيم لا يعترف بمنحاه السلمي على غرار العمل وطلب العلم بل أنّ الجهاد بالنسبة إليه هو ـ بالأساس ـ الموت في سبيل الله، إذ يقول: «العاقل هو إللي يموت شهيد.. هي موتة موتة.. بدل منموت في طريق سريع في عربية في حادثة.. أموت شهيد ويا ربي قطع جسمنا كلو في سبيلك يا رب»!!! ويستحضر غنيم في هذا السياق ما حدث له مع قناة الجزيرة حيث «بهذل» ـ حتى حدّ تعبيره ـ بأحد الصحفيين بعد أن صرّح: «أسأل الله لي ولأخي إسماعيل هنية الشهادة في سبيل الله، وأن نموت كدا متقطعين».. ولا أدري لماذا يحث غنيم أبناء وطني على الجهاد المسلح فيما ينتقل هو من صالون إلى صالون ومن منبر إلى منبر ومن جامع إلى جامع بعيدا عن ميادين القتال التي ينصح الآخرين بإراقة دمائهم فيها.. فأي دمغجة أشنع من هذه؟
وفي حديثه عن المبدعين، يصف هذا العلامة الممثلين «بالمجرمين الآثمين» ولو بدا واضحا أنّه من المتابعين للمسلسلات المصرية «البايخة»، ومنهم يمرّ الى الرياضيين أو بالأحرى الرياضيات التونسيات، فيطنب في وصف اجسادهن ـ ويبدو أنّه حملق فيهنّ جليا ـ ليسخر أخيرا من السباحة التي رفعت رأس تونس عاليا... وهنا لن أعلق إلاّ بعبارة «ستين داهية» وهي العبارة التي يحبّذها غنيم..
«العالم» غنيم يصف الرّجل
بالدّيك والمرأة بالفرخة!
أمّا في ما يتعلق بموضوع المساواة بين المرأة والرّجل، فيبرز غنيم بنظرته الدونية والمحقرة للمرأة، إذ تساءل قائلا: «مساواة إيه بين الرجل والمرأة؟.. الديك ديك والفرخة فرخة!!» هكذا يصف مؤيد ختان البنات المرأة أي إنّها مجرّد «فرخة» فكيف لها أن تتساوى مع الدّيك؟ متناسيا حديث النبي ے : «إنّما النساء شقائق الرّجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلاّ لئيم»... فيا لسعة خيال هذا «العالم» الذي هبط بمبدأ المساواة بين الجنسين إلى حظيرة الحيوانات... والثابت أنّ من أعجبهم هذا التشبيه الحيواني سيتسردكون على زوجاتهم كدليل فحولة، فالديك حيوان مقدام يتشرّف بعض الرجال الأشاوس بالتشبه به.. وممّا لا يرقى إليه أي شك أنّ غنيم لا يعلم شيئا عن فارسات هذا البلد، نساء كألف رجل ناضلن وضحين من أجل رفعة شأن هذا الوطن.
مهما يكن من أمر، ليت وزير الخارجية رفيق عبد السلام والنائب باسم الشعب أبو يعرب المرزوقي يوّضحان مواقفهما من الآراء التي تطرّق إليها وجدي غنيم حتى لا نسيء بهما الظن ولا نحشرهما مع أتباع هذا الدّاعية.
شيراز بن مراد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق