أسئلة كثيرة تتصارع في أذهان العديد منا هذه
الأيام, منها أين نحن من أهداف ثورة نادت بالحرية و الكرامة و العدالة
الاجتماعية؟ أين نحن من هذه المبادئ وقد انحرفنا إلى قضايا هامشية ومواجهات
غريبة ومزايدات مسيئة لإنجاز عربي رائد؟ حتى بتنا نتساءل هل سنطرّز رداء
تونس الجديد بخيوط التضامن والتنمية والعمل والتعايش أم بخيوط التباغض
والتصعيد والفرقة وخنق الحريات؟
كيف لنا أن نفض مشاكل البطالة والتوزيع العادل للثروات والتهميش وقد دخلنا في سجالات عقيمة تدل على قصر النظر وضيق الرؤية، وبعد أن لاحظنا السعي لإعلاء قضبان معاقل و أقفاص جديدة؟ وكيف لنا أن نقطع مع ممارسات الماضي السلبية و قد عادت لغة تهديد الأصوات المخالفة وتعنيف المحتجين في حين أنه ينبغي علينا أن نفتخر بها باعتبارها مؤشرا على ديناميكية مجتمعنا وعلى إحترامنا لكل الأفكار التي أنجبها أبناء هذا البلد...
لا أدري لماذا إنقلب سلم الاولويات فتناسينا البحث عن حلول لمشاكلنا التنموية ليصبح الشغل الشاغل لبعض مسؤولينا، محاولة قبر النموذج المجتمعي التونسي المنفتح والوسطي و تعويضه بنموذج مستورد لا يعترف بخصوصيات الهوية التونسية والتي هي نتاج لتراكمات امتدت على 3000 سنة من الحضارة؟
كما أجهل سر تحقيرنا لكفاءاتنا وخبراتنا ولكل من بإمكانه إفادة هذا البلد سواء بأفكاره أو بأمواله, بعد أن أمسك بزمام الأمور في وزاراتنا ومؤسساتنا مضطهدون ممن عانوا من ويلات النظام السابق.. فهل القضية في إعادة الاعتبار لفئة من المظلومين ـ ولو أنه ملف على غاية من الأهمية ـ أم في إعادة الاعتبار لكل المحرومين من أبناء هذا الوطن؟
كلنا يعرف لماذا قامت الثورة التونسية وما هي الأهداف التي ينبغي تحقيقها من كرامة ومساواة وحرية وتكافؤ الفرص لكلّ أبناء الشعب دون تمييز, لكن أغلبنا يجهل لماذا حدنا عن المسلك القويم ليصبح التصعيد هو اللغة السائدة و التراشق بالتهم هو أساس التعامل, ولعل حادثة «أكياس القمامة» التي وضعت أمام مقرات الاتحاد التونسي للشغل وما رافقها من تشنجات ومواجهات أمنية ليس إلا أحسن دليل على عجزنا عن تغليب الحوار واعتماده كبديل وحيد لتجاوز ما ينتصب على طريقنا من مطبات...
وفي الوقت الذي ما زالت فيه عديد المناطق الداخلية للبلاد التي طال تهميشها, تنتظر تحقيق الوعود من استثمارات وتوفير مواطن شغل ومرافق تضمن العيش الكريم, انصرف البعض منا إلى التحدث بمنطق الحرام والحلال وأهل الجنة وأهل النار بدعوى امتلاك الحقيقة المطلقة, وكأن مشاكلنا مشاكل دينية و كأن أرضنا أرض كفر آن أوان فتحها قبل الإقدام على أية خطوة أخرى, فهل نترك على جانب عصا الطاعة لنضع على رؤوسنا قبعة التضحية و العمل وإعلاء قيمة المواطنة حتى نتمكن من المضي قدما في تحقيق أهداف هذه الثورة الواعرة والجميلة...
سؤال آخر يطرح نفسه و هو متى سنتوقف عن لي أذرعة نخبة البلاد من حقوقيين و أساتذة و مفكرين؟ ألم نع بعد أن الأوطان لا تنهض ولا تتقدم اذا تخلت و قمعت فكر نخبها؟ أرجو أن نسترجع شيئا من رشدنا وإلاّ عاد إعصار الضحالة بأشكالها المختلفة ليجتاحنا وعندها ستزداد الامور تعقدا...
أين نحن من مصلحة وطننا الذي نحب, بعد أن اخترنا أن نحفر –بأيدينا- أخاديد سقوطنا بدل مدارج نهضتنا؟
كيف لنا أن نفض مشاكل البطالة والتوزيع العادل للثروات والتهميش وقد دخلنا في سجالات عقيمة تدل على قصر النظر وضيق الرؤية، وبعد أن لاحظنا السعي لإعلاء قضبان معاقل و أقفاص جديدة؟ وكيف لنا أن نقطع مع ممارسات الماضي السلبية و قد عادت لغة تهديد الأصوات المخالفة وتعنيف المحتجين في حين أنه ينبغي علينا أن نفتخر بها باعتبارها مؤشرا على ديناميكية مجتمعنا وعلى إحترامنا لكل الأفكار التي أنجبها أبناء هذا البلد...
لا أدري لماذا إنقلب سلم الاولويات فتناسينا البحث عن حلول لمشاكلنا التنموية ليصبح الشغل الشاغل لبعض مسؤولينا، محاولة قبر النموذج المجتمعي التونسي المنفتح والوسطي و تعويضه بنموذج مستورد لا يعترف بخصوصيات الهوية التونسية والتي هي نتاج لتراكمات امتدت على 3000 سنة من الحضارة؟
كما أجهل سر تحقيرنا لكفاءاتنا وخبراتنا ولكل من بإمكانه إفادة هذا البلد سواء بأفكاره أو بأمواله, بعد أن أمسك بزمام الأمور في وزاراتنا ومؤسساتنا مضطهدون ممن عانوا من ويلات النظام السابق.. فهل القضية في إعادة الاعتبار لفئة من المظلومين ـ ولو أنه ملف على غاية من الأهمية ـ أم في إعادة الاعتبار لكل المحرومين من أبناء هذا الوطن؟
كلنا يعرف لماذا قامت الثورة التونسية وما هي الأهداف التي ينبغي تحقيقها من كرامة ومساواة وحرية وتكافؤ الفرص لكلّ أبناء الشعب دون تمييز, لكن أغلبنا يجهل لماذا حدنا عن المسلك القويم ليصبح التصعيد هو اللغة السائدة و التراشق بالتهم هو أساس التعامل, ولعل حادثة «أكياس القمامة» التي وضعت أمام مقرات الاتحاد التونسي للشغل وما رافقها من تشنجات ومواجهات أمنية ليس إلا أحسن دليل على عجزنا عن تغليب الحوار واعتماده كبديل وحيد لتجاوز ما ينتصب على طريقنا من مطبات...
وفي الوقت الذي ما زالت فيه عديد المناطق الداخلية للبلاد التي طال تهميشها, تنتظر تحقيق الوعود من استثمارات وتوفير مواطن شغل ومرافق تضمن العيش الكريم, انصرف البعض منا إلى التحدث بمنطق الحرام والحلال وأهل الجنة وأهل النار بدعوى امتلاك الحقيقة المطلقة, وكأن مشاكلنا مشاكل دينية و كأن أرضنا أرض كفر آن أوان فتحها قبل الإقدام على أية خطوة أخرى, فهل نترك على جانب عصا الطاعة لنضع على رؤوسنا قبعة التضحية و العمل وإعلاء قيمة المواطنة حتى نتمكن من المضي قدما في تحقيق أهداف هذه الثورة الواعرة والجميلة...
سؤال آخر يطرح نفسه و هو متى سنتوقف عن لي أذرعة نخبة البلاد من حقوقيين و أساتذة و مفكرين؟ ألم نع بعد أن الأوطان لا تنهض ولا تتقدم اذا تخلت و قمعت فكر نخبها؟ أرجو أن نسترجع شيئا من رشدنا وإلاّ عاد إعصار الضحالة بأشكالها المختلفة ليجتاحنا وعندها ستزداد الامور تعقدا...
أين نحن من مصلحة وطننا الذي نحب, بعد أن اخترنا أن نحفر –بأيدينا- أخاديد سقوطنا بدل مدارج نهضتنا؟
شيراز بن مراد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق