صدمت شأني شأن عدد
آخر من التونسيين بخطاب الواعظ الدّيني المكلّف بتأطير الأئمة والذي نادى
بقتل الوزير الأول الأسبق الباجي قائد السبسي وذلك خلال اللقاء الذي التأم
يوم 20 مارس الفارط لنصرة الشريعة الاسلاميّة.. نعم، هكذا! وإن كان الأمر
أقرب إلى الخيال، واعظ ديني مهمته تأطير الأئمّة ويفترض أنّه ينشر قيم
الاسلام السمحة، يدعو بحماسة فائقة إلى القتل! كما صدمت بخطاب ثان تمّ
تداوله بكثافة على شبكة الفايسبوك يدعو فيه صاحبه الى القتال، الى قتال
اليهود وقد كان ذلك خلال المسيرة التي انتظمت يوم الأحد 23 مارس لنصرة
القرآن الكريم، نعم لنصرة القرآن! تداخل المشهدان في ذهني فتساءلت هل إنّ
الرجلين من دعاة الدين الإسلامي أم من المحرضين على القتل؟ طرحت هذا السؤال
لأنّ الصورة لا تستقيم في ذهني، فكيف لمن ينادي بتطبيق الشريعة وبنصرة
القرآن ان يدعو الى القتل واهدار الدم؟ كيف لمن يعتبر نفسه من اتباع ديننا
الحنيف ان يتجاهل قيم الاستقامة والعدل والإخاء والتعايش لينخرط في خطابات
الحقد والانتقام؟ قد يكون هذا التعصّب والتطرف من افرازات الثورة أيضا لكن
علينا ان نسارع ـ في ظلّ صمت النيابة العمومية على هذه التجاوزات الخطيرة ـ
بوضع قواعد ميثاق اجتماعي جديد نعيش في ظلّه اذ لا يمكن أن يبقى من يحرض
على العنف والاجرام دون محاسبة ولا عقاب وان تصبح تونس مرتعا لقانون الغاب
ولسفك الدماء..
فإمّا أقمنا تونس الاحترام والتضامن والتعايش وإمّا هدمنا فوق رؤوسنا ما تبقى من البيت الذي يؤوينا..
سيقول البعض إنّ في الأمر تهويلا وانّ هاتين الحالتين شاذتان لا يحقّ تعميمهمـا ـ وهو اعتراض معقول ـ لكن تواتر أحداث مماثلة وتعدّد بعض المؤشّرات يدفعنا الى قرع نواقيس الخطر حتي يتمّ اطفاء أوّل شظايا حريق محتمل.. فقد سبق مثلا لبعض انصار حركة النهضة الذين حلّوا بمطار تونس قرطاج لاستقبال رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية، ان نادوا بسحق اليهود وصلبهم قبل أن تتبرأ منهم الحركة من خلال بيان أصدرته في الغرض..
كما لا يجوز الصمت على الغزوة الوهابيّة التي تشهدها بعض المساجد التونسيّة عندما فتحت مصراعيها لمن هبّ ودبّ ـ وبتزكية ضمنيّة من وزارة الدّاخلية ـ من متطرفي الدّعاة امثال وجدي غنيم وغيره ممن يدعون إلى الفتنة والتكفير.
لقد كبرنا في تونس على حبّ هذا الوطن وعلى التضحية من أجل رفعته ولم ننشأ على لغة العداء والقتل والثأر التي يتّخذ بعض العرب منها مبدأ مقدسا في الحياة.. فهلا بادرنا بتطويق هذه الظاهرة وبنبذ العنف قبل ان يستفحل في أراضينا؟
مازال السؤال الذي طرحته في بداية هذا المقال يطرح نفسه عليّ بإلحاح: كيف لرجل دين ـ أو من يظن نفسه كذلك ـ ان ينادي بالقتل وبالانتقام؟ لغز أرجو ان تعينوني على فكّ شفرته..
فإمّا أقمنا تونس الاحترام والتضامن والتعايش وإمّا هدمنا فوق رؤوسنا ما تبقى من البيت الذي يؤوينا..
سيقول البعض إنّ في الأمر تهويلا وانّ هاتين الحالتين شاذتان لا يحقّ تعميمهمـا ـ وهو اعتراض معقول ـ لكن تواتر أحداث مماثلة وتعدّد بعض المؤشّرات يدفعنا الى قرع نواقيس الخطر حتي يتمّ اطفاء أوّل شظايا حريق محتمل.. فقد سبق مثلا لبعض انصار حركة النهضة الذين حلّوا بمطار تونس قرطاج لاستقبال رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية، ان نادوا بسحق اليهود وصلبهم قبل أن تتبرأ منهم الحركة من خلال بيان أصدرته في الغرض..
كما لا يجوز الصمت على الغزوة الوهابيّة التي تشهدها بعض المساجد التونسيّة عندما فتحت مصراعيها لمن هبّ ودبّ ـ وبتزكية ضمنيّة من وزارة الدّاخلية ـ من متطرفي الدّعاة امثال وجدي غنيم وغيره ممن يدعون إلى الفتنة والتكفير.
لقد كبرنا في تونس على حبّ هذا الوطن وعلى التضحية من أجل رفعته ولم ننشأ على لغة العداء والقتل والثأر التي يتّخذ بعض العرب منها مبدأ مقدسا في الحياة.. فهلا بادرنا بتطويق هذه الظاهرة وبنبذ العنف قبل ان يستفحل في أراضينا؟
مازال السؤال الذي طرحته في بداية هذا المقال يطرح نفسه عليّ بإلحاح: كيف لرجل دين ـ أو من يظن نفسه كذلك ـ ان ينادي بالقتل وبالانتقام؟ لغز أرجو ان تعينوني على فكّ شفرته..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق