«ماناش كفار.. ماناش زنادقة».. بهذه الكلمات التي تحمل أكثر من دلالة أسدل
الستار على مسرحية «طواسين» للمخرج حافظ خليفة والتي عرضت في موفى الأسبوع
الفارط بقاعة الفن الرّابع..
ومن خلال أربع شخصيات تاريخية (الحلاج، ابن عربي، السهروردي، قرمط) تروي مسرحية «طواسين» التي كتب نصها إبراهيم بن عمر تراجيديا العالم العربي القائمة على الإقصاء وعدم احترام الآخر..
فقد أعدم الحلاج وهو واحد من أبرز أعلام التصوف الإسلامي بعد أن اتهم بالكفر والزندقة وكان ذلك سنة 922 ميلادي بالعراق، كما قتل السهروردي وهو من أفقه علماء عصره بأمور الدين والفلسفة على يد الملك صلاح الدين بقلعة حلب سنة 1190 ميلادي بعد أن اتهم بالإلحاد. واتهم أيضا ابن عربي بالزندقة وهو من أشهر مشايخ الصوفية إذ كان يطلق عليه لقب «سلطان العارفين» و«الشيخ الكامل» و«البحر الزاخر» وغيرها من الألقاب التي تدل على سعة معرفته وإلمامه.
ومن خلال هذه الشخصيات الرموز، يدعونا المخرج حافظ خليفة إلى التأمل في مجتمعات حكمت على من خالفوها الفكر والرأي بالإعدام وبالقمع، وهو موضوع يطرح نفسه بإلحاح في الساعة الراهنة حيث أضحى إقصاء الأصوات المخالفة عملة متداولة.. وفي هذا التمشي المسرحي دعوة إلى التسامح وإلى التعايش بين كل التيارات الفكرية والإيديولوجية حتى لا تسود لغة الغاب وتصبح المشانق والمقاصل والتكفير قاعدة في التعامل..
وتماهيا مع ما عاشته الشخصيات المذكورة من إضطهاد وإقصاء، استنجد المخرج حافظ خليفة بمشهدية مسرحية مميزة شدّت انتباه المشاهدين أكثر من مرّة، منها ذلك المشهد الذي يظهر فيه الأبطال حاملين مصابيح مضيئة في ليل حالك وهو أشبه ما يكون بلوحة زيتية فائقة الرمزية والجمال.. وأمّا الثاني فهو ذاك الذي ارتطمت فيها سلاسل الجلادين بالأرض ليظلّ جسد الضحية يهتزّ المرّة تلو الأخرى في إشارة واضحة لحجم القمع المسلط على المعارضين.وفي هذا السياق استنجد المخرج ببعض من أبيات الحلاج يقول فيها:
اقتلوني يا ثقاتي •• إن في قتلي حياتي
ومماتي في حياتي •• وحياتي في مماتي
وقد كان لها وقع مؤثر لما فيها من شحنة إحساس بالظلم والقهر..
ولأنّ ما عاشه ابن عربي أو الحلاج او السهروردي مازال مطروحا رغم مضي قرابة 10 قرون على مماتهم، فقد اغتنم كاتب النص الفرصة ليطرح جملة من مواضيع الراهن على غرار جنون العظمة وتمسك الحكام بمناصبهم ووضع المرأة في مجتمعاتنا والعلاقة بين الدين والدولة وغيرها من المواضيع التي جاءت في قالب ساخر وكأن بكاتب النص يذكرنا كم هي تافهة بعض «القضايا» التي نستل من أجلها السيوف مقارنة بمسائل أسمى وأعمق كحرية الفكر ومكانة المثقفين في مجتمعاتنا ومصير أممنا..
باختزال، «طواسين» حافظ خليفة جاءت في شكل قُدَّاس زاخر بالجمال وبالدعوة إلى احترام المغايرين والمختلفين، فهناك تكمن إنسانيتنا.. ولو افتقدناها لخيّم الليل على ذواتنا ولانقطعت السبل أمام أنظارنا.
ومن خلال أربع شخصيات تاريخية (الحلاج، ابن عربي، السهروردي، قرمط) تروي مسرحية «طواسين» التي كتب نصها إبراهيم بن عمر تراجيديا العالم العربي القائمة على الإقصاء وعدم احترام الآخر..
فقد أعدم الحلاج وهو واحد من أبرز أعلام التصوف الإسلامي بعد أن اتهم بالكفر والزندقة وكان ذلك سنة 922 ميلادي بالعراق، كما قتل السهروردي وهو من أفقه علماء عصره بأمور الدين والفلسفة على يد الملك صلاح الدين بقلعة حلب سنة 1190 ميلادي بعد أن اتهم بالإلحاد. واتهم أيضا ابن عربي بالزندقة وهو من أشهر مشايخ الصوفية إذ كان يطلق عليه لقب «سلطان العارفين» و«الشيخ الكامل» و«البحر الزاخر» وغيرها من الألقاب التي تدل على سعة معرفته وإلمامه.
ومن خلال هذه الشخصيات الرموز، يدعونا المخرج حافظ خليفة إلى التأمل في مجتمعات حكمت على من خالفوها الفكر والرأي بالإعدام وبالقمع، وهو موضوع يطرح نفسه بإلحاح في الساعة الراهنة حيث أضحى إقصاء الأصوات المخالفة عملة متداولة.. وفي هذا التمشي المسرحي دعوة إلى التسامح وإلى التعايش بين كل التيارات الفكرية والإيديولوجية حتى لا تسود لغة الغاب وتصبح المشانق والمقاصل والتكفير قاعدة في التعامل..
وتماهيا مع ما عاشته الشخصيات المذكورة من إضطهاد وإقصاء، استنجد المخرج حافظ خليفة بمشهدية مسرحية مميزة شدّت انتباه المشاهدين أكثر من مرّة، منها ذلك المشهد الذي يظهر فيه الأبطال حاملين مصابيح مضيئة في ليل حالك وهو أشبه ما يكون بلوحة زيتية فائقة الرمزية والجمال.. وأمّا الثاني فهو ذاك الذي ارتطمت فيها سلاسل الجلادين بالأرض ليظلّ جسد الضحية يهتزّ المرّة تلو الأخرى في إشارة واضحة لحجم القمع المسلط على المعارضين.وفي هذا السياق استنجد المخرج ببعض من أبيات الحلاج يقول فيها:
اقتلوني يا ثقاتي •• إن في قتلي حياتي
ومماتي في حياتي •• وحياتي في مماتي
وقد كان لها وقع مؤثر لما فيها من شحنة إحساس بالظلم والقهر..
ولأنّ ما عاشه ابن عربي أو الحلاج او السهروردي مازال مطروحا رغم مضي قرابة 10 قرون على مماتهم، فقد اغتنم كاتب النص الفرصة ليطرح جملة من مواضيع الراهن على غرار جنون العظمة وتمسك الحكام بمناصبهم ووضع المرأة في مجتمعاتنا والعلاقة بين الدين والدولة وغيرها من المواضيع التي جاءت في قالب ساخر وكأن بكاتب النص يذكرنا كم هي تافهة بعض «القضايا» التي نستل من أجلها السيوف مقارنة بمسائل أسمى وأعمق كحرية الفكر ومكانة المثقفين في مجتمعاتنا ومصير أممنا..
باختزال، «طواسين» حافظ خليفة جاءت في شكل قُدَّاس زاخر بالجمال وبالدعوة إلى احترام المغايرين والمختلفين، فهناك تكمن إنسانيتنا.. ولو افتقدناها لخيّم الليل على ذواتنا ولانقطعت السبل أمام أنظارنا.
شيراز بن مراد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق