أحيانا وأنت تتابع البرامج
الحوارية التلفزية أو تطالع مقالا صحفيا أو تستمع إلى برنامج إذاعي، تودّ
لو دخلت في عزلة أوانزويت بنفسك لتقطع علاقتك بالعالم الخارجي كلّيا لما
تلاحظه من عدائية وتنافر بين الإعلاميين والسياسيين وسائر المتدخلين..
فقد امتهن البعض صنعة التراشق بالتهم، فهذا يعتبر أن مصيبة الشعب التونسي في نخبته، وآخر يعارض بحدّة كل ما تتخذه الحكومة من قرارات.. كما بات يشار إلى المنتمين الى المعارضة بالإصبع وكأنهم كفار أومعدومو الوطنية، وكل ومن يشجع الحكومة صار طبّالا وممجّدا ككل الذين ساندوا النظام البائد..
وأضحى شقّ من أنصار النهضة يشبّهون المنهزمين في الانتخابات بجماعة «الصفر فاصل» وتحدّثت الأقلية عن «تخميرة» الفائزين التي أغمضت عيونهم على مصلحة البلاد ودفعتهم الى تقاسم كعكة الوزارات دون التفكير في الاستنجاد بكفاءات تمتلك دراية واسعة بكيفية تطويق مشاكل البلاد..
وفضلا عن ذلك، صار البعض منا ينظر الى السلفيين على أنهم شرذمة متطرفة تسعى الى فرض نموذج مجتمعي متشدّد دينيا لا علاقة له بتونس الوسطية والاعتدال، وفي المقابل أصبح بعض السلفيين ينظرون الى جانب من المجتمع التونسي على أنه كافر لا يحقّ له العيش على هذه الأرض..
ورأت طائفة أخرى أن التحالف الذي دعا إليه الباجي قائد السبسي لتوحيد القوى المعارضة مبادرة مسمومة و«منكرا» يجب التصدي لها، بينما علّق آخرون على قرار حمادي الجبالي بطرد السفير السوري بالمتهوّر والمرتجل، وذهب آخرون إلى نعت صحافيين بالعملاء ومساندين للصهيونية في محاولة لتكميم أفواههم ..
كما يتهم بعض العمال رجال الأعمال باستنزاف طاقاتهم وبالمشاركة في الفساد الذي كان مستشريا بينما تلقي فئة من رجال الأعمال المسؤولية على عاتق العمال وتتهمهم بالتخاذل وبتعطيل آلة الانتاج والحال أنّ البلاد تمرّ بوضع اقتصادي حرج.
وفي ظل كل هذا، يبقى المواطن حاملا نعشه فوق كتفه ـ على حد عبارة الشاعر الراحل محمود درويش ـ متسائلا متى تستقيم الأحوال وينتهي العداء والتباغض ومتى يلتفت المسؤولون في هذه البلاد الى قدرته الشرائية المتدهورة وإلى البطالة المستفحلة والى افتقار المراكز الصحية والثقافية والرياضية لأبسط الضروريّات إلى الحدّ الأدنى من المعدات القادرة على أن تعيد إلىالفرد بعضا من كرامته ومواطنته.
لقد آن الأوان لأن نضع حدّا للجدل البيزنطي العقيم ونكفّ عن معاداة بعضنا البعض ولننصرف إلى ما ينفع البلاد والعباد.. فذلك أجدى وأبقى..
فقد امتهن البعض صنعة التراشق بالتهم، فهذا يعتبر أن مصيبة الشعب التونسي في نخبته، وآخر يعارض بحدّة كل ما تتخذه الحكومة من قرارات.. كما بات يشار إلى المنتمين الى المعارضة بالإصبع وكأنهم كفار أومعدومو الوطنية، وكل ومن يشجع الحكومة صار طبّالا وممجّدا ككل الذين ساندوا النظام البائد..
وأضحى شقّ من أنصار النهضة يشبّهون المنهزمين في الانتخابات بجماعة «الصفر فاصل» وتحدّثت الأقلية عن «تخميرة» الفائزين التي أغمضت عيونهم على مصلحة البلاد ودفعتهم الى تقاسم كعكة الوزارات دون التفكير في الاستنجاد بكفاءات تمتلك دراية واسعة بكيفية تطويق مشاكل البلاد..
وفضلا عن ذلك، صار البعض منا ينظر الى السلفيين على أنهم شرذمة متطرفة تسعى الى فرض نموذج مجتمعي متشدّد دينيا لا علاقة له بتونس الوسطية والاعتدال، وفي المقابل أصبح بعض السلفيين ينظرون الى جانب من المجتمع التونسي على أنه كافر لا يحقّ له العيش على هذه الأرض..
ورأت طائفة أخرى أن التحالف الذي دعا إليه الباجي قائد السبسي لتوحيد القوى المعارضة مبادرة مسمومة و«منكرا» يجب التصدي لها، بينما علّق آخرون على قرار حمادي الجبالي بطرد السفير السوري بالمتهوّر والمرتجل، وذهب آخرون إلى نعت صحافيين بالعملاء ومساندين للصهيونية في محاولة لتكميم أفواههم ..
كما يتهم بعض العمال رجال الأعمال باستنزاف طاقاتهم وبالمشاركة في الفساد الذي كان مستشريا بينما تلقي فئة من رجال الأعمال المسؤولية على عاتق العمال وتتهمهم بالتخاذل وبتعطيل آلة الانتاج والحال أنّ البلاد تمرّ بوضع اقتصادي حرج.
وفي ظل كل هذا، يبقى المواطن حاملا نعشه فوق كتفه ـ على حد عبارة الشاعر الراحل محمود درويش ـ متسائلا متى تستقيم الأحوال وينتهي العداء والتباغض ومتى يلتفت المسؤولون في هذه البلاد الى قدرته الشرائية المتدهورة وإلى البطالة المستفحلة والى افتقار المراكز الصحية والثقافية والرياضية لأبسط الضروريّات إلى الحدّ الأدنى من المعدات القادرة على أن تعيد إلىالفرد بعضا من كرامته ومواطنته.
لقد آن الأوان لأن نضع حدّا للجدل البيزنطي العقيم ونكفّ عن معاداة بعضنا البعض ولننصرف إلى ما ينفع البلاد والعباد.. فذلك أجدى وأبقى..
شيراز بن مراد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق