لا أدري لماذا تواترت في بداية هذا الأسبوع مشاهد أقل ما يمكن أن يقال عنها إنّها سريالية ومن وحي الخيال.. لكنّها جدّت بالفعل في تونس المعتدلة والوسطية في مطلع القرن الواحد والعشرين...
فهذه قناة تلفزية تحاكم بسبب بثّها فيلما تطرّق إلى المظالم التي تعرضت لها شابة إيرانية زمن الثورة، وهذا الصحفي القدير زياد كريشان يتعرّض للاعتداء من قبل سلفي بصق على وجهه، وهذا أستاذ العلوم السياسية حمادي الرديسي يتلقى ضربة رأس عنيفة أسداها له أحد الشبان الملتحين، وهذا نائب عن حركة النهضة (الصادق شورو) يستشهد في رحاب البرلمان بآية تدعو إلى قتل من يحارب الله و رسوله في اشارة للعقاب الذي يجب ان يسلط على المعتصمين الذين يقطعون الطرق ويمنعون البعض من الوصول الى مقرات عملهم.. وهؤلاء بعض السلفيين يحدثون مرّة أخرى بلبلة في كلية الآداب بمنوبة ويهددون الاساتذة بعد أن خلنا أنّ الأمور رجعت الى نصابها.
و يطرح المشهد الأول ـ محاكمة قناة نسمـة ـ مسألة محاكمة الفكر و الرأي, وهو انزلاق خطير تريد أن تقودنا اليه بعض الأطراف الساعية للحد من هامش حرية التعبير و الابداع ليكون على حسب مقاس ايديولوجيّ، في حين أن المنطق يقول أن مبدأ الحريات يجب أن تضمنه الدولة لكل أفرادها مهما كان معتقدهم أو انتماءاتهم السياسية..
بينما تطرح المشاهد الأربعة الأخرى مسألة العنف والمناداة بالعنف بحجة امتلاك الحقيقة المطلقة، وهو موضوع خطير يجب أن تتصدى له كافة قوى المجتمع، فما معنى أن يتعرّض صحفي اليوم للتعنيف؟ وما معنى أن ينادي نائب باسم الشعب -حتى بصفة غير مباشرة- الى قتل المعتصمين؟ وما معنى أن تلجأ بعض الأطراف إلى استعمال العنف داخل المؤسسات التعليمية؟
ألهذه الدرجة بلغ بنا التعصب، وغاب عنّا الحوار والتعامل السلمي والمتحضر مع ما نعانيه من مشاكل؟ إنّ الميزة الأساسية للأنظمة الشمولية هي ممارسة العنف على أفرادها والحدّ من حرياتهم وعدم احترام حقوقهم، ويبدو من خلال المشاهد التي استعرضناها في هذا المقال أنّنا بصدد التنقل من نظام ديكتاتوري إلى نظام شمولي استبدادي... فهل من أجل هذا قامت الثورة التونسية؟ وهل أنّ مصيرنا هو حتما التقهقر؟
ستظل المشاهد الخمسة المذكورة عالقة في أذهاننا لأننا لا يمكن أن نقبل بإهانة الفكر و العلم و بتفشي لغة العنف... صور سريالية خلنا أنّنا لن نطلع عليها مجدّدا إلاّ في كتب التاريخ التي تروي صفحات سوداء من ماضينا، لكنها طفت على السطح من جديد لتذكرنا بضرورة التصدي الى القوى الرجعية والمتعصبة وبضرورة النضال من أجل الدفاع على الحقوق و الحريات.. إنّنا على أبواب معركة حضارية مصيرية, فإما أن نعطي للثقافة و للعلوم و للإبداع و لحرية التعبير المكانة التي تستحقها و الا ستنصب المشانق و محاكم التفتيش ضد كل العقول الحرة, و هو ما سنتصدى له بكل ما أوتينا من عزيمة..
شيراز بن مراد
فهذه قناة تلفزية تحاكم بسبب بثّها فيلما تطرّق إلى المظالم التي تعرضت لها شابة إيرانية زمن الثورة، وهذا الصحفي القدير زياد كريشان يتعرّض للاعتداء من قبل سلفي بصق على وجهه، وهذا أستاذ العلوم السياسية حمادي الرديسي يتلقى ضربة رأس عنيفة أسداها له أحد الشبان الملتحين، وهذا نائب عن حركة النهضة (الصادق شورو) يستشهد في رحاب البرلمان بآية تدعو إلى قتل من يحارب الله و رسوله في اشارة للعقاب الذي يجب ان يسلط على المعتصمين الذين يقطعون الطرق ويمنعون البعض من الوصول الى مقرات عملهم.. وهؤلاء بعض السلفيين يحدثون مرّة أخرى بلبلة في كلية الآداب بمنوبة ويهددون الاساتذة بعد أن خلنا أنّ الأمور رجعت الى نصابها.
و يطرح المشهد الأول ـ محاكمة قناة نسمـة ـ مسألة محاكمة الفكر و الرأي, وهو انزلاق خطير تريد أن تقودنا اليه بعض الأطراف الساعية للحد من هامش حرية التعبير و الابداع ليكون على حسب مقاس ايديولوجيّ، في حين أن المنطق يقول أن مبدأ الحريات يجب أن تضمنه الدولة لكل أفرادها مهما كان معتقدهم أو انتماءاتهم السياسية..
بينما تطرح المشاهد الأربعة الأخرى مسألة العنف والمناداة بالعنف بحجة امتلاك الحقيقة المطلقة، وهو موضوع خطير يجب أن تتصدى له كافة قوى المجتمع، فما معنى أن يتعرّض صحفي اليوم للتعنيف؟ وما معنى أن ينادي نائب باسم الشعب -حتى بصفة غير مباشرة- الى قتل المعتصمين؟ وما معنى أن تلجأ بعض الأطراف إلى استعمال العنف داخل المؤسسات التعليمية؟
ألهذه الدرجة بلغ بنا التعصب، وغاب عنّا الحوار والتعامل السلمي والمتحضر مع ما نعانيه من مشاكل؟ إنّ الميزة الأساسية للأنظمة الشمولية هي ممارسة العنف على أفرادها والحدّ من حرياتهم وعدم احترام حقوقهم، ويبدو من خلال المشاهد التي استعرضناها في هذا المقال أنّنا بصدد التنقل من نظام ديكتاتوري إلى نظام شمولي استبدادي... فهل من أجل هذا قامت الثورة التونسية؟ وهل أنّ مصيرنا هو حتما التقهقر؟
ستظل المشاهد الخمسة المذكورة عالقة في أذهاننا لأننا لا يمكن أن نقبل بإهانة الفكر و العلم و بتفشي لغة العنف... صور سريالية خلنا أنّنا لن نطلع عليها مجدّدا إلاّ في كتب التاريخ التي تروي صفحات سوداء من ماضينا، لكنها طفت على السطح من جديد لتذكرنا بضرورة التصدي الى القوى الرجعية والمتعصبة وبضرورة النضال من أجل الدفاع على الحقوق و الحريات.. إنّنا على أبواب معركة حضارية مصيرية, فإما أن نعطي للثقافة و للعلوم و للإبداع و لحرية التعبير المكانة التي تستحقها و الا ستنصب المشانق و محاكم التفتيش ضد كل العقول الحرة, و هو ما سنتصدى له بكل ما أوتينا من عزيمة..
شيراز بن مراد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق