- في أجواء فنّية جميلة، انتظمت يوم الأحد 8 جانفي أمام مجلس النواب بباردو وقفة طالب خلالها جمع من الفنّانين بإدراج حق الثقافة في الدستور.. وتضمّنت «عريضة الحقوق الثقافية» 4 نقاط أساسية وهي:
ـ ضمان حرية التفكير والخلق والابداع والابتكار وحماية المبدعين والمفكّرين من شتى الاكراهات
ـ اعتبار الثقافة مصلحة عامة مثلها مثل التربية والصحة.
ـ حماية الملكية الأدبية والفنية مع الحفاظ على الموروث الثقافي الحضاري
ـ الحق في الثقافة لجميع التونسيين بصفة عادلة.
وحضرت الوقفة، التي شاركت فيها فرقة بشير واردة للفنون الشعبية، أسماء فنية عديدة تحادثنا مع البعض منها..
المخرج نوري بوزيد: الفنان في خدمة الفكر، لا في خدمة السياسة لا أحد بإمكانه أن ينكر أهمية الحق في الشغل وفي الصحة وفي التعليم، لكن الحق في الثقافة مطلب أساسي أيضا، إذ ما هي ذاكرتنا ؟ هل هي الصحة او السياسة او الثقافة ؟ الذاكرة هي أساسا الثقافة، فمن منا لا يتذكر خميس طرنان او ابو القاسم الشابي ؟ فهي التي تبقى والتي تأثر في الأفكار ـ بما في ذلك ثقافة الفايس بوك ـ لا أتصور مصر تنسى أم كلثوم وعبد الوهاب ولا نحن ننسى صليحة أو ابو قاسم الشابي .. فماهي شخصية التونسي دون الدوعاجي ومصطفى خريف.. وغدا سيتذكر التونسيون ـ ربما ـ الجعايبي و توفيق الجبالي والنوري بوزيد وكل من كان فنه صادقا.
المثقفون يطالبون اليوم بأن تكون الثقافة حرة لا يربطها أي قيد، فالفنان كهل وليس قاصرا وما على سلطة الإشراف إلا أن تهيئ المؤسسات وتضمن حرية التعبير وتوفر الدعم ... والفن بصفة عامة لا يمكن أن يكون في خدمة السياسة بل هو في خدمة الفكر وأن يسعى البعض الى جعله في خدمة السياسة، فهذا خطر كبير.
ناصر الصردي: «السياسة تنظم المجتمعات والثقافة تبنيها»
نسعى إلى تضمين حق الثقافة في الدستور حتى يصبح حقا مكتسبا لا يمكن المساس به (حرّية الفكر والابداع والتعبير) وحتى نضمن حقوق المبدع والمفكّر.. وهكذا يمنع اي نظام سياسي ـ مهما كان لونه ـ من تسليط الرقابة و الصنصرة على الأعمال الفنّية.. كما نطالب بالتنصيص على العدالة الثقافية، شأنها شأن العدالة في التنمية، فلماذا تحرم سيدي بوزيد والقصرين وزغوان وجندوبة من قاعات السينما ومن الفنون بشتى أنواعها.. والى جانب موضوع الحريات، نطالب بأن تصبح الثقافة حقا لكل مواطن مثل الحق في الصحّة وفي التعليم..
كما ينبغي اليوم أن نلفت نظر الحكومة الى انّ الثقافة تخلق الشغل ايضا، ففي الولايات المتحدة الأمريكية، القطاع الفني هو أكثر القطاعات الذي يدرّ الأموال قبل قطاعي السلاح والإعلامية.. وانظروا الى المغرب التي جعلت من التظاهرات الفنّية مصدرا للاشعاع وللمداخيل ولمواطن الشغل، قطر أيضا، التي اصبحت تتحكّم فينا، برزت على الخارطة من خلال منتوج ثقافي وهو الإعلام..
لا ننسي ايضا انّ السياسة تنظم المجتمعات ولكنّها لا تبنيها، فالذي يبني المجتمعات هو الثقافة، والأجيال التي أثرت في تونس الى غاية هذا اليوم تعلمت السياسة عن طريق الثقافة ونوادي السينما والكتب والمسرح..
نذكر ايضا ان هذه الوقفة ليست سياسيّة، بل انّ مطالبنا الأربعة يمكن ان تتفق حولها كل الأطراف السياسية.. فالمسألة مسألة حياة أو موت وليست من الكماليات.
نصر الدين السهيلي: حتى لا يكون لنا حلاّج ومقفّع آخران نحن في مرحلة تغلب عليها الضبابية اذ لانعرف إلى أين ستقودنا هذه القافلة فبإسم الحضارة العربية والاسلاميةوبإسم الأخلاق الحميدة وبإسم الإحترام والحلال و الحرام، أضحت مواضيع الثقافة والحريات مهدّدة وأضحت محاكم التفتيش مسألة واردة خاصة ان القوة الحقيقية الرجعية التي تحكم الشارع، دخلت الى الجامعة والمعاهد وقاعات السينما واعتدت على الفنانين، ومن هذا المنطلق، نطالب نحن الفنانون باستكتاب حقوقنا الفنية .. «ماذابينا نعملوا وريقة مابيناتنا بصفتها سنة حميدة، باش نضمنوا انوا ما ايكونش عناحلاج آخرأو ابن المقفع آخر في تونس 2012».
المبدع لا يمكن ان يأتمن اي طرف على مستقبله ولذا وجب عليه التحرك من اجل حماية نفسه وابداعه.
سليم الصنهاجي: مطالبنا بعيدة كلّ البعد عن الإيديولوجيات من البديهي ان نطالب اليوم بتضمين الحقوق الثقافية في الدستور وقد أضحى كل شيء مشكوكا فيه ومربوطا بخيط رفيع..
قد يعتقد البعض انّ الصمت ضعف، لكنهم يتناسون انّ الصمت يمكن ان يكون أقوى من البركان..
وقفتنا اليوم هي وقفة حضارية وخطوة استباقيّة الهدف منها ترسيخ الثقافة في الدستور حتى لا تكون مسألة ثانوية خاصة انّ القطاع الثقافي يشغل الآلاف من المواطنين وشخصيا أحلم بمسرح حرّ ومستقل وان نبدع ونصارع ونحارب ـ نحن الفنانون ـ في الفن ولا في ما هو جانبي.. هامّ جدا أيضا، ان نؤكد على انّ مطالبنا بعيدة كلّ البعد عن الايديولجيات، فالفنان يجب ان يظلّ مستقلا لا ان يستغلّ لتبييض الواجهات.. يجب ان يعبّر عن الفنّان كما قال الشاعر أحمد فؤاد نجم والشيخ امام:«الخط دا خطي والكلمة دي كلمتي».
شيراز بن مراد
الخميس، 12 يناير 2012
فنانون بصوت واحد: حريّة الإبداع حقّ لن نتراجع عنه
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق