الأربعاء، 29 يناير 2014

المسرحي حـافظ خليفة: المسرح البـلدي تـجاهل أعمالي التي تُوّجت في أكبر المهرجانات العربية وفتح أبوابه للعروض التجارية


-نطلب من مراد الصقلي الإستقلالية التامة، فالإبداع لا يجب أن يسقط في فخ السياسة
-في السقيفة سأتطرق الى مدى تأثير المصالح الشخصية على مجرى تأسيس الدولة العميقة منذ فجر الإسلام الى الآن
بعد «طواسين« و«مراحيل» اللتين توجتا في عديد المهرجانات المسرحية العربية، يعكف المخرج حافظ خليفة على الإعداد لمسرحيته الجديدة «السقيفة»… حول هذا العمل الذي سيعرض في الموسم الثقافي القادم وحول عدد من القضايا المتعلقة بالقطاع المسرحي، كان لنا لقاء مع سليل أرض الجنوب وعاشق الإبداع المسرحي تتابعونه في الورقة التالية:
طالبت مؤخرا بعقد مؤتمر استثنائي للجامعة التونسية لمسرح الهواة، فما سبب عدم رضاك على أداء الجامعة؟
نعم، طالبنا بعقد مؤتمر استثنائي، فنحن أمام مسؤولية تاريخية ولا يمكن أن نقبل بأن يكون أداء الجامعة هزيلا في هذا الظرف الذي تمر به البلاد.. شخصيا، قاطعت المؤتمر السابق وقد استغلت الأعشاب الطفيلية الفرصة لدخول القطاع ضاربين بالدور الذي يجب أن تلعبه الجامعة عرض الحائط… وقد اتسم المكتب التنفيذي بعدم التجانس وبالتفاوت في المستوى المعرفي واعتبر بعض أعضائه أنّ المنصب «برستيجا» فحصل الضرر.. وفي اعتقادي، يجب أن تعكس جامعة مسرح الهواة صوت المسرحيين الهواة وأن تنظم التربصات والمهرجانات بهدف الارتقاء بواقع مسرح الهواية بصفة عامة.. وفضلا عن ذلك فإنّ جمعيات المسرح الهاوي تعرف ظروفا تعيسة وبحاجة الى نقلة نوعية تعبّد أمامها ثنايا الإبداع ومسالكه.
ستشاركون إذن في المؤتمر الاستثنائي الذي سيعقد يوم 2 مارس القادم؟
أولا أنا ليست لي مشكلة شخصية مع السيد حبيب غزال الرئيس الحالي للمكتب التنفيذي الذي تفاعل مع النداء الذي أطلقته مع ثلة من المسرحيين فقد أكّد أنّه سيعمل على عقد مؤتمر استثنائي يوم 2 مارس القادم، وأعتقد أنّه علينا اليوم أن نشارك في الهياكل، فسواء أحببنا أم كرهنا، علينا أن نضغط لتغيير الواقع وإلاّ حلّ محلنا من هم ليسوا أهلا لتبليغ شواغل المسرحيين الهواة… على المبدع أن يتحرك على مستوى الهياكل وألا يكتفي بالانتاج والإبداع.. علينا أن ندافع عن أعمالنا فبعض الذين في لجنة الشراءات وانتقاء الأعمال غير مؤهلين للحكم على قيمة الأعمال المسرحية، وإذا لم تتوفر أصوات تدافع عن انتاج المسرحيين الهواة فستعرف مجهوداتهم التهميش والتجاهل.
تٌوّجت أعمالك في أكبر المهرجانات العربية لكنها عانت من التهميش في تونس، لماذا؟
هل تتصورين أنّي لم أعرض ولو مرة أية عمل من أعمالي في المسرح البلدي؟! فالبلدية رفعت يديها عن الإبداع وفتحت أبوابها للأعمال التجارية وللوان مان شو… تجاهلوا أعمالي التي توجت في أكبر المهرجانات العربية… وحتى في المهرجانات المحلية لاحظي أنّ الأعمال والأسماء هي نفسها التي تفتتح كبرى التظاهرات.. مازلنا مع الأسف لا نقدر قيمة العديد من مبدعينا ومن أعمالهم.
بلغنا أنّك بصدد التحضير لعمل جديد، فهل من فكرة عما تخفيه لنا بعد طواسين ومراحيل وضفاير وطن؟
عملي الجديد يحمل عنوان «السقيفة» في إشارة إلى سقيفة بني ساعدة وقد صاغ نصه الكاتب بوكثير دومة كاتب نص علي بن غذاهم وغيره من النصوص القيمة، وسيشارك في العمل كل من علي بنور ومنجي بن ابراهيم وغانم الزرلي وعلاء الدين أيوب وعيسى حراث والبشير الصالحي ومنجي الورفلي والطيب الوسلاتي فضلا عن ثريا بوغانمي وليلى سهلول اللتين ستشاركان في الكوريغرافيا…
وحول أيّ موضوع تتمحور «السقيفة»؟
تطرح المسرحية سؤالا هاما وهو إلى أي مدى يمكن أن تؤثر المصالح الشخصية والمصالح الاقتصادية في تغيير مجرى تأسيس الدولة العميقة منذ فجر الإسلام إلى الآن، وهي استعارة لما وقع بعد وفاة الرسول من تجاذبات من أجل الخلافة وما نعيشه اليوم من تمزق سياسي سببه المصالح الشخصية دون أخذ مصلحة الشعب أو الوطن بعين الاعتبار. ومن المفروض أن ترى «السقيفة» النور خلال شهر سبتمبر 2014.
ماهي انتظارات المبدع حافظ خليفة من وزير الثقافة الجديد مراد الصقلي؟
أعتقد أنّه من المهم أن يجد المبدع نفسه في منصب المسؤولية، بما يسمح بنقل صادق لنبض مشاكل الفنانين وهموهم… أرى أيضا أنّه على مراد الصقلي أن يتعظ من أخطاء الوزير مهدي مبروك الذي يبقى محترما إذ لا ننسى التوازنات الصعبة التي اشتغل في ظلها، وما نطلبه من مراد الصقلي هو التزام الاستقلالية التامة، فالإبداع لا يجب أن يسقط في فخ السياسة… نطالب بأن تكون الوزارة مستقلة عن التيارات الحزبية والتقلبات السياسية وأن تصغي الى هموم المبدع لأنه بحاجة الى حماية أكبر.
حاورته: شيراز بن مراد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق