إستضاف نادي «ناس الديكامرون» الذي تحتضنه دار الثقافة ابن خلدون يوم الجمعة 21 مارس الكاتب التونسي المقيم بألمانيا علي مصباح.. وقد تولى كمال الرياحي المشرف على النادي تقديم الكاتب الذي وصفه بالمترجم الأول للفيلسوف نيتشه في العالم العربي، قائلا: «تبدو العلاقة بين المترجم والفيلسوف حالة صوفية وعشق غائر في العظم متجاوزة حاجة براجماتية لدار نشر وسعيا لنقل كتاب والتخلص منه. إنها حالة من الحلول والاستحضار أشبه باستحضار الأرواح بكل ما تعترض التجربة من مخاطر على النفس والجسد». وعدّد الرياحي اصدارات مصباح ومنها طريق الصحراء (2006) وحارة السفهاء (2013) فضلا عن مجموعة الكتب التي ترجمها لنيتشه من الألمانية إلى العربية ومن ضمنها «هذا هوالإنسان» (2006) و«هكذا تكلم زرادشت» (2007) قبل أن يستدرج الضيف في حوار حول علاقته مع نيتشه والرواية والأدب والرحلة..
حبيت نيتشه ينطق بلغتي، حبيت انطقو بالعربية
ورغم العدد الهائل للكتب التي ترجمها علي مصباح للفيلسوف الألماني نيتشه، فقد اعترف بأنّه ليس نيتشاويا ولا ينبغي له أن يكون كذلك.. وقال مصباح إنّ الكلام عن نيتشه في حدّ ذاته تناقض إذ أنّ هذا الفيلسوف كان يتوجه لتلامذته قائلا: «انفضوا عني ولا تعودوا الا إذا تنكرتم لي».
ووصف مصباح علاقتة بنيتشه بالخاصة «فكأنّنا زوجان كبيران في السن... أهجره في بعض الأحيان وفي أخرى أستعيض عنه بكاتب آخر»... ولتلخيص فكرته قال مصباح: «أسوأ مكافأة للأستاذ هي وفاء التلميذ لأستاذه».
وتحدث علي مصباح عن تجربة الترجمة مع عدد من مؤلفات نيتشه قائلا: «حبيت نيتشه ينطق بلغتي.. حبيت انطقو بالعربية». وذكر أنّ كتاب «الانجيل الخامس» لبيتر سلوتردايك اعجبه وخلّصه من عقدة الخوف ليقدم ترجمة أول عمل لنيتشه، مضيفا أن الترجمة الفرنسية لكتاب «هذا هو الإنسان» لم تكن جيدة وهو ما دفعه إلى الدخول في هذه المغامرة اللغوية، وأمّا عن «هكذا تحدث زرادشت» والذي استغرقت ترجمته 4 سنوات، فذكر أنّ المغامرة أرهقته كثيرا فأحيانا يقف ويرقص جراء متعة الترجمة وأحيانا أخرى يقف على حافة البكاء الى أن يعثر على الكلمة الأمثل لتعريب نيتشه.
ونفى علي مصباح أن يكون نيتشه أصدر كتابا يحمل عنوان «إرادة القوة» مبينا أنّ أخت نيتشه تلاعبت بأجزاء من النصوص لتصدر كتابا يتلاءم مع الإديولوجيا القومية الاشتراكية.
مازلنا نعاني من عاهة «اللحاق بالآخر»
واعتبر الكاتب علي مصباح أنّ الغرب لا يعنيه ان تتطور المجتمعات العربية وأمّا نحن فمازلنا نعاني من عاهة «اللحاق بالآخر» معلقا أنّه ضدّ فكرة اللحاق وأنّنا سنتطور يوم نعيد الاعتبار للإنسان كقيمة في حد ذاته.. ونادى علي مصباح بالاهتمام بالآداب والفنون لكي نبني ذواتنا.. وفي هذا الصدد تساءل الكاتب، عن أهمية الدستور الجديد قائلا إنّه حتى ولو تضمن قوانين تقدمية فما الفائدة منها اذا لم نول الإنسان قيمته الحقيقية...
وأردف مصباح قائلا: «حتى سفاهة الحياة جديرة بأن تؤخذ بعين الاعتبار لأنّ فيها أخذا بعين الاعتبار للإنسان».
يغريني الديناميت ليس لأنّي إرهابي
وبعبارة طريفة عبّر الأديب عن استيائه الشديد ممن يعتدون على اللغة والأدب قائلا: «يغريني الديناميت ليس لأني إرهابي» ومناديا بانشاء محاكم لمحاسبة المعتدين من أشباه مثقفين وكتاب ومترجمين... وفي هذا السياق تدخل آدم فتحي ليقول إنّ نيتشه انتظر «الرحمة المصباحية»، فالمترجم، ـ وفق آدم فتحي ـ هو الذي يجعل النص الذي يترجمه فاعلا في اللغة»، وأضاف أنه من المؤسف ان بعض الكتب القيمة ترجمت من قبل أناس من غير سادة اللغة.
واعترف علي مصباح أنّه ليس مستعدا لمقايضة الأدب بالحياة إذا طلب منه ذلك، فالأدب هو الرئة الثالثة التي يتنفس بها..
القرن 21 هو قرن نيتشه
وردّا على سؤال حول مكانة فكر نيتشه في الوقت الحاضر، ذكر علي مصباح أنّ القرن 21 هو قرن نيتشه بامتياز، فقد نادي بتفكيك الأنظمة الفكرية وبالتنطع وبالتملص من كل السلط والمدارس والمنظومات الفكرية المتأسسة.. داعيا الإنسان لكي يفكر بذاته ومبرزا قيمة الفرد وأهمية استقلاله عن القطيع.. وقال مصباح ليست أفكار نيتشه هي التي يمكن أن تطورنا بل هي منهجيته في التعامل مع المشاكل المطروحة.
وعلّق الكاتب «نحن متأخرون، لا على الغرب، بل على أنفسنا، على القرن الثالث هجري، عن التوحيدي وأبي نواس».
حبيت نيتشه ينطق بلغتي، حبيت انطقو بالعربية
ورغم العدد الهائل للكتب التي ترجمها علي مصباح للفيلسوف الألماني نيتشه، فقد اعترف بأنّه ليس نيتشاويا ولا ينبغي له أن يكون كذلك.. وقال مصباح إنّ الكلام عن نيتشه في حدّ ذاته تناقض إذ أنّ هذا الفيلسوف كان يتوجه لتلامذته قائلا: «انفضوا عني ولا تعودوا الا إذا تنكرتم لي».
ووصف مصباح علاقتة بنيتشه بالخاصة «فكأنّنا زوجان كبيران في السن... أهجره في بعض الأحيان وفي أخرى أستعيض عنه بكاتب آخر»... ولتلخيص فكرته قال مصباح: «أسوأ مكافأة للأستاذ هي وفاء التلميذ لأستاذه».
وتحدث علي مصباح عن تجربة الترجمة مع عدد من مؤلفات نيتشه قائلا: «حبيت نيتشه ينطق بلغتي.. حبيت انطقو بالعربية». وذكر أنّ كتاب «الانجيل الخامس» لبيتر سلوتردايك اعجبه وخلّصه من عقدة الخوف ليقدم ترجمة أول عمل لنيتشه، مضيفا أن الترجمة الفرنسية لكتاب «هذا هو الإنسان» لم تكن جيدة وهو ما دفعه إلى الدخول في هذه المغامرة اللغوية، وأمّا عن «هكذا تحدث زرادشت» والذي استغرقت ترجمته 4 سنوات، فذكر أنّ المغامرة أرهقته كثيرا فأحيانا يقف ويرقص جراء متعة الترجمة وأحيانا أخرى يقف على حافة البكاء الى أن يعثر على الكلمة الأمثل لتعريب نيتشه.
ونفى علي مصباح أن يكون نيتشه أصدر كتابا يحمل عنوان «إرادة القوة» مبينا أنّ أخت نيتشه تلاعبت بأجزاء من النصوص لتصدر كتابا يتلاءم مع الإديولوجيا القومية الاشتراكية.
مازلنا نعاني من عاهة «اللحاق بالآخر»
واعتبر الكاتب علي مصباح أنّ الغرب لا يعنيه ان تتطور المجتمعات العربية وأمّا نحن فمازلنا نعاني من عاهة «اللحاق بالآخر» معلقا أنّه ضدّ فكرة اللحاق وأنّنا سنتطور يوم نعيد الاعتبار للإنسان كقيمة في حد ذاته.. ونادى علي مصباح بالاهتمام بالآداب والفنون لكي نبني ذواتنا.. وفي هذا الصدد تساءل الكاتب، عن أهمية الدستور الجديد قائلا إنّه حتى ولو تضمن قوانين تقدمية فما الفائدة منها اذا لم نول الإنسان قيمته الحقيقية...
وأردف مصباح قائلا: «حتى سفاهة الحياة جديرة بأن تؤخذ بعين الاعتبار لأنّ فيها أخذا بعين الاعتبار للإنسان».
يغريني الديناميت ليس لأنّي إرهابي
وبعبارة طريفة عبّر الأديب عن استيائه الشديد ممن يعتدون على اللغة والأدب قائلا: «يغريني الديناميت ليس لأني إرهابي» ومناديا بانشاء محاكم لمحاسبة المعتدين من أشباه مثقفين وكتاب ومترجمين... وفي هذا السياق تدخل آدم فتحي ليقول إنّ نيتشه انتظر «الرحمة المصباحية»، فالمترجم، ـ وفق آدم فتحي ـ هو الذي يجعل النص الذي يترجمه فاعلا في اللغة»، وأضاف أنه من المؤسف ان بعض الكتب القيمة ترجمت من قبل أناس من غير سادة اللغة.
واعترف علي مصباح أنّه ليس مستعدا لمقايضة الأدب بالحياة إذا طلب منه ذلك، فالأدب هو الرئة الثالثة التي يتنفس بها..
القرن 21 هو قرن نيتشه
وردّا على سؤال حول مكانة فكر نيتشه في الوقت الحاضر، ذكر علي مصباح أنّ القرن 21 هو قرن نيتشه بامتياز، فقد نادي بتفكيك الأنظمة الفكرية وبالتنطع وبالتملص من كل السلط والمدارس والمنظومات الفكرية المتأسسة.. داعيا الإنسان لكي يفكر بذاته ومبرزا قيمة الفرد وأهمية استقلاله عن القطيع.. وقال مصباح ليست أفكار نيتشه هي التي يمكن أن تطورنا بل هي منهجيته في التعامل مع المشاكل المطروحة.
وعلّق الكاتب «نحن متأخرون، لا على الغرب، بل على أنفسنا، على القرن الثالث هجري، عن التوحيدي وأبي نواس».
نحن واقعون في أسر الكذبة وتصديق الكذبة
وعن رواية «حارة السفهاء» التي أصدرها مؤخرا عن دار الجمل للنشر، والتي تدور وقائعها حول سقوط نظام بورقيبة وقصة بن علي مع الحكم، قال مصباح إنّه أراد تفكيك المنظومة التي كانت قائمة بهدف «تطليع خنارها» مبينا أنّنا «واقعون في أسر الكذبة وتصديق الكذبة».. فبن علي، ـ حسب مصباح ـ كان مجرد «باندي» وشخصا تافها وحتى وصف الديكتاتور فلا يستحقه! وبيّن مصباح أنّ أكثر ما أزعجه هم الناس الذين أحاطوا ببن علي و«صنعوه»، ووصف كتاب «حارة السفهاء» بمؤلف «المسخرة على المسخرة».
عوض ان نبكي على الواقع، علينا أن نضحك منه!
وعبّر علي مصباح عن تفاؤله قائلا إنّه عوض أن نبكي على الواقع، علينا أن نضحك منه وإنّ كتاب «حارة السفهاء» يقترح على القارئ أن يقطع جزءا من الطريق لكي يضحك من واقعه...
وقال مصباح إنّه يتضايق من المناحات وممن يرمون المنديل سريعا مضيفا أنّنا «خسرنا المعركة ولم نخسر الحرب».. وأشاد المحاضر بخصال الشعب التونسي قائلا في هذا الصدد: «هذا الشعب طول الوقت ينكت على بن علي... عندنا شعب رهدان، كذاب، منافق، فدلاك وله حس النكتة» وهو ما حمانا، في نظره، من السقوط في فخ الحروب والتقاتل.
في آسيا: الأطفال والنساء يؤثثون المشاهد أكثر من غيرهم...
وفي الجزء الأخير من اللقاء تطرق المترجم الى رحلاته الى آسيا حيث أنّه دأب في السنوات الأخيرة على زيارتها، وقال إنّه أحب مدينة بورما وإنّ أكبر صدمة شعر بها في حياته كانت في مدينة كالكوتا الهندية حيث يحتد الفقر وينام البعض فوق الأشجار وعلى الأرصفة وحيث اشتم لأول مرة في حياته رائحة شواء اللحم الآدمي قبل أن ينثر رماد الموتى في نهر الغانج..
وقال مصباح في صورة توصيفية للمشهد الأسيوي إنّ الأطفال والنساء يؤثثون المشهد اكثر من غيرهم وإنّه يشعر بتقدير كبير للمرأة الآسيوية التي تشتغل في كل المجالات من خضارة وجزارة وهي حاضرة رغم تسلط الرجل.
كما ذكر مصباح أنّ آسيا تعيش على وقع وحدة الأضداد خلافا للعالم الغربي الذي يعيش على وقع صراع الثقافات أي على وقع فلسفتين ورؤيتين مختلفتين للعالم والحياة: واحدة قائمة على وحدة المتناقضات وانتفاء ثنائيات الخير/الشر، السماء/الأرض، الله/الشيطان، ,الأخرى (حضارتنا الغربية) تقوم على الثنائيات ومبدأ صراع المتناقضات
شعرت بالغربة يوم 14 جانفي ويوم اغتيال بلعيد
وحول مفهوم الغربة بالنسبة إلى مصباح وهو الذي يقيم بمدينة برلين الألمانية منذ سنة 1989، أكد أنّه يشعر أحيانا بالغربة قائلا: «حسيت بالغربة نهار 14 جانفي 2011 ونهار اغتيال شكري بلعيد.. شعور فظيع بالغربة».
شيراز بن مراد
وعن رواية «حارة السفهاء» التي أصدرها مؤخرا عن دار الجمل للنشر، والتي تدور وقائعها حول سقوط نظام بورقيبة وقصة بن علي مع الحكم، قال مصباح إنّه أراد تفكيك المنظومة التي كانت قائمة بهدف «تطليع خنارها» مبينا أنّنا «واقعون في أسر الكذبة وتصديق الكذبة».. فبن علي، ـ حسب مصباح ـ كان مجرد «باندي» وشخصا تافها وحتى وصف الديكتاتور فلا يستحقه! وبيّن مصباح أنّ أكثر ما أزعجه هم الناس الذين أحاطوا ببن علي و«صنعوه»، ووصف كتاب «حارة السفهاء» بمؤلف «المسخرة على المسخرة».
عوض ان نبكي على الواقع، علينا أن نضحك منه!
وعبّر علي مصباح عن تفاؤله قائلا إنّه عوض أن نبكي على الواقع، علينا أن نضحك منه وإنّ كتاب «حارة السفهاء» يقترح على القارئ أن يقطع جزءا من الطريق لكي يضحك من واقعه...
وقال مصباح إنّه يتضايق من المناحات وممن يرمون المنديل سريعا مضيفا أنّنا «خسرنا المعركة ولم نخسر الحرب».. وأشاد المحاضر بخصال الشعب التونسي قائلا في هذا الصدد: «هذا الشعب طول الوقت ينكت على بن علي... عندنا شعب رهدان، كذاب، منافق، فدلاك وله حس النكتة» وهو ما حمانا، في نظره، من السقوط في فخ الحروب والتقاتل.
في آسيا: الأطفال والنساء يؤثثون المشاهد أكثر من غيرهم...
وفي الجزء الأخير من اللقاء تطرق المترجم الى رحلاته الى آسيا حيث أنّه دأب في السنوات الأخيرة على زيارتها، وقال إنّه أحب مدينة بورما وإنّ أكبر صدمة شعر بها في حياته كانت في مدينة كالكوتا الهندية حيث يحتد الفقر وينام البعض فوق الأشجار وعلى الأرصفة وحيث اشتم لأول مرة في حياته رائحة شواء اللحم الآدمي قبل أن ينثر رماد الموتى في نهر الغانج..
وقال مصباح في صورة توصيفية للمشهد الأسيوي إنّ الأطفال والنساء يؤثثون المشهد اكثر من غيرهم وإنّه يشعر بتقدير كبير للمرأة الآسيوية التي تشتغل في كل المجالات من خضارة وجزارة وهي حاضرة رغم تسلط الرجل.
كما ذكر مصباح أنّ آسيا تعيش على وقع وحدة الأضداد خلافا للعالم الغربي الذي يعيش على وقع صراع الثقافات أي على وقع فلسفتين ورؤيتين مختلفتين للعالم والحياة: واحدة قائمة على وحدة المتناقضات وانتفاء ثنائيات الخير/الشر، السماء/الأرض، الله/الشيطان، ,الأخرى (حضارتنا الغربية) تقوم على الثنائيات ومبدأ صراع المتناقضات
شعرت بالغربة يوم 14 جانفي ويوم اغتيال بلعيد
وحول مفهوم الغربة بالنسبة إلى مصباح وهو الذي يقيم بمدينة برلين الألمانية منذ سنة 1989، أكد أنّه يشعر أحيانا بالغربة قائلا: «حسيت بالغربة نهار 14 جانفي 2011 ونهار اغتيال شكري بلعيد.. شعور فظيع بالغربة».
شيراز بن مراد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق