من منّا بإمكانه استقراء المستقبل وما ستؤول إليه الأحوال في تونس؟ لا أحد تقريبا، لكن قد نثق بقراءات مفكّرينا ونخبنا الثّقافيّة أكثر من وثوقنا بخطابات زعمائنا السياسيين الذين انشغلوا بتقاسم المناصب والحقائب الوزاريّة أكثر من اهتمامهم بالقضايا المصيريّة التي تشغل الرأي العام.
قد يخطئ مفكّرونا، لكن ينبغي علينا أن نستمع الى طروحاتهم والى آرائهم في ما يخصّ وضع الحريات في البلاد، وكانت تعالت في الفترة الأخيرة عدّة أصوات لتلفت النظر الى خطورة الانفلات الحاصل في بعض المؤسّسات الجامعيّة والى غرابة بعض التصريحات السياسية التي لا تنبئ بخير.. ولنكن أكثر صراحة ومباشرة، لقد دقّ بعض المفكّرين نواقيس الخطر محذّرين من عواقب انتهاك الحرّيات الفرديّة بما يفتح الباب واسعا أمام الظلاميّة وعودة الديكتاتوريّة تحت قناع مغاير..
ولعلّ مردّ ذلك تعدّد التجاوزات في الآونة الأخيرة، اذ هدّد عميد كلّية الآداب بسوسة بالذّبح بسبب رفضه تسجيل طالبة منقّبة، كما هُدّد صاحب قاعة أفريكا بالذبح بسبب عرضه فيلم «لائكيّة ان شاء الله»، وهوجم صاحب قناة «نسمة» في بيته بالمولوتوف بسبب عرض فيلم برسيبوليس، وطردت مديرة إذاعة الزيتونة إقبال الغربي من مكتبها، من قبل جمعية «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» ورغم كل هذه الخروقات، ظلّت الأحزاب ملازمة الصمت..
وفي هذا الصّدد صرّح المفكّر محمد الطالبي بما يلي:«أنا في ظل حكم النهضة صرت أخشى على حياتي فثلاث منظمات سلفية طالبت بقتلي على الفايس بوك، وقالت انّ ذلك مكرمة، يعني هذا انّ كل من يكتب كلمة لا يستسيغها علماء الدين والأوصياء عليه ينفذ فيه حكم الردّة امّا بالمحاكمات أو عن طريق المجموعات السلفيّة، أي سندخل في مرحلة فكريّة ارهابيّة».
أمّا الأستاذ يوسف الصديق، فقد صرّح قائلا:«أنا حزين على بلدي المتجه نحو «طلبنة» المجتمع، انّ البلاد بصدد التراجع عمّا بلغته من تقدّم وانفتاح فكري مقارنة بكثير من المجتمعات العربيّة.. انّ الحزب الذي لا يربّي اتّباعه ليتركهم يمارسون العنف يرتكب جريمة في حقّ المجتمع»..
ومن موقعها كتبت الأستاذة نائلة السليني تعليقا على خطاب الخلافة لحمادي الجبالي قائلة:«ان هذا النّهج في الخطابة الشعبويّة لن يكرّس الاّ الظلامية ولن ينتج الا مجتمعا متخاذلا مستقيلا»..
وردّا على سؤال وجّه إليها، صرحت الدكتورة ألفة يوسف أنّه ليس بوسعها الحكم على المستقبل، لكن الاعتداءات التي حدثت هنا وهناك ضد مديرة اذاعة الزيتونة اقبال الغربي أو أستاذة التربية التشكيلية فاطمة جغام او ما حدث بمعهد الفنون والحرف بالقيروان، كلّها عيّنات من التصرّفات الديكتاتوريّة.. وعابت ألفة يوسف على الأحزاب الماسكة بزمام السلطة عدم تنديدها بما حصل...
مع العلم انّ عدّة مفكّرين وجامعيين وفنانين حذّروا من مغبّة الصمت عن التجاوزات التي تشهدها البلاد والتي قد تمثّل تراجعا حضاريا قد ينسف بالمكتسبات.. فهل أنّ تخوّفات المفكرين والمبدعين في محلّها؟ أم أنّ فضاءات الحرية والحقوق مفتوحة دون قيود أو عسس؟
قد يخطئ مفكّرونا، لكن ينبغي علينا أن نستمع الى طروحاتهم والى آرائهم في ما يخصّ وضع الحريات في البلاد، وكانت تعالت في الفترة الأخيرة عدّة أصوات لتلفت النظر الى خطورة الانفلات الحاصل في بعض المؤسّسات الجامعيّة والى غرابة بعض التصريحات السياسية التي لا تنبئ بخير.. ولنكن أكثر صراحة ومباشرة، لقد دقّ بعض المفكّرين نواقيس الخطر محذّرين من عواقب انتهاك الحرّيات الفرديّة بما يفتح الباب واسعا أمام الظلاميّة وعودة الديكتاتوريّة تحت قناع مغاير..
ولعلّ مردّ ذلك تعدّد التجاوزات في الآونة الأخيرة، اذ هدّد عميد كلّية الآداب بسوسة بالذّبح بسبب رفضه تسجيل طالبة منقّبة، كما هُدّد صاحب قاعة أفريكا بالذبح بسبب عرضه فيلم «لائكيّة ان شاء الله»، وهوجم صاحب قناة «نسمة» في بيته بالمولوتوف بسبب عرض فيلم برسيبوليس، وطردت مديرة إذاعة الزيتونة إقبال الغربي من مكتبها، من قبل جمعية «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» ورغم كل هذه الخروقات، ظلّت الأحزاب ملازمة الصمت..
وفي هذا الصّدد صرّح المفكّر محمد الطالبي بما يلي:«أنا في ظل حكم النهضة صرت أخشى على حياتي فثلاث منظمات سلفية طالبت بقتلي على الفايس بوك، وقالت انّ ذلك مكرمة، يعني هذا انّ كل من يكتب كلمة لا يستسيغها علماء الدين والأوصياء عليه ينفذ فيه حكم الردّة امّا بالمحاكمات أو عن طريق المجموعات السلفيّة، أي سندخل في مرحلة فكريّة ارهابيّة».
أمّا الأستاذ يوسف الصديق، فقد صرّح قائلا:«أنا حزين على بلدي المتجه نحو «طلبنة» المجتمع، انّ البلاد بصدد التراجع عمّا بلغته من تقدّم وانفتاح فكري مقارنة بكثير من المجتمعات العربيّة.. انّ الحزب الذي لا يربّي اتّباعه ليتركهم يمارسون العنف يرتكب جريمة في حقّ المجتمع»..
ومن موقعها كتبت الأستاذة نائلة السليني تعليقا على خطاب الخلافة لحمادي الجبالي قائلة:«ان هذا النّهج في الخطابة الشعبويّة لن يكرّس الاّ الظلامية ولن ينتج الا مجتمعا متخاذلا مستقيلا»..
وردّا على سؤال وجّه إليها، صرحت الدكتورة ألفة يوسف أنّه ليس بوسعها الحكم على المستقبل، لكن الاعتداءات التي حدثت هنا وهناك ضد مديرة اذاعة الزيتونة اقبال الغربي أو أستاذة التربية التشكيلية فاطمة جغام او ما حدث بمعهد الفنون والحرف بالقيروان، كلّها عيّنات من التصرّفات الديكتاتوريّة.. وعابت ألفة يوسف على الأحزاب الماسكة بزمام السلطة عدم تنديدها بما حصل...
مع العلم انّ عدّة مفكّرين وجامعيين وفنانين حذّروا من مغبّة الصمت عن التجاوزات التي تشهدها البلاد والتي قد تمثّل تراجعا حضاريا قد ينسف بالمكتسبات.. فهل أنّ تخوّفات المفكرين والمبدعين في محلّها؟ أم أنّ فضاءات الحرية والحقوق مفتوحة دون قيود أو عسس؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق