الخميس، 15 ديسمبر 2011

نجاح التيارات الإسلامية في عيون صحافيين مصريين

أثارت النتائج الأولية لانتخابات مجلس الشعب المصرية ردود أفعال مختلفة وذلك بعد تصدر حزب «الحرية والعدالة» للإخوان المسلمين الترتيب يليه حزب «النور» السلفي ثمّ الكتلة المصرية في المركز الثالث.
فقد عنونت صحيفة الشروق المصرية مقالها الرئيسي الصادر بتاريخ يوم 1 ديسمبر «الإخوان يدقون طبول النصر» بالنظر الى النسبة التي حققتها حركة الإخوان المسلمين والتي ناهـــزت 40 ٪ من جملة الأصوات وجاء العنوان الرئيسي لصحيفة الأهرام بتاريخ 8 ديسمبر كالآتي: «الإسلاميون يكتسحون الفردي».
المجتمع أصدرأحكامه
وعلّق الكاتب الصحفي فهمي الهويدي بأنّ «المجتمع أصدر حكمه» وانتقد في الوقت نفسه الإعلام المصري الذي شبهه «بسرادق العزاء التي اجتمع فيها خلق من المثقفين والسياسيين الذين ظلوا يتبادلون العزاء ويلطمون الخدود ويشقون الجيوب وينعون الثورة التي سرقت دماء الشهداء والتي راحت هدرا وحلم الدولة المدنية الذي تبدد أو كاد».
ولم يخف فهمي الهويدي المحسوب على الإسلاميين «ارتياحه» لفشل أحد النّواب السلفيين حيث علّق قائلا «لا أخفي شعورا بالارتياح إزاء سقوط ممثل الدعوة السلفية عبد المنعم الشحات، وهو من غلاة السلفيين الذين لم يكفوا عن تخويف الناس بالإساءة إلى الدين والدنيا» وأضاف أنّ المجتمع عاقب الرجل بالإعراض عن التطرف والانحياز الى الاعتدال...
الإسلاميون لا يصلحون للحكم
وقد كان المفكر والصحفي حسنين هيكل صرّح لقناة الجزيرة نهاية شهر أكتوبر أنّ الديمقراطية لا تستقيم في دولة إلاّ بوجود طرفين: اليسار واليمين الذي يمثله التيار الديني مشيرا إلى أنّه بالرغم من تدين الشعب المصري فإنّ مصر لا يمكن أن تحكم من منظور ديني ولا يصلح أن تحكمها سلطة مثل الإخوان المسلمين.
الإخوان المسلمون سيتعاملون بحنكة
أمّا الإعلامي حمدي قنديل فقد ذكر في برنامجه «قلم رصاص» الذى يعرض على قناة «التحرير» تعليقا على مخاوف البعض من نتائج الانتخابات وسيطرة التيار الإسلامي عليها ومن أن تتحول الدولة إلى دولة دينية يحكمها رجال الدين قائلا: «يجب القبول بنتيجة الانتخابات مهما كانت، فتلك هي الديمقراطية وإن كانت لصالح الإسلامي، وأنا لست متخوفا، بل إنّي متفائل وأرى أن السلفيين مع الاحتكاك والممارسة سوف يطورون من أسلوبهم إلى مواقف أكثر اعتدالا.  وأعتقد أنّ الإخوان المسلمين، من منطلق خبرتهم السياسية، ستكون لديهم عقلانية ستجعلهم يتعاملون بحنكة دون الصدام مع التيارات الإسلامية الأخرى ولا الليبرالية ولا حتى المجلس العسكري».
هذا ليس برلمان الثورة
أمّا الصحفي إبراهيم عيسى رئيس تحرير صحيفة «التحرير»، فقد عنون أحد مقالاته: «نعم لحكومة الإخوان.. وفورا» وجاء فيه أنّه من حق الإخوان المسلمين تشكيل حكومتهم طبقا للنتائج التي حققوها، لكنّه أكّد في الوقت نفسه أنّ الانتخابات يشوبها البطلان لما شهدته من فوضى قانونية ومسخرة وسط صمت وتواطؤ الجميع من أجل تمرير الانتخابات. واعتبر ابراهيم عيسى أنّ البرلمان الذي ستفرزه العملية الانتخابية لايمكن أن يحمل لقب «برلمان الثورة» لأنّ الثوار الذين قاموا بثورة 25 جانفي لم يتحوّلوا إلى سياسيين بين ليلة وضحاها ولم يتمكنوا من الترشح في ظرف أشهر قليلة.
وأضاف: «برلمان الثورة هو الذي يفوز فيه بالأغلبية حزب الثورة، أمّا أن يفوز فريق أو فريقان قفز أحدهما على الثورة، ولم ير فيها إلاّ التخلص من جهاز بوليسي كان يملك أسراره وخفايا تمويله (يقصد الإخوان) والآخر حزب كاره للثورة ومكفر بها وبأصحابها (يقصد السلفيين)، ثم في انتهازية لا تليق بالاتقياء قرّر أن يركب مركبها حتى يفرقها في بحر الظلمات من التشدد والغلو، فهذا لن يكون برلمانا للثورة ولو حلف لنا على المصحف».
لا لاحتكار التيار الإسلامي للسلطة
أمّا مصطفى بكري رئيس تحرير صحيفة «الأسبوع» فقد حذّر من اندلاع ثورة جديدة في حال احتكار التيار الإسلامي للسلطة مشيرا إلى أنّ النسب التي حصل عليها الإسلاميون لم تكن متوقعة وعلى هذا التيار أن يثبت للشعب أنّه مختلف عن الحزب الوطني المنحل في ممارساته السياسية.. وقال إنّ يقظة الشعب هي الحامية لمستقبله.
محنة الإسلاميين
أمّا الكاتب والمنسق العام لحركة «كفاية» عبد الحليم قنديل فقد كتب مقالا  أردفه بالعنوان التالي: «محنة الإسلاميين» وذكر فيه أنّ «التيارات الإسلامية خاطبت بؤس المجتمع كجمعية خيريّة كما خاطبت يأس المجتمع كجمعية دينية»، وأضاف أنّ الجماعات الإخوانية تنتظرها «محنة الحكم وربّما لا ينجحون فيها إلاّ إذا تحوّلوا إلى شيء آخر تماما». أما بخصوص السلفيين، فقد كتب أنّهم «يبدون في حالة بدائية وصحراويّة تماما، أفكارهم تخاصم العصر بالجملة وآراؤهم تثير العجب والفزع من نوع منع نشر صور مرشحاتهم أو ستر الأهرامات والآثار ببطانيات».
مفاجأة السلفيين
وذكر الكاتب والمحلل السياسي عمر الشوبكي في صحيفة «المصري اليوم» أنّه بينما توقع كثيرون تقدّم الإخوان المسلمين في الانتخابات فإنهم لم يتوقعوا تقدّم السلفيين. وعزا الشوبكي فشل التيارات المدنية الى عدد من العوامل ومنها النظام الانتخابي وتشتت التيارات المدنية وعدم قدرتها على التواصل مع بسطاء الناس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق