الأربعاء، 12 سبتمبر 2012

قريبا في المسارح التونسية: لطفي عاشور يسترجع صفحات سوداء من حكم بن علي

أنيسة داود تتوسط جوهر الباسطي والمخرج لطفي عاشور
ما الذي يجمع الرّئيس السّابق بن علي بـ«ماكبت» بطل احدى أشهر روايات الرّوائي البريطاني شكسبير؟ هل هو جنون السلطة أم قوتهما القمعيّة أم الاثنين معا؟
من القواسم المشتركة التي تجمع بين هاتين الشخصيتين اللتين عرفتا بحكمهما الاستبدادي، استلهم المخرج لطفي عاشور عملا مسرحيّا يروي صفحات سوداء من حكم بن علي يحمل عنوان «ليلى وبن: قصّة دموية» قدّم عرضه الأول خلال «مهرجان شكسبير الدولي» الذي التأم بلندن على هامش الألعاب الأولمبية على أن يعرض انطلاقا من الشهر القادم بالمسارح التونسيّة.

وقد لاقت المسرحية اهتمام عديد الناقدين ومنهم ابراهيم درويش الذي كتب بصحيفة القدس العربي مقالا تحليليا جاء فيه: «قارب لطفي عاشور بين ديكتاتور تونس ـ زين العابدين بن علي ـ وبين ديكتاتور شكسبير الاسكتلندي ـ ماكبث ـ وهي مقاربة مشروعة من ناحية إعادة إحياء الشخصية التاريخية وقراءتها في ثوب معاصر وإخراجها من السياق الذي ولدت ونشأت فيه، فرمزية الطغيان واحدة وما يجمع بين ماكبث شكسبير وماكبث العالم العربي كثير».
ويذكر أنّ مهرجان شكسبير يحتفي سنويا بأعمال تخلد نصوص صاحب مقولة: «أكون أو لا أكون، هذا هو السؤال» وأشهر الروايات البريطانية على غرار «الملك لير» و«هاملت» و«روميو وجوليات» وينجزها مخرجون أجانب تكون مشاربهم الثقافيّة متعدّدة، وفي هذا السياق تمّ دعوة المخرج لطفي عاشور ليقدّم رؤيته المسرحيّة لأحد نصوص شكسبير ويشاركه في هذا العمل عدد من الممثّلين على غرار أنيسة داود (في دور ليلى الطرابلسي) وجوهر الباسطي (في دور بن علي) ومنصف العجنقي ونعمان حمدة..
ويقول لطفي عاشور انّ قصة الملك الاسكتلندي «ماكبت» تقترب من التاريخ التونسي المعاصر لما فيها من محاكاة لرغبة حكامنا في الانفراد بالحكم وفي التسلط ومن تجاهل لتطلّعات الشّعوب.. وهو ما دفعه لتقديم عمل مسرحي وموسيقي ووثائقي حاول فيه ابراز علاقة العالم العربي المرضية بالحكم وكذلك التطلّع إلى رسم نموذج مجتمعي مختلف نادى به شباب تونس والقاهرة ودمشق والمنامة..


شيراز بن مراد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق