الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

الفنانة التشكيلية نادية الجلاصي: «هــل أصبحنا نعيش في بلد يحاكم فيه الفنان عن نواياه؟»

من اليمين الى اليسار: عبد الرحمان البجاوي- نبيل جمور- عمر الغدامسي- نادية الجلاصي
 استمع قاضي التحقيق رقم2 بالمحكمة الابتدائيّة بتونس منذ أيّام للفنّانة التشكيلية والأستاذة الجامعية نادية الجلاصي على خلفية مشاركتها في معرض العبدلية الذي التأم خلال شهر جوان المنقضي.. وأحيلت الأستاذة الجلاصي على المحاكمة طبقا للفصل 121 ثالثا من المجلة الجزائيّة بتهمة نشر مواد من شأنها تعكير صفو النظام العام..
ونظرا لخطورة الموضوع ـ اي ان يحاكم فنان او مبدع من أجل أعماله الفنّية بما يذكرنا بمحاكم التفتيش وبقمع حرية الابداع ـ نظمت نقابة مهن الفنون التشكيلية ندوة ندّدت فيها بمحاكمة الفنانين نادية الجلاصي ومحمد بن سلامة كما استنكر عدد من الحاضرين التتبّعات القضائيّة والاعتداءات التي استهدفت الفنّانين في الآونة الأخيرة..


عمر الغدامسي: «المعركة لا تقتصر على الفنّانين»
في البداية، عبّر رئيس نقابة مهن الفنون التشكيليّة عمر الغدامسي عن استياءه من هذه المحاكمات التي تأتي ـ في نظره ـ في اطار مناخ من الترهيب الفكري يسعى لفرض نمط مجتمعي ظلامي ومنغلق مضيفا انّ المعركة التي تعيشها تونس اليوم لا تقتصر على الفنّانين وحدهم بل هي معركة مجتمع برمّته. ولئن رحّب عمر الغدامسي بالبيان التنديدي الذي أصدرته وزارة الثقافة في ما يخصّ محاكمة الفنانين، اعتبر ذلك غير كاف وطالبها بأن تقوم بخطوات عملية تساند حرّية التعبير.


الفنانة والأستاذة نادية الجلاصي: «مازلت مصدومة من أسئلة قاضي التحقيق»
بإحباط واضح، روت الفنانة التشكيلية نادية الجلاصي حيثيات ما عاشته موخّرا مع القضاء التونسي، فبعد ان تمّ استدعاءها من قبل الشرطة العدلية بالمرسى، استمع اليها قاضي التحقيق رقم2 واستغربت نادية الجلاصي من مثولها امام التحقيق وهي التي لم يرد اسمها اطلاقا في هذه القضية، ثم تمريرها للقيس وكأنّها مجرمة.. وشدّدت نادية على نقطة هامّة تتعلّق بنوعيّة الأسئلة التي وجّهها لها حاكم التحقيق حيث سألها عن نواياها وعما كانت تقصد بعملها هذا مشيرة إلى أنّها أول مرة في تاريخ تونس يقف فيها فنان أمام قاض ليسأله عن نواياه.. من جهة أخرى، شجبت الفنانة الاعتداءات التي استهدفت عددا من الفنّانين على غرار الصغير أولاد أحمد ورجب المقري والعبدلي محذّرة من تسارع نسقها ومن تداعياتها على حرية الفكر والابداع..


نبيل جمور: هجمة شرسة على الفكر والإعلام
من جهته ندّد نبيل جمور كاتب عام نقابة الثّقافة والإعلام التّابعة لاتحاد الشغل بالهجمة الشّرسة التي يتعرّض لها أهل الفكر والإعلام معتبرا انّ حركة النهضة تقف وراءها وأبرز انه من الخطير جدا ان يسأل فنان عن نواياه.. ودعا من هذا المنطلق المجتمع المدني ليقف يدا واحدة للتصدي لضرب الفكر والحريات ولتكوين تنسيقية تضمّ العاملين في القطاعين الفنّي والإعلامي لمجابهة الاستبداد قائلا:«السلطة الفاشلة أخطر من السلطة الفاشلة لأنّها تقودنا للهاوية»، وتساءل لماذا تحاكم نادية بينما تنعم رؤوس الأموال الفاسدة بالحرية؟


عبد الرحمان البجاوي: «ها قد عدنا للقرون الوسطى»

الموقف نفسه عبّر عنه الفنّان عبد الرحمان البجاوي الذي قال اننا رجعنا بهذه الاعتداءات والمحاكمات الى القرون الوسطى بما يذكرنا بما حصل للطبري والمعرّي وغيرهما.. ولاحظ انه ليس من باب الصدفة ان يتعرض عدد هائل من الفنّانين والمثقفين الى الاعتداءات معتبرا انّ ذلك يدخل في برنامج كبير للحدّ من الحريات.. وطالب بضرورة لمّ الشمل وبوقفة حازمة حتى لا يحاكم الفنّانون بينما يظل الداعون للقتل يصولون ويجولون.


شيراز بن مراد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق