عبّر لنا المخرج سهيل بيوض في لقاء جمعنا به مؤخرا عن استيائه من عدم امكانية عرض فيلمه «ما تتفرجوش فينا» الذي يطرح موضوع استهلاك القنب الهندي أو ما يعرف بالزطلة. وقال بيوض إنه لمن المؤسف حقا أن لا يُعرض الفيلم -الذي سبق له أن قُدّم في مهرجانات سينمائية في إيطاليا وإسبانيا- وأن لا يُفتح نقاش حول مشكلة أساسية يعاني منها 3 مليون تونسي وهي استهلاك الزطلة وقانون 52 المتعلق بعقوبة استهلاك الزطلة.
واستغرب بيوض من ملازمة المسؤولين والنواب الصمت في هذه القضية خاصة أن القانون الذي يجرم الاستهلاك من المفروض أن يعرض قريبا على مجلس النواب. وفي هذا الصدد تساءل بيوض «من هي الاطراف التي تقرّر وتستحوذ على الخطاب وفق مصالحها، لماذا يتواصل الصمت حول تداعيات هذا القانون الذي لم يضع حدّا للاستهلاك بل كان له مفعول عكسي حيث ارتفع معدل استهلاك الزطلة 3 مرّات منذ سنّ القانون عدد 52 سنة 1992».
وقال بيوض إنّ فيلم «ما تتفرجوش فينا» الذي يقدّم شهادات حيّة لمستهلكي الزطلة يهدف الى إثارة النقاش والى فتح أبواب الحوار حول هذه الظاهرة وكيفية التعامل معها فضلا عن علاقة هذا القانون بالهجرة غير الشرعية.
ومن جهة أخرى، ذكر محدثنا أنّ فيلمه يؤكد شيئا هاما وهو أن قانون 52 الذي يحكم بالخوف لم تعد له أيّة فاعلية لا سيما أنّ المشاركين في الفيلم قدموا شهاداتهم بوجود مكشوفة وهو ما يعني أن القانون لم يعد ناجعا في ردع الإستهلاك، فالمجتمع تطور وأساليب تعامل الدولة مع الشعب والشباب يجب أن تتطور هي أيضا.
وختم بيوض حديثه قائلا إنّ قانون 52 المتعلق بعقوبة استهلاك الزطلة أصبح خارج السياق التاريخي والاجتماعي والثوري الذي نعيشه اليوم وأنه على المشرّع أن ينصت الى هموم الناس وأن يسعى لإيجاد أفضل السبل للتعامل معها لا أن يرمي بآلاف الشباب في غياهب السجون مع كلّ ما يمكن أن ينجر عن ذلك من عواقب.
شيراز بن مراد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق