بنفس نسويّ واضح، أصدرت منذ أيام الكاتبة نورة بورصالي كتابا يحمل عنوان:«التناصف في القانون الانتخابي وفي المجتمع وكتابات نسويّة» تطرقت فيه الى الحركة النضالية النسائيّة منذ بدايات القرن الماضي سواء كان ذلك في مصر أو في تونس او في لبنان لتؤكّد على أهمّية إسهامات المرأة في الدّفاع عن حقوقها أو في حركات التحرّر الوطنيّة، وصولا الى إقرار مبدأ التناصف بين الرّجل والمرأة في القوائم الانتخابيّة لانتخابات 23 أكتوبر 2011.
الحراك النسوي ليس وليد اليوم
مناضلات، نقابيات، صحفيات
مجلة الأحوال الشخصية من أبرز مكاسب المرأة التونسية
وبطبيعة الحال تطرّقت الكاتبة الى مجلة الأحوال الشخصيّة وما حفّ بها من تجاذبات وخاصّة ما سبقها من دعوات إلى تحرير المرأة واشراكها في الحياة العامة من قبل عدة وجوه رجالية مثل الطاهر الحداد في تونس وقاسم امين في مصر واحمد فارس الشدياق في لبنان.. وذكرتنا الكاتبة بأن مجلة الأحوال الشخصية ساهم في اعدادها عدد من شيوخ الزيتونة على غرار الفاضل والطاهر بن عاشوروعبد العزيز جعيط.. وأفردت الكاتبة جزءا من كتابها للدور المفصلي الذي لعبه الحبيب بورقيبة في تحرير المرأة التونسية..
مخاوف وتصميم على صيانة حقوق المرأة
وعلى صعيد آخرأشارت نورة بورصالي الى ما إعترى المرأة التونسية من مخاوف على مكاسبها وذلك في فترات مختلفة ومنها بعد تولي بن علي الحكم في نوفمبر 87، ثم سنة 89 خلال الانتخابات التشريعيّة التي نادى خلالها التيار الاسلامي بمراجعة مجلة الأحوال الشخصية، ثم وخاصة بعد فوز النهضة في الانتخابات الأخيرة. وقد شددت الكاتبة على ضرورة صيانة حقوق المرأة قائلة: «يتحتم على تونس اليوم، ان تكون ـ كما كانت في الماضي ـ في مقدّمة البلدن العربية والاسلاميّة على صعيد تحرير المرأة، وكل حيف واقصاء يطال المرأة هو للأسف خيانة قد لا يغفرها التاريخ»..
واجمالا يمكن القول إن نورة البورصالي حوصلت في هذا المؤلف الذي يعج بالتواريخ والشهادات نضال المرأة التونسية منذ بداية القرن الماضي وانخراطها في الحياة الاجتماعيّة والسياسية، فما حققته التونسيات مع مطلع القرن الحالي ليس وليد الصدفة بل هوإمتداد لنضال نسوي -تونسي وعربي- آمن بقدرة المرأة على لعب دور حيوي في المجتمع وأكد جدارتها بالتميّز والعطاء خدمة لمجتمع متوازن وقوي برجاله كما بنسائه..
شيراز بن مراد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق