قدمت القناة الوطنية
الثانية في نشرتها الإخبارية المسائية ليوم الثلاثاء 12 جوان صورا لبعض اللوحات
التي عرضت في "ربيع الفنون" بالمرسى والتي رأى فيها البعض مسّا من
المقدسات..
فلنستعرض هذه اللوحات واحدة بواحدة...
أوّل هذه اللوحات جاء في شكل لوحة بيضاء كتبت عليها عبارة «سبحان الله» بواسطة نمل رُتب الواحدة تلو الأخرى، وقد تسلل النمل من محفظة تلميذ يظهر في أسفل اللوحة... وقد أثارت هذه اللوحة اشمئزاز العديدين حسبما لاحظناه على موقع الفايسبوك، غير أنّ السؤال الذي يطرح نفسه أليس النمل ليس من مخلوقات الله؟ ألم يطلق سبحانه وتعالى اسمه على سورة قرآنية؟ فلنفترض أنّ صاحب هذه اللوحة استعمل أصدافا بحرية أو احجارا نفيسة أو بتلات أزهار، ألم تكن هذه اللوحة لتحظى بإعجاب المشاهدين؟ بصراحة لم أرى أيّة جمالية في هذه اللوحة لكني أعتبر أنه من حق الفنان أن يعبر بالطريقة التي يراها عما يخالجه من أحاسيس وأفكار، كما من حق المشاهد التعبير عن إعجابه أو سخطه بطريقة متحضرة ..
أمّا اللوحة الثانية والتي تجسد واقعة الإسراء والمعراج، فقد كذّب العديد تواجدها في المعرض وشخصيا لم أشاهدها ناهيك أنّ معرض ربيع الفنون احتوى على عدد هائل من الأعمال الفنية قد تقارب 250 أو 300 عمل..
اللوحة الثالثة ليست بلوحة بل هي مشهد يظهر فيه شخص ملتف بلحاف أبيض وهو بصدد التعبد بين ستائر شفافة كتب عليها باللون المذهب آيات قرآنية.. وصراحة لم أجد في هذه اللوحة أي مسّ بالمقدسات بل انبثق منها إحساس بالخشوع والورع الذي نحسّ به كلّما حاولنا التقرب من الله.. ويمكن القول إنّ المشهد جميل جدا ويعبرعن حساسية فنية مرهفة.
آخر هذه اللوحات جاءت في شكل كاريكاتوري وهي عبارة عن رسم لوجه شخص ملتح وقد ثارت ثائرته، فأين الإساءة في هذا الرسم والحال أنه ليس هناك أناس معصومون من النقد بل للفنان حرية التطرق لما يروق له من مواضيع واقعية أو خيالية.
والغريب أنّ القناة الثانية اعتمدت عند تقديمها هذه اللوحات مقطعا من الفايسبوك جاءت فيه تعاليق تشيطن الفنانين الذين قدموا هذه الأعمال وكأنهم هم المسؤولون عن إشاعة الفوضى في حين أن موجة العنف التي تشهدها البلاد انطلقت منذ مدة..
وممّا زاد في استغرابنا هو تبني عدد من النواب في جلسة يوم الثلاثاء المواقف نفسها أي تجريم اللوحات بتهمة المس من المقدسات دون إطلاع على فحواها أو معرفة بأبجديات الفعل الفني.
مؤسف حقا أن تنبري بعض وسائل الإعلام وعدد من النواب في استبلاه المواطنين وفي المزايدة في مواضيع لم يكلفوا أنفسهم عناء التدقيق فيها لكي لا نقول انهم يجهلونها تماما.. سؤال أطرحه أن أختم: كم من مرة زار نوابنا المحترمون متحفا أو معرضا أو رواقا فنيا في حياتهم؟ لا أخفي عليكم ان جهلهم بالثقافة وبالفنون بدا واضحا على سماتهم كمن يشاهد البحر لأول مرة في حياته، فيظن انه مستنقع ضخم يخفي المصائب والشرور.
فلنستعرض هذه اللوحات واحدة بواحدة...
أوّل هذه اللوحات جاء في شكل لوحة بيضاء كتبت عليها عبارة «سبحان الله» بواسطة نمل رُتب الواحدة تلو الأخرى، وقد تسلل النمل من محفظة تلميذ يظهر في أسفل اللوحة... وقد أثارت هذه اللوحة اشمئزاز العديدين حسبما لاحظناه على موقع الفايسبوك، غير أنّ السؤال الذي يطرح نفسه أليس النمل ليس من مخلوقات الله؟ ألم يطلق سبحانه وتعالى اسمه على سورة قرآنية؟ فلنفترض أنّ صاحب هذه اللوحة استعمل أصدافا بحرية أو احجارا نفيسة أو بتلات أزهار، ألم تكن هذه اللوحة لتحظى بإعجاب المشاهدين؟ بصراحة لم أرى أيّة جمالية في هذه اللوحة لكني أعتبر أنه من حق الفنان أن يعبر بالطريقة التي يراها عما يخالجه من أحاسيس وأفكار، كما من حق المشاهد التعبير عن إعجابه أو سخطه بطريقة متحضرة ..
أمّا اللوحة الثانية والتي تجسد واقعة الإسراء والمعراج، فقد كذّب العديد تواجدها في المعرض وشخصيا لم أشاهدها ناهيك أنّ معرض ربيع الفنون احتوى على عدد هائل من الأعمال الفنية قد تقارب 250 أو 300 عمل..
اللوحة الثالثة ليست بلوحة بل هي مشهد يظهر فيه شخص ملتف بلحاف أبيض وهو بصدد التعبد بين ستائر شفافة كتب عليها باللون المذهب آيات قرآنية.. وصراحة لم أجد في هذه اللوحة أي مسّ بالمقدسات بل انبثق منها إحساس بالخشوع والورع الذي نحسّ به كلّما حاولنا التقرب من الله.. ويمكن القول إنّ المشهد جميل جدا ويعبرعن حساسية فنية مرهفة.
آخر هذه اللوحات جاءت في شكل كاريكاتوري وهي عبارة عن رسم لوجه شخص ملتح وقد ثارت ثائرته، فأين الإساءة في هذا الرسم والحال أنه ليس هناك أناس معصومون من النقد بل للفنان حرية التطرق لما يروق له من مواضيع واقعية أو خيالية.
والغريب أنّ القناة الثانية اعتمدت عند تقديمها هذه اللوحات مقطعا من الفايسبوك جاءت فيه تعاليق تشيطن الفنانين الذين قدموا هذه الأعمال وكأنهم هم المسؤولون عن إشاعة الفوضى في حين أن موجة العنف التي تشهدها البلاد انطلقت منذ مدة..
وممّا زاد في استغرابنا هو تبني عدد من النواب في جلسة يوم الثلاثاء المواقف نفسها أي تجريم اللوحات بتهمة المس من المقدسات دون إطلاع على فحواها أو معرفة بأبجديات الفعل الفني.
مؤسف حقا أن تنبري بعض وسائل الإعلام وعدد من النواب في استبلاه المواطنين وفي المزايدة في مواضيع لم يكلفوا أنفسهم عناء التدقيق فيها لكي لا نقول انهم يجهلونها تماما.. سؤال أطرحه أن أختم: كم من مرة زار نوابنا المحترمون متحفا أو معرضا أو رواقا فنيا في حياتهم؟ لا أخفي عليكم ان جهلهم بالثقافة وبالفنون بدا واضحا على سماتهم كمن يشاهد البحر لأول مرة في حياته، فيظن انه مستنقع ضخم يخفي المصائب والشرور.
شيراز بن مراد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق