صدر منذ أيام مؤلف قيّم سهرت على إعداده الأستاذة الجامعية والكاتبة
الصحفية نورة بورصالي، يحمل عنوان «بورقيبة وامتحان الديمقراطية».. وقد
تطرقت فيه للانحرافات السياسية التي شهدها المسار الديمقراطي التونسي إبّان
الاستقلال وبالتحديد في الفترة الفاصلة بين سنتي 1956 و1963.
ولإيضاح الصورة على المستوى التاريخي، قسمت نورة بورصالي كتابها إلى خمسة محاور تضمن كل واحد منها مجموعة من الشهادات الرسائل والصور النادرة.. قدمتها المؤلفة بطريقة مبسطةولافتة للانتباه تستفز القارئ للتفاعل مع حيثيات أحداث جدّت منذ 50 سنة خلت.. فمن نضال الفلاقة إلى انتخابات المجلس التأسيسي (25 مارس 1956) إلى محاولة هيمنة الحزب الدستوري الجديد على وسائل الإعلام والسلط القضائية مرورا باضطهاد اليوسفيين، وصولا إلى الانقلاب الذي حاولت مجموعة لزهر الشرايطي تنفيذه في شهر ديسمبر 1962.
وقد وصفت نورة البورصالي السنوات الثماني الأولى من حكم الزعيم الحبيب بورقيبة بـ«الديمقراطية التسلطيّة» موعزة الانحراف الذي شهدته الديمقراطية الوليدة إلى عدّة عوامل لعلّ أهمّها سعي «حزب بورقيبة» للهيمنة والتغلغل في أغلب النقابات والجمعيات الوطنية، إلى جانب مصادرة حريّة الإعلام بعد أن أصبح بورقيبة يعتقد أنّ حريّة التعبير والنقد يمكن أن تهدّد لحمة الوطن وتؤدي إلى انهيار الدولة.. وفي هذا السياق منعت عدّة صحف من الصدور على غرار جرائد الحزب الشيوعي («الطليعة» و«منبر التقدم») في ديسمبر 1962 ثمّ جريدة «لاكسيون» التي كان يديرها بشير بن يحمد..
ومن العوامل الأخرى التي زاغت بالديمقراطية عن مسارها الطبيعي ذكرت نورة البورصالي تصفية المعارضين اليوسفيين وعلى رأسهم المناضل صالح بن يوسف الذي اغتيل في ألمانيا يوم 14 أوت 1961، وتعرّض المشاركين في انقلاب 62 إلى محاكمات ظالمة دجن فيها القضاء لخدمة أغراض سياسية بحتة ومنع الحزب الشيوعي التونسي من النشاط في جانفي 1963وملاحقة مناضليه. ولم تغفل نورة البورصالي على إبراز جانب آخر وهو فخ «تأليه الشخصية» الذي سقط فيه بورقيبة..
ومن بين الشهادات التاريخية التي تضمنها الكتاب، ما جاء على لسان المناضل عبد القادر بن يشرط الذي حكم عليه بـ20 سنة أشغالا شاقة لمساهمته في الإعداد لانقلاب 62 وما جاء كذلك على لساني المناضل الشيوعي جورج عدّة والمناضل اليساري نورالدين بن خذر وغيرهما ممن ذاقوا ويلات نظام بورقيبة.
بعيدا عن منطق النقد الفضفاض، يعتبر مؤلف نورة بورصالي وثيقة تاريخية أبرزت المنزلق الذي سقطت فيه الديمقراطية البورقيبية والتي أدت الى سيطرة الحزب الواحد والرّجل الواحد والرأي الواحد.. وممّا يشدّ الانتباه في هذا الكتاب هو الجانب الإنساني الذي ركزت عليه الكاتبة ـ من خلال الشهادات والرسائل والحوارات ـ لتروي شيئا من ذاكرة الجسد والتحدي والقهر.
ولإيضاح الصورة على المستوى التاريخي، قسمت نورة بورصالي كتابها إلى خمسة محاور تضمن كل واحد منها مجموعة من الشهادات الرسائل والصور النادرة.. قدمتها المؤلفة بطريقة مبسطةولافتة للانتباه تستفز القارئ للتفاعل مع حيثيات أحداث جدّت منذ 50 سنة خلت.. فمن نضال الفلاقة إلى انتخابات المجلس التأسيسي (25 مارس 1956) إلى محاولة هيمنة الحزب الدستوري الجديد على وسائل الإعلام والسلط القضائية مرورا باضطهاد اليوسفيين، وصولا إلى الانقلاب الذي حاولت مجموعة لزهر الشرايطي تنفيذه في شهر ديسمبر 1962.
وقد وصفت نورة البورصالي السنوات الثماني الأولى من حكم الزعيم الحبيب بورقيبة بـ«الديمقراطية التسلطيّة» موعزة الانحراف الذي شهدته الديمقراطية الوليدة إلى عدّة عوامل لعلّ أهمّها سعي «حزب بورقيبة» للهيمنة والتغلغل في أغلب النقابات والجمعيات الوطنية، إلى جانب مصادرة حريّة الإعلام بعد أن أصبح بورقيبة يعتقد أنّ حريّة التعبير والنقد يمكن أن تهدّد لحمة الوطن وتؤدي إلى انهيار الدولة.. وفي هذا السياق منعت عدّة صحف من الصدور على غرار جرائد الحزب الشيوعي («الطليعة» و«منبر التقدم») في ديسمبر 1962 ثمّ جريدة «لاكسيون» التي كان يديرها بشير بن يحمد..
ومن العوامل الأخرى التي زاغت بالديمقراطية عن مسارها الطبيعي ذكرت نورة البورصالي تصفية المعارضين اليوسفيين وعلى رأسهم المناضل صالح بن يوسف الذي اغتيل في ألمانيا يوم 14 أوت 1961، وتعرّض المشاركين في انقلاب 62 إلى محاكمات ظالمة دجن فيها القضاء لخدمة أغراض سياسية بحتة ومنع الحزب الشيوعي التونسي من النشاط في جانفي 1963وملاحقة مناضليه. ولم تغفل نورة البورصالي على إبراز جانب آخر وهو فخ «تأليه الشخصية» الذي سقط فيه بورقيبة..
ومن بين الشهادات التاريخية التي تضمنها الكتاب، ما جاء على لسان المناضل عبد القادر بن يشرط الذي حكم عليه بـ20 سنة أشغالا شاقة لمساهمته في الإعداد لانقلاب 62 وما جاء كذلك على لساني المناضل الشيوعي جورج عدّة والمناضل اليساري نورالدين بن خذر وغيرهما ممن ذاقوا ويلات نظام بورقيبة.
بعيدا عن منطق النقد الفضفاض، يعتبر مؤلف نورة بورصالي وثيقة تاريخية أبرزت المنزلق الذي سقطت فيه الديمقراطية البورقيبية والتي أدت الى سيطرة الحزب الواحد والرّجل الواحد والرأي الواحد.. وممّا يشدّ الانتباه في هذا الكتاب هو الجانب الإنساني الذي ركزت عليه الكاتبة ـ من خلال الشهادات والرسائل والحوارات ـ لتروي شيئا من ذاكرة الجسد والتحدي والقهر.
- شيراز بن مراد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق