السبت، 18 أغسطس 2012

الشاعر آدم فتحي: «ضرب حقوق المرأة هو عين الثورة المضادة»

ممّا أثلج صدورنا في المسيرة التي انتظمت يوم 13 أوت احتفاء بالعيد الوطني للمرأة هو الحضور الرجالي المدير للرقاب حيث سار مئات منهم -إن لم نقل آلافا ـ جنبا إلى جنب مع النساء معبرين بذلك عن مساندتهم وتضامنهم مع المرأة وانتصارهم لمسألة المساواة بين الجنسين وضرورة حماية حقوق المرأة التونسية التي أضحت مهددة أكثر من أي وقت مضى.
ومن بين الذين لا يؤمنون بـأحقية «تسرديك» الرجل على المرأة لأنّها بدرجة أولى أخت وأم وبنت وصديقة وزوجة من حقها أن تتمتع بما يتمتع به الذكور من حقوق، نذكر الشاعر الملهم آدم فتحي الذي آزر المرأة التونسية بحماسة فائقة معتبرا أنّ حرية المرأة وكرامتها هي المحك الحقيقي لكافة مكوّنات المجتمع، فإمّا نجحنا فيه وإلا صرنا مجتمعا أعرج.


معركة حقوق المرأة معركة جوهرية
وذكر آدم فتحي في مستهل حديثه أنّ معركة حقوق المرأة هي جزء من المعركة الجوهرية التي تعيشها تونس اليوم، فالمرأة كانت منذ الاستقلال شريكا في بناء الدولة الحديثة ومن غير المعقول أن تحاول بعض الأطراف الآن أن تهيمن بطرق ملتوية على واحد من أهم أهداف الثورة وهو الحرية وأن تضع لهذه الحرية قيودا تفرغها من فحواها وأن تنقلب على حرية المرأة وحقوقها وأن تعيد النظر في حرية المعتقد والتفكير والإعلام.. وهو ما يرى فيه آدم فتحي «عين العودة إلى مربع الاستبداد وعين الردة وهو ما يعني أيضا الثورة المضادة»، ولذلك نادى فتحي بضرورة التزام اليقظة والنضال من أجل الحفاظ على مكاسب المرأة وكذلك تطويرها قائلا: «الآن، الآن وليس غدا كما تقول فيروز, يجب أن تخرج المرأة للتعبير عن رفضها المس من حقوقها، والغريب أنّي أرى بعض النسوة في المجلس التأسيسي لا يدافعن عن حرية المرأة!».


هناك محاولة للزحف على حقوق المرأة
ويواصل كاتب كلمات قصيد «هيلا هيلا يا مطر» موضحا: «إنّها لحظات حاسمة ومصيرية والمفروض أن تكون هناك تعبئة أكبر وأقوى، فحرية المرأة وكرامتها هي الامتحان الحقيقي لنا وللآخرين ويقصد الماسكين بزمام الحكم.. وبنبرات لا تخلو من حنق يقول: «شخصيا أرى في الاعتداء على حرية المرأة وحقوقها إهانة للإنسان
، أفلا تمثل 50٪ من المجتمع، فما معنى أن يعتبرها البعض «مكملة» أي فرعا لأصل؟ نعرف جيدا ويعرفون هم -أيضا- جيّدا ان النصوص القانونية ليست بالنوايا بل بالأعمال.. والأعمال أثبتت لنا الى حد الآن أن هناك محاولة للزحف على حقوقنا بما فيها حقوق المرأة وتراخيا في ما يخص الهيئة العليا للإنتخابات ومكرا في ما يتعلق بإستقلالية القضاء، وهو ما لن نصمت عنه».

المعركة ستكون طويلة
ولأنّ اللوحة السوداء لا تقتصر على المس من حقوق المرأة، فقد حوصل آدم فتحي رأيه كما يلي: «المعركة ستكون طويلة ولكن قد يقصر مداها وقد تذهب للنتائج الجيدة التي نرجوها إذا تمت التعبئة كما يلي وإذا ما انخرط الناس في عملية المواطنة وهي عملية الدفاع عن مصيرهم خاصة أنّ على طريقنا مواعيد انتخابية حاسمة.. يجب على الذين يمتنعون عن التصويت والمتقاعسين عن العملية الانتخابية ان يفهموا أن مصيرهم ومصير ابنائهم رهين مشاركتهم وحسن اختيارهم لمن يمثلهم
».

شيراز بن مراد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق