الباب الرئيسي لمنزل المِِؤرخ أحمد ابن أبي الضياف |
كما تتميّز المدينة العربي إلى جانب أنهجها التجارية وفضاءاتها الثّقافية (النادي الثقافي الطاهر حداد، نادي بئر الأحجار، الخ) بكنوز معمارية تتمثّل في مبان سكنية آية في الجمال رُمّم بعضها في حين تداعى البعض الآخر للسّقوط..
وللتحسيس بهذا الإرث المعماري والانساني، نظّمت جمعية «المدينة والربطين» التي ترأسها السيدة سندس بلحسن «خرجة» تجسّدت في عرض صور نادرة التقطت في بعض الدّيار العربي، تلتها زيارة لإقامات كائنة بنهج الديوان ونهج القبي ونهج بن نجمة ونهج ابن أبي الضياف..
ونعترف بأنّ مالكي هذه الإقامات حافظوا على الطابع المعماري الأصيل لهذه المساكن وما يميّزها من نقوش خشبية وجليز يكسو الجدران بألوان قزحيّة وأعمدة مرمرية وأبواب ذات بصمة خصوصيّة وشرفات ذات نمط معماري تقليدي (قنارية).
ومن المنازل التي شدّت انتباهنا منزل المؤرّخ والمصلح التونسي أحمد بن أبي الضياف (1803 ـ 1874) صاحب كتاب «اتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهد الأمان»، وهي على ملك السيد يوسف فرحات أحد أعضاء الجمعية.. وللأمانة فإنّ الإقامة بحاجة الى ترميم عاجل خاصّة انّ أغلب بلاطها والجليز الذي يكسو الجدران تآكل وتهرّأ بفعل الزمن والإهمال.. ويبدو انّ بلدية تونس رفضت مدّ مالكها برخصة بناء بما يمكنه من احداث الترميمات الضرورية على هذا «المعلم» الذي يذكرنا بشخصية فريدة من تاريخ تونس، فهل يستعيد منزل أحمد ابن أبي الضياف سالف بريقه أم يدخل هو كذلك طيّ النسيان؟ انّ المدينة العربي ليست مجرد بناءات ومعالم بل هي تختزل روحا تاريخيّة وطريقة عيش، كما كانت شاهدة على حياة عديد الشخصيات التونسيّة على غرار الشيخ الفاضل بن عاشور والفنّان علي الرياحي وعلي الدوعاجي والمونولوجيست صالح الخميسي وغيرهم كثير، وهو ما تحاول جمعية «المدينة والربطين» التحسيس به بهدف المحافظة علىثروة معماريّة وحضاريّة من العبث أن يستهان بها..
وحتى نعطي لقيصر ما يستحقّ، نشير إلى أنّ صاحب هذه المبادرة القيّمة ليس سوى المهندس أحمد الزاوش الذي حرص على دعوة البعض إلى اكتشاف كنوز معمارية تكاد تكون محجوبة ومجهولة لدى العديد منّا..
شيراز بن مراد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق