الخميس، 16 أغسطس 2012

في فضاء «لرتيستو»: نجيب خلف الله ووجدي قاجي يستفزّان الحياة!

فتح فضاء «لرتيستو» ـ الذي يديره الفنان الشاب غازي الزغباني ـ أبوابه خلال شهر رمضان لاحتضان عدد من العروض الفنية، انطلقت ببثّ شريط سينمائي للمخرج الناصر خمير وتواصلت بجملة من الأعمال المسرحية والموسيقية، إضافة إلى سهرة احتفت بالرّقص المعاصر شارك فيها كل من الراقصين نجيب خلف الله ووجدي قاجي اللذين استفزا الحياة كلّ على طريقته..

«فالصو» لنجيب خلف الله: رقص في عمق الحيرة الوجودية

في وقت وجيز جدا، تطرّق الفنان ومصمّم الكوريغرافيا نجيب خلف الله الى تيمة هامّة وهي أيّ معنى لوجودنا على هذه الأرض.. فماذا نمثل نحن هذه الكائنات الصّغيرة في هذا الكون الكبير، وكيف لنا ان نضفي نكهة ومذاقا لعبورنا في هذه الحياة؟
بحركات حائرة مختلة استدرجنا نجيب خلف الله إلى عمق حيرته الوجودية بحثا عن شعاع أمل يمنح وجوده معنى، فتراه تارة يراقص وشاحا أحمر وطورا يعزف على آلة ساكسوفون ليراقص من ثمّة فستانا لامرأة افتراضية.. اثر ذلك يرتدي خلف الله زي ملاكم وكأنّ الحياة حلبة صراعات متواصلة فيقف في مربع ضوئي مواجها ما يتسنّى مواجهته، لتنتهي المسرحية بلوحة مميّزة تماهى فيها الراقص مع بدائية الإنسان وحسّه الغريزي داقّا نواقيس صراع متجدّد في زخم الحياة. وتجدرالإشارة الى الاختيارات الموسيقية كانت في تناسق تام مع مضمون اللوحات الراقصة بل وزادتها عمقا وروحا فلسفيّة تدفع المشاهد إلى الحيرة والتساؤل...



«سكات» لوجدي قاجي: مصيرنا بين أيدينا، فلنقرره نحن
من عجلة دراجة هوائية طالما دفعها عندما كان طفلا انطلقت الرحلة.. رحلة الفنّان الشاب وجدي قاجي الذي ظلّ يقتفي في عرض «سكات» أثر عجلته الحديدية, فروّضها ثم شاكسها ثم اعترض طريقها ثم قاطعها ثم حبسها ثم رمى بها بعيدا لترسم مشهدا في غاية الجمال... وهكذا شحن وجدي عالمه البسيط بما حمله جراب الطفولة من ألعاب وأحلام.
أمّا في الجزء الثاني من العرض فقد ارتدى وجدي ملابس الدراويش الراقصين وأهدى برقصته الدائرية المتفرجين مشهديّة فائقة الرمزية.. لقد استوقفنا دورانه الأبيض الذي يخطف الأبصار ويسمو بالذات بعيدا عن ماديات الحياة.. غير انّ الدوران ينقطع ما ان يقرّر الراقص وضع حدّ لحركته وكأن بفناننا يقول انّ مصيرنا بأدينا فلنقرّره نحن.



شيراز بن مراد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق