من الأعمال الفنّية ما يستوقفك لقدرته على نقل اللحظة الراهنة بما فيها من خصوصيات..
وفي المدة الأخيرة سنحت لنا فرصة زيارة معرض «سياسيّات» الذي يقام بالمركز الوطني للفنون الحيّة بمشاركة ثلة من الفنانين (نضال الشامخ وايمان شتوان وفخري الغزال وماهر قناوي واسماعيل وابراهيم ماطوس وعاطف معطا الله) اجتمعوا حول محور «السياسة»، فعبّر كل منهم عمّا يخالج داخله من أحاسيس ورؤى للوضع الحالي.
فهذه الفنّانة ايمان شتوان «أنجبت» رضيعا مشوّه الخلقة على رأسه تاج في ايحاء للديمقراطية التونسية الوليدة التي مازالت لم تكتمل بعد لكنها تجرأت على وضع تاج من ذهب على رأسها متناسية انّ البناء الديمقراطي يتطلب ردحا من الزمن ولا ينبغي المسارعة بتتويجه..
وهذا ابراهيم ماطوس يرسم ثلاث جماجم (تحمل اسم «راس مشوشط») في اشارة الى الحالة التي أصبح عليها عديد التونسيين بعد أن «احترقت» اذهانهم بالتفكير في حالة البلاد.. وأما عاطف معطا الله فقد رسم لوحة تظهر فيها حبات الثلج وهي تتساقط على أحد المواطنين تعبيرا عن حالة الانكماش والبرود التي تمرّ بها البلاد في انتظار شمس قد تأتي بأشعّتها الدافئة المشرقة..
وذاك نضال الشّامخ يقدم رسوما جاءت معبّرة بمضمونها الرمزي المتعلق بالشهداء وبسياسيينا الجدد، وقد شدّنا بالخصوص رسمه الرّابع الذي عرض فيه نظرته لفصول الدستور, فالفصل الأول يتعلق بطريقة استعمال «الماتراك»، بينما يستعرض الفصل الثاني مكوّنات بندقية رشاشة، ويتمثل الفاصل الثالث في نتفة شعر يبدو أنّ أحدهم اقتلعها من رأسه بعد أن ضاق ذرعه بالتأخير الحاصل في صياغة الدستور, ونأتي الى الفصل الرّابعة وهو بمثابة عظام فخذ فقدت شحمها ولحمها بعد ان غلت المعيشة وأضحت بعض الخضر مادّة كمالية لا يقدر عليها البسطاء.. الى غيرها من اللوحات المميزة والمعبّرة عن رؤية ناقدة للوضع السياسي بالبلاد..
ـ معرض «سياسيّات» يتواصل بالمركز الوطني للفنون الحيّة الى غاية يوم 10 جوان.
وفي المدة الأخيرة سنحت لنا فرصة زيارة معرض «سياسيّات» الذي يقام بالمركز الوطني للفنون الحيّة بمشاركة ثلة من الفنانين (نضال الشامخ وايمان شتوان وفخري الغزال وماهر قناوي واسماعيل وابراهيم ماطوس وعاطف معطا الله) اجتمعوا حول محور «السياسة»، فعبّر كل منهم عمّا يخالج داخله من أحاسيس ورؤى للوضع الحالي.
فهذه الفنّانة ايمان شتوان «أنجبت» رضيعا مشوّه الخلقة على رأسه تاج في ايحاء للديمقراطية التونسية الوليدة التي مازالت لم تكتمل بعد لكنها تجرأت على وضع تاج من ذهب على رأسها متناسية انّ البناء الديمقراطي يتطلب ردحا من الزمن ولا ينبغي المسارعة بتتويجه..
وهذا ابراهيم ماطوس يرسم ثلاث جماجم (تحمل اسم «راس مشوشط») في اشارة الى الحالة التي أصبح عليها عديد التونسيين بعد أن «احترقت» اذهانهم بالتفكير في حالة البلاد.. وأما عاطف معطا الله فقد رسم لوحة تظهر فيها حبات الثلج وهي تتساقط على أحد المواطنين تعبيرا عن حالة الانكماش والبرود التي تمرّ بها البلاد في انتظار شمس قد تأتي بأشعّتها الدافئة المشرقة..
وذاك نضال الشّامخ يقدم رسوما جاءت معبّرة بمضمونها الرمزي المتعلق بالشهداء وبسياسيينا الجدد، وقد شدّنا بالخصوص رسمه الرّابع الذي عرض فيه نظرته لفصول الدستور, فالفصل الأول يتعلق بطريقة استعمال «الماتراك»، بينما يستعرض الفصل الثاني مكوّنات بندقية رشاشة، ويتمثل الفاصل الثالث في نتفة شعر يبدو أنّ أحدهم اقتلعها من رأسه بعد أن ضاق ذرعه بالتأخير الحاصل في صياغة الدستور, ونأتي الى الفصل الرّابعة وهو بمثابة عظام فخذ فقدت شحمها ولحمها بعد ان غلت المعيشة وأضحت بعض الخضر مادّة كمالية لا يقدر عليها البسطاء.. الى غيرها من اللوحات المميزة والمعبّرة عن رؤية ناقدة للوضع السياسي بالبلاد..
ـ معرض «سياسيّات» يتواصل بالمركز الوطني للفنون الحيّة الى غاية يوم 10 جوان.
شيراز بن مراد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق