الخميس، 3 مايو 2012

«الحرب القادمة في تونس» لسيريل كراي: مقترحات للقضاء على البطالة والتهميش

منذ حوالي 8 أشهر أصدر المستشار الشاب سيريل كراي مؤلفا اعتبره بمثابة «اعلان حرب» ضد البطالة والتهميش اللذين يعاني منها قرابة مليوني تونسي.. وفي مؤلفه هذا قدم سيريل كراي مجموعة من المقترحات العملية للقطع مع الامراض التي أنهكت تونس..
ولعل أبرز انطباع يخلفه هذا الاصدار الذي يعج بالافكار القيمة، هو اقتناع بأننا حدنا عن تلبية مطالب الثورة وبتنا غارقين في مشاكل ثانوية وفي مواجهات نحن في غنى عنها.. فعوض تجنيد كل طاقاتنا لمحاربة ـ والكلمة للكاتب سيريل كراي ـ المعضلات التي تؤرق الشعب التونسي صرنا نستنزف قواتنا (حكومة ومعارضة ومجتمعا مدنيا) في تجاذبات
لن تنفع التنمية ولا الرقي ولا ضمان العيش الكريم للمواطنين.. وتجدر الاشارة إلى أن كتاب «الحرب القادمة في تونس» تضمن قرابة 100 مقترح تراوحت ما بين الاقتصادي وإصلاح المنظومة التعليمية والإدارة وغيرها..
وقد استنجد سيريل كراي بخبرته على المستوى الدولي (اشتغل بالبرازيل وبعدد آخر من البلدان) ليقدم مقاربة اعتمد فيها على مواطن قوة تونس وضعفها على مستوى القدرة التنافسية والكفاءات المتوفرة والموقع الجغرافي والتراكم الحضاري.. ومن بين ما اقترحه الكاتب الترفيع في تصدير الخدمات (offshoring) وتطوير النسيج الجمعياتي الذي يوفر في بعض البلدان ٪10 من مواطن الشغل ورد الاعتبار للتكوين المهني وللشعب التقنية والقضاء على البيروقراطية وتشبيب الادارة التونسية.. كما نادى كراي بتطوير المنظومة التعليمية مشيرا إلى أن أحسن جامعة تونسية تحتل المرتبة 6719 في ترتيب شنغاي وأمّا أسفل السلم فتحتله جامعة جندوبة (المرتبة 8887).. من جهة أخرى أكد الكاتب على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه المرأة التونسية بعد أن أثبتت قدرتها على التميّز والانتاج وكذلك النضال..
وبالنسبة الى الملف السياسي، حذّر سيريل كراي من النظام البرلماني الذي يذكر بنازية هتلر وفاشية موسيليني، مقترحا الاقتداء بالنموذج البرازيلي الذي يعتمد الفصل بين السلطات و يعطي استقلالية كبيرة للجهات ويتم فيه انتخاب الرئيس بطريقة مباشرة من قبل الشعب وكذلك البرلمان الذي بإمكانه إقالة الرئيس..
«الحرب القادمة في تونس» مؤلف يزخر بالأفكار المميّزة والرؤى المتفردة التي تبحث عن مصلحة تونس وشعبها بعيدا عن التجاذبات الضيقة والعقليات المبتورة..

شيراز بن مراد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق