مازال الغموض -إلى غاية اليوم- يكتنف إقدام ثلاثة من مستشاري الرئيس المنصف
المرزوقي على انتقاد الحكومة الحالية ووصف وزرائها بغير الأكفاء.. فهل
تحدثوا بإسم الرئيس أسير الصلاحيات المحدودة أم إنّهم عبّروا عن آراء شخصية لا تلزم سواهم؟
ويذكر أنّ الناطق الرسمي بإسم رئاسة الجمهورية عدنان منصر كان بادر بنشر مقال على موقع نواة الالكتروني تحت عنوان "حتى لا تحفر الحكومة قبرها وقبر الثورة" وجه فيه سهام نقده إلى الحكومة قائلا: "في موقف شديد التغابي يغفلون أنّ كل ما يرون ويواجهون من مشاكل إنّما هو شبكة مترابطة من المصالح لا يمكن تدميرها إلاّ بكسر نواتها, ونواتها الصلبة هم مجرمو العهد السابق الذين يطلق القضاة النزهاء جدا سراحهم زرافات ووحدانا".. ثم يصف منصر أحد الوزراء الأكثر نفوذا في الحكومة ـ والعبارة له ـ بـ"المتخوّف من أيّة خطوة لطرد مسؤولين فاسدين".. كما يعتبر أنّ طريقة تفكير بعض من هم في الحكم بخصوص مجرمي العهد السابق "مصيبة", إذ يرى هذا المستشار"أنّ نجاح الثورة مرتبط ارتباطا وثيقا بإزاحة كاملة لمجرمي العهد السابق من الحياة العامة ولو أدى ذلك إلى بعض الظلم".
أمّا المستشار الإقتصادي شوقي عبيد, فقد نشر مقالا على صفحته في الفايسبوك انتقد فيه بدوره حكومة حمادي الجبالي قائلا "إنّها تتقدّم ببطء شديد" وعزا ذلك إلى "غياب مخطط عمل لتأهيل القطاع البنكي وعجز الميزانية التكميلية للدولة عن طمأنة العاطلين عن العمل وتشجيع الاستثمار الخاص".. ودعا عبيد إلى تشكيل فريق حكومي كفء وناجع أو الاستقالة فورا وتقليص عدد الوزارات إلى 13 وزارة والاستغناء عن 15 كتابة دولة معتبرا أنّ الحكومة الحالية تفتقر الى الكفاءة وخص بالذكر وزراء وجب تعويضهم ومن بينهم الشخاري وبالطيب والديماسي... كما طالب عبيد بإقالة محافظ البنك المركزي وتعويضه بآخر يكون "إطارا ساميا نزيها ومستقلا"..
وبعد منصر وعبيد، نشر المستشار أيوب المسعودي على موقعه الشخصي على الشبكة العنكبوتية مقالا عبر فيه عن شكوكه في قدرات الحكومة متساءلا "عما إذا كانت النخب الجديدة التي أتت بها الثورة في تونس إلى سدّة الحكم ستعيد انتاج أخطاء وعيوب أسلافها... في استنساخ لمنوال تنموي فاشل لفظته البلاد والعباد"؟
ولاحظ أيوب المسعودي ـ وهو مستشار إعلامي ـ أنّ الترويكا أمام خيارين اثنين: "إمّا أن تلعب دورها كحكومة ثورية وإمّا أن تفوّت هذا النسق الثوري وتفوّت فرصة دخولها الى التاريخ".. وفي هذا اعتراف ضمني بأنّ الحكومة لم توفق في إرضاء مطالب الجماهير التي أتت بها الى الحكم.
ومن ناحية أخرى طالب المسعودي بإقالة محافظ البنك المركزي و"تعيين خليفة له مشهود له بالكفاءة وخاصة بالولاء للوطن لا غير" ذاكرا أنّ "البنك المركزي أصبح الممثل المحلي للمصالح الرأسمالية (صندوق النقد الدولي والبنك الدولي) التي تحوم حول تونس الثورة كالنسور".
وهكذا يتضح أنّ عددا من مستشاري منصف المرزوقي غير راضين عن أداء حكومة حمادي الجبالي معتبرين إيّاها حكومة غير ثوريّة ولم تستجب لمتطلبات الثورة سواء كان ذلك على مستوى محاسبة الفاسدين أو على مستوى المبادرات الاقتصادية.
ومن حق الملاحظ أن يتساءل هل تكون كل هذه المواقف والآراء للمنصف المرزوقي نفسه وقد إرتأى بحكم موقعه وانتمائه للحلف الثلاثي تسريبها عبر قنواته الخاصة وهم بعض مستشاريه, أم أن ما نشر إنما يعبرعن مواقف شخصية هدفها الضغط على حكومة تسير في ضبابية مطلقة ولم تعد قادرة على رؤية اتجاه إبرة بوصلتها؟
ويذكر أنّ الناطق الرسمي بإسم رئاسة الجمهورية عدنان منصر كان بادر بنشر مقال على موقع نواة الالكتروني تحت عنوان "حتى لا تحفر الحكومة قبرها وقبر الثورة" وجه فيه سهام نقده إلى الحكومة قائلا: "في موقف شديد التغابي يغفلون أنّ كل ما يرون ويواجهون من مشاكل إنّما هو شبكة مترابطة من المصالح لا يمكن تدميرها إلاّ بكسر نواتها, ونواتها الصلبة هم مجرمو العهد السابق الذين يطلق القضاة النزهاء جدا سراحهم زرافات ووحدانا".. ثم يصف منصر أحد الوزراء الأكثر نفوذا في الحكومة ـ والعبارة له ـ بـ"المتخوّف من أيّة خطوة لطرد مسؤولين فاسدين".. كما يعتبر أنّ طريقة تفكير بعض من هم في الحكم بخصوص مجرمي العهد السابق "مصيبة", إذ يرى هذا المستشار"أنّ نجاح الثورة مرتبط ارتباطا وثيقا بإزاحة كاملة لمجرمي العهد السابق من الحياة العامة ولو أدى ذلك إلى بعض الظلم".
أمّا المستشار الإقتصادي شوقي عبيد, فقد نشر مقالا على صفحته في الفايسبوك انتقد فيه بدوره حكومة حمادي الجبالي قائلا "إنّها تتقدّم ببطء شديد" وعزا ذلك إلى "غياب مخطط عمل لتأهيل القطاع البنكي وعجز الميزانية التكميلية للدولة عن طمأنة العاطلين عن العمل وتشجيع الاستثمار الخاص".. ودعا عبيد إلى تشكيل فريق حكومي كفء وناجع أو الاستقالة فورا وتقليص عدد الوزارات إلى 13 وزارة والاستغناء عن 15 كتابة دولة معتبرا أنّ الحكومة الحالية تفتقر الى الكفاءة وخص بالذكر وزراء وجب تعويضهم ومن بينهم الشخاري وبالطيب والديماسي... كما طالب عبيد بإقالة محافظ البنك المركزي وتعويضه بآخر يكون "إطارا ساميا نزيها ومستقلا"..
وبعد منصر وعبيد، نشر المستشار أيوب المسعودي على موقعه الشخصي على الشبكة العنكبوتية مقالا عبر فيه عن شكوكه في قدرات الحكومة متساءلا "عما إذا كانت النخب الجديدة التي أتت بها الثورة في تونس إلى سدّة الحكم ستعيد انتاج أخطاء وعيوب أسلافها... في استنساخ لمنوال تنموي فاشل لفظته البلاد والعباد"؟
ولاحظ أيوب المسعودي ـ وهو مستشار إعلامي ـ أنّ الترويكا أمام خيارين اثنين: "إمّا أن تلعب دورها كحكومة ثورية وإمّا أن تفوّت هذا النسق الثوري وتفوّت فرصة دخولها الى التاريخ".. وفي هذا اعتراف ضمني بأنّ الحكومة لم توفق في إرضاء مطالب الجماهير التي أتت بها الى الحكم.
ومن ناحية أخرى طالب المسعودي بإقالة محافظ البنك المركزي و"تعيين خليفة له مشهود له بالكفاءة وخاصة بالولاء للوطن لا غير" ذاكرا أنّ "البنك المركزي أصبح الممثل المحلي للمصالح الرأسمالية (صندوق النقد الدولي والبنك الدولي) التي تحوم حول تونس الثورة كالنسور".
وهكذا يتضح أنّ عددا من مستشاري منصف المرزوقي غير راضين عن أداء حكومة حمادي الجبالي معتبرين إيّاها حكومة غير ثوريّة ولم تستجب لمتطلبات الثورة سواء كان ذلك على مستوى محاسبة الفاسدين أو على مستوى المبادرات الاقتصادية.
ومن حق الملاحظ أن يتساءل هل تكون كل هذه المواقف والآراء للمنصف المرزوقي نفسه وقد إرتأى بحكم موقعه وانتمائه للحلف الثلاثي تسريبها عبر قنواته الخاصة وهم بعض مستشاريه, أم أن ما نشر إنما يعبرعن مواقف شخصية هدفها الضغط على حكومة تسير في ضبابية مطلقة ولم تعد قادرة على رؤية اتجاه إبرة بوصلتها؟
شيراز بن مراد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق