سيذكر التاريخ حتما أنّ نساء تونس شاركن على قدم من المساواة في نضال
أبناء هذا الوطن ضدّ كل أنواع الظلم والاضطهاد.. ولأنّ الذاكرة تطلب من
يحفظها من التلاشي والنسيان فقد أبت المخرجة سنية الشامخي إلاّ أن تساهم في
هذا المجهود من خلال إنجاز فيلم يوّثق لنضال بعض النسوة، لا كلّهن طبعا،
وقد افتتح شريطها «مناضلات» يوم الإربعاء 25 أفريل الدورة السابعة لمهرجان
الفيلم الوثائقي..
جاء «مناضلات» في شكل باقة تفتحت ورودها على مجموعة من النساء اللاتي عرفن بنضالهن أيّام الحديد والنّار على غرار المحاميات راضية نصراوي وبشرى بلحاج حميدة وسعيدة قراش والقاضية روضة القرافي، فضلا عن عدد آخر من النساء الناشطات في المجتمع المدني على غرار سهام بن سدرين ولطيفة لخضر وليلى الزغيدي وبسمة السوداني، ومن السياسيات كسعاد عبد الرحيم (النهضة) وخديجة بلحسين (القطب).
وقد أحسسنا أنّ سنية الشامخي أرادت أن يكون فيلمها بمثابة الغمزة لهؤلاء النسوة اللاتي ساهمن، كل من موقعها، في المسار الانتقالي التي تمرّ به تونس بعد الثورة، فهذه شاركت في الانتخابات كرئيسة قائمة، وهذه كانت عضوا في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والأخرى ساهمت في تحسيس عامة الناس بأهميّة التصويت... وهي أدوار هامة لعبتها المرأة التونسية حتى لو لم تتمكن من حوز نصف مقاعد المجلس التأسيسي وهي التي تمثل نسبـة 50 ٪ من تركيبة مجتمعنا.
ولئن توفقت المخرجة في تقديم عمل فني مميز فإنّ اللوم أو النقد الذي يمكن أن نوّجهه إليها يتعلّق بعدم تحديدها بصفة دقيقة لموضوع الفيلم، فهل أرادت تسليط الضوء على المشاركات في الانتخابات أو كل المناضلات؟
ونعتقد أنه كان من الأجدى تحديد الهدف حتى لا تظلم أي من هؤلاء النسوة اللائي شرفن تونس بمواقفهن وبانخراطهنّ في الشأن العام.. وفي هذا الصّدد عبرت القاضية روضة قرافي عن خيبتها من الشريط الذي لم يعكس نضال القاضيات التونسيات اللاتي كن عرضة للقمع وللتشريد ولتدمير العائلات، ويمكن الجزم بأنّ القاضيات التونسيات اللاتي ناضلن صلب جمعية القضاة ـ والتي تمّ الانقلاب على شرعيتها سنة 2005 ـ يستحققن فيلما ينقل أوجه كفاحهن في حقبة النظام السابق.
كما انتظرنا أن تكون من بين «المناضلات» وجوه أخرى عرفت بمساهمتهن في الحراك الذي عاشته البلاد إلى حدّ الآن مثل السياسية مية الجريبي أو القاضية كلثوم كنو أو الشابة كوثر العياري أو المسرحية جليلة بكار أو الناشطة زينب فرحات وغيرهن عديدات..
وبغض النظر عن هذه الملاحظات، يمكن القول إنّ الفيلم توّفق في نقل جانب من الحراك النسوي السياسي الذي ساهمت فيه أسماء عديدة رغم قلة الخبرة ومحدودية الإمكانيات وطغيان العقلية الذكورية على المجتمع. وهو حراك يجب أن نعي به وأن تعي به الأجيال القادمة.. فمن ميزات تونس المكانة التي تحظى بها المرأة في المجتمع، مرأة ناضجة وواعية وجديّة، يُكن لها الاحترام والتقدير بالنظر إلى تضحياتها داخل بيتها وخارجه من أجل إنشاء أجيال متوازنة مع نفسها ومنسجمة مع محيطها.
ورغم فشل عدد من النسوة في الانتخابات فإنّ أجمل ما قالته بعض منهن إنّ النضال متواصل وإنّ التيارات الرجعية ستنهزم.
«مناضلات» كان بمثابة تحية سخية لكل التونسيات ـ حتى لو لم يظهرن في الشريط ـ اللاتي آمنّ بدورهنّ المجتمعي وانخرطن في الحراك الذي شهدته البلاد.. بلاد تحب بناتها كما أبناءها لأنّ توازنها نابع من حضورهن وحضورهم يدا في يد أمام كل التحديات.
جاء «مناضلات» في شكل باقة تفتحت ورودها على مجموعة من النساء اللاتي عرفن بنضالهن أيّام الحديد والنّار على غرار المحاميات راضية نصراوي وبشرى بلحاج حميدة وسعيدة قراش والقاضية روضة القرافي، فضلا عن عدد آخر من النساء الناشطات في المجتمع المدني على غرار سهام بن سدرين ولطيفة لخضر وليلى الزغيدي وبسمة السوداني، ومن السياسيات كسعاد عبد الرحيم (النهضة) وخديجة بلحسين (القطب).
وقد أحسسنا أنّ سنية الشامخي أرادت أن يكون فيلمها بمثابة الغمزة لهؤلاء النسوة اللاتي ساهمن، كل من موقعها، في المسار الانتقالي التي تمرّ به تونس بعد الثورة، فهذه شاركت في الانتخابات كرئيسة قائمة، وهذه كانت عضوا في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والأخرى ساهمت في تحسيس عامة الناس بأهميّة التصويت... وهي أدوار هامة لعبتها المرأة التونسية حتى لو لم تتمكن من حوز نصف مقاعد المجلس التأسيسي وهي التي تمثل نسبـة 50 ٪ من تركيبة مجتمعنا.
ولئن توفقت المخرجة في تقديم عمل فني مميز فإنّ اللوم أو النقد الذي يمكن أن نوّجهه إليها يتعلّق بعدم تحديدها بصفة دقيقة لموضوع الفيلم، فهل أرادت تسليط الضوء على المشاركات في الانتخابات أو كل المناضلات؟
ونعتقد أنه كان من الأجدى تحديد الهدف حتى لا تظلم أي من هؤلاء النسوة اللائي شرفن تونس بمواقفهن وبانخراطهنّ في الشأن العام.. وفي هذا الصّدد عبرت القاضية روضة قرافي عن خيبتها من الشريط الذي لم يعكس نضال القاضيات التونسيات اللاتي كن عرضة للقمع وللتشريد ولتدمير العائلات، ويمكن الجزم بأنّ القاضيات التونسيات اللاتي ناضلن صلب جمعية القضاة ـ والتي تمّ الانقلاب على شرعيتها سنة 2005 ـ يستحققن فيلما ينقل أوجه كفاحهن في حقبة النظام السابق.
كما انتظرنا أن تكون من بين «المناضلات» وجوه أخرى عرفت بمساهمتهن في الحراك الذي عاشته البلاد إلى حدّ الآن مثل السياسية مية الجريبي أو القاضية كلثوم كنو أو الشابة كوثر العياري أو المسرحية جليلة بكار أو الناشطة زينب فرحات وغيرهن عديدات..
وبغض النظر عن هذه الملاحظات، يمكن القول إنّ الفيلم توّفق في نقل جانب من الحراك النسوي السياسي الذي ساهمت فيه أسماء عديدة رغم قلة الخبرة ومحدودية الإمكانيات وطغيان العقلية الذكورية على المجتمع. وهو حراك يجب أن نعي به وأن تعي به الأجيال القادمة.. فمن ميزات تونس المكانة التي تحظى بها المرأة في المجتمع، مرأة ناضجة وواعية وجديّة، يُكن لها الاحترام والتقدير بالنظر إلى تضحياتها داخل بيتها وخارجه من أجل إنشاء أجيال متوازنة مع نفسها ومنسجمة مع محيطها.
ورغم فشل عدد من النسوة في الانتخابات فإنّ أجمل ما قالته بعض منهن إنّ النضال متواصل وإنّ التيارات الرجعية ستنهزم.
«مناضلات» كان بمثابة تحية سخية لكل التونسيات ـ حتى لو لم يظهرن في الشريط ـ اللاتي آمنّ بدورهنّ المجتمعي وانخرطن في الحراك الذي شهدته البلاد.. بلاد تحب بناتها كما أبناءها لأنّ توازنها نابع من حضورهن وحضورهم يدا في يد أمام كل التحديات.
- شيراز بن مراد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق