الخميس، 3 مايو 2012

حـاتـم بالطاهر شهــيـد الكرامة

لو كانت الكلمات تقدر على اختزال أوصاف الشهيد حاتم بالطاهر فستقول إنّه رجل عشق الصحراء وقدّس العلم والمعرفة وأحبّ عائلته وأصدقاءه... تلك هي الصورة التي خلفها في ذهننا فيلم «حاتم بالطاهر شهيد الكرامة» الذي أخرجه الفنان صالح الجدي وقدمه منذ أيّام في مهرجان الأفلام الوثائقية، وقد صرّح الجدي أنّه أراد من خلال فيلمه تكريم رجالات التعليم في نضالهم اليومي وكفاحهم في تنشئة أجيال المستقبل.
وتعددت في هذا الشريط الوثائقي الشهادات التي نقلت شيئا من طيبة وجدية المهندس في الإعلامية حاتم بالطاهر الذي وافاة الأجل يوم 12 جانفي 2011 بمدينة دوز بعدما أصيب بطلقة نارية عندما كان بصدد المشاركة في مظاهرة احتجاجية جابت شوارع عروس الصحراء خلال الثورة التونسية.. ويذكر أنّ حاتم بالطاهر كان مستقرا بفرنسا حيث يدرّس الإعلامية بجامعة كومبيان غير أنّ الأقدار شاءت أن يعود إلى أرض الوطن ليقضي أياما بين أهله وذويه ولتغادر روحه العالم السفلي من مسقط رأسه والتربة التي أحبها وبقي وفيا لها.
وتحدث عدد من أفراد عائلته على غرار أخته فاطمة وأخويه فاضل ومبروك فضلا عن زوجته بتأثر عن الجانب الإنساني للشهيد حاتم بالطاهر حيث كان يعطي أهمية قصوى للروابط العائلية.. ثمّ انتقل المخرج صالح الجدي بكاميراه إلى أصدقاء حاتم بالطاهر على غرار فتحي يحياوي ومنهم إلى زملائه بجامعة كومبيان الفرنسية الذين عددوا خصاله ومناقبه ممّا يؤكد قيمته العلمية وفداحة الخسارة البحثية بالنسبة للمجال الذي اختص فيه.
وإضافة إلى الجانب الوثائقي الذي اعتمد عليه الشريط في استرجاع صور من الماضي الغير البعيد، استعان المخرج بتقنية سينمائية نفخت الروح في بعض المشاهد كتلك التي يظهر فيها حاتم بالطاهر وهو بصدد التجول في الصحراء أو بصدد التخيم مع جمع من أصدقاءه على تلك الأراضي الولادة والزاخرة بالكرام والعطاء والإنسانية.
وقد أهدى صالح الجدي الفيلم إلى ندى وحاتم (ولد بعد أشهر من وفاة والده) ابني الفقيد الذين وإن لم يتمكنا من معايشة والدهما فإنّهما سيكبران في ظلّ صورة أب يعلوها نور حب الوطن ونور التضحية ونور العلم.

شيراز بن مراد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق