اتصلت منذ أيّام بأحد الأصدقاء
لأستفسره حول موضوع ما، لكنه بمجرد أن رفع سمّاعة هاتفه اشترط عليّ أن أحدّثه
في أيّ موضوع ما عدا السياسة! فوجئت بشرطه الغريب بعد أن أصبحنا نصحو
وننام على أخبار السياسة وبعد أن أضحت المادّة السياسية حديث الخبير وحتى الجاهل بالشأن السياسي..
سألته عن دوافع موقفه هذا، فأكد لي أنّ عدّة عوامل أدت به الى مقاطعة الأخبار السياسيّة ومنها انقسام المجتمع ـ بعد أن تعرّفنا على نتائج انتخابات 23 أكتوبر 2011 ـ الى صنفين صنف محافظ ومتديّن صوّت لحركة النهضة وصنف تحرّري وتقدّمي صوّت لأحزاب المعارضة, وهكذا أصبح كل طرف يعادي الآخر ولا يعترف بحقّه في الاختلاف وكأنّ هناك ناسا أفضل من ناس.. ثم نسينا أو بالاحرى تناسينا مشاكلنا ومطالب الثورة لنغلب انتماءنا الحزبي ولنرفع رايات وهميّة لن تنفع أي طرف منّا..
ويواصل محدّثي كلامه قائلا: "أمّا العامل الثاني الذي نفّرني من السياسة فهو محاولة بعض قياديي حزب النهضة ـ عن وعي أو دون وعي ـ الهيمنة على الشأن العام سواء كان ذلك في المجلس التأسيسي أو في بعض المرافق الإداريّة من ولايات ومعتمديات ومؤسسات عمومية حتى بتنا متخوّفين من إعادة افراز آليات النظام القديم الذي كان يحكم قبضته على كل مفاصل الدولة".
وبعد النهضة، وجّه محدّثي سهامه الى المعارضة فقال: "أمّا المعارضة فحدث ولا حرج، كنّا قبل الثورة نعرف الضّعوظات والتضييقات التي تمارس عليها، أمّا اليوم وبعد أن زالت العراقيل، أين هي؟ ولماذا لم تنزل إلى الميدان؟ والأدهى من ذلك أنّها لم تستخلص العبرة من فشلها في الانتخابات الفارطة بل هي مستمرة في التشتّت والانقسام ارضاء لنرجسية بعض قيادييها"..
وأضاف صديقنا المحبط: "لن أبالغ ان قلت لك انّ دمي يصبح يغلي كماء المرجل كلّما تابعت برنامجا حواريا يتراشق فيه الحاضرون بالتهم متناسين أنّنا في حالة بناء وانّ الهدم والتنافر لن ينفعانا ولن يعينانا على ترميم انهيارات الماضي وتشييد بناءات المستقبل". وجدت محدّثي محقّا في تحليله، فلا الحكومة ولا المعارضة تحلتا بنظرة متعقّلة وحكيمة بل ان كل منهما ماض في اخطاء الماضي القريب وكأنّه لا يحقّ لنا كونسيين أن ننعم بممارسة سياسة سليمة تختلف فيها الآراء دون تعصّب ولا تصادم.
سألته عن دوافع موقفه هذا، فأكد لي أنّ عدّة عوامل أدت به الى مقاطعة الأخبار السياسيّة ومنها انقسام المجتمع ـ بعد أن تعرّفنا على نتائج انتخابات 23 أكتوبر 2011 ـ الى صنفين صنف محافظ ومتديّن صوّت لحركة النهضة وصنف تحرّري وتقدّمي صوّت لأحزاب المعارضة, وهكذا أصبح كل طرف يعادي الآخر ولا يعترف بحقّه في الاختلاف وكأنّ هناك ناسا أفضل من ناس.. ثم نسينا أو بالاحرى تناسينا مشاكلنا ومطالب الثورة لنغلب انتماءنا الحزبي ولنرفع رايات وهميّة لن تنفع أي طرف منّا..
ويواصل محدّثي كلامه قائلا: "أمّا العامل الثاني الذي نفّرني من السياسة فهو محاولة بعض قياديي حزب النهضة ـ عن وعي أو دون وعي ـ الهيمنة على الشأن العام سواء كان ذلك في المجلس التأسيسي أو في بعض المرافق الإداريّة من ولايات ومعتمديات ومؤسسات عمومية حتى بتنا متخوّفين من إعادة افراز آليات النظام القديم الذي كان يحكم قبضته على كل مفاصل الدولة".
وبعد النهضة، وجّه محدّثي سهامه الى المعارضة فقال: "أمّا المعارضة فحدث ولا حرج، كنّا قبل الثورة نعرف الضّعوظات والتضييقات التي تمارس عليها، أمّا اليوم وبعد أن زالت العراقيل، أين هي؟ ولماذا لم تنزل إلى الميدان؟ والأدهى من ذلك أنّها لم تستخلص العبرة من فشلها في الانتخابات الفارطة بل هي مستمرة في التشتّت والانقسام ارضاء لنرجسية بعض قيادييها"..
وأضاف صديقنا المحبط: "لن أبالغ ان قلت لك انّ دمي يصبح يغلي كماء المرجل كلّما تابعت برنامجا حواريا يتراشق فيه الحاضرون بالتهم متناسين أنّنا في حالة بناء وانّ الهدم والتنافر لن ينفعانا ولن يعينانا على ترميم انهيارات الماضي وتشييد بناءات المستقبل". وجدت محدّثي محقّا في تحليله، فلا الحكومة ولا المعارضة تحلتا بنظرة متعقّلة وحكيمة بل ان كل منهما ماض في اخطاء الماضي القريب وكأنّه لا يحقّ لنا كونسيين أن ننعم بممارسة سياسة سليمة تختلف فيها الآراء دون تعصّب ولا تصادم.
شيراز بن مراد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق